أمل جديد لعلاج الصمم.. تطوير عضيات الأذن الداخلية من الخلايا الجذعية

نموذج مصغر للأذن الداخلية في المختبر قد ينهي معاناة الملايين من الصم نموذج مصغر للأذن الداخلية في المختبر قد ينهي معاناة الملايين من الصم

في تقدم علمي واعد نجح فريق بحثي في تطوير عضيات الأذن الداخلية (IEOs) من الخلايا الجذعية البشرية، مما يفتح آفاقا جديدة لفهم اضطرابات السمع والتوازن وتطوير علاجات فعالة، نشرت الدراسة في دورية Nature Protocols، وتعد امتدادا لبحوث سابقة حول تطوير عضيات الجلد، حيث استخدم الفريق منهجية مشتركة في التمايز الخلوي.

أذن بشرية مصغرة أمل جديد لاستعادة السمع

إن نسبة كبيرة من سكان العالم تعاني من فقدان السمع واضطرابات التوازن، والتي تعود أسبابها إلى عوامل وراثية أو بيئية، ومع أن العلاجات الحالية تعتمد بشكل أساسي على الأجهزة المساعدة مثل السماعات، إلا أن العلاجات الجينية بدأت تظهر كحل جذري، خاصة في حالات الصمم الوراثي، ومع ذلك تظل النماذج الحيوانية غير قادرة على محاكاة بعض جوانب الأذن البشرية بدقة، مما يجعل العضيات البشرية المختبرية أداة بحثية حيوية.

حيث تم اتباع بروتوكول تفصيلي يستغرق 40 يوما لتكوين خلايا شعرية حسية، ويمكن الحفاظ على العضيات لمدة تصل إلى 150 يوما لدراسة تطورها، وتضمنت الخطوات:

1. توجيه الخلايا الجذعية لتتحول إلى خلايا مشابهه للأذن الداخلية باستخدام إشارات كيميائية تحاكي التطور الجنيني الطبيعي.

2. تحليل العضيات عبر تقنيات متطورة مثل التصوير ثلاثي الأبعاد والمجهر المتقدم.

3. اختبار وظائف الخلايا الشعرية المسؤولة عن تحويل الموجات الصوتية إلى إشارات عصبية.

عضيات الأذن تقربنا من علاج الصمم

ويمكن استخدام هذه العضيات في نمذجة الأمراض لفهم آليات الصمم الوراثي، واختبار الأدوية والعلاجات الجينية قبل تطبيقها على البشر، ودراسة تطور الأذن الداخلية وكيفية تحفيز تجديد الخلايا التالفة.

ورغم النجاح يواجه الباحثون تحديات مثل ضمان استقرار العضيات على المدى الطويل وزيادة كفاءة تكوين الخلايا الوظيفية، حيث يعمل الفريق حاليا على تحسين البروتوكول ليكون قابلا للتطبيق في المراحل السريرية.

وتمثل هذه العضيات نقلة نوعية في أبحاث السمع، حيث توفر نظاما بشريا دقيقا يقلل الاعتماد على النماذج الحيوانية، ومع استمرار التطوير قد تصبح هذه التقنية حجر الأساس في علاج الصمم واضطرابات التوازن خلال العقد المقبل.