يقود باحثون من جامعة كوبنهاغن بالتعاون مع شركاء أكاديميين وصناعيين مشروعا طموحا لتطوير أول لقاح في العالم ضد فيروس التهاب الكبد الوبائي سي (HCV)، بدعم منحة قدرها 15.7 مليون كرونة دنماركية من صندوق الابتكار الدنماركي، ويهدف المشروع المسمى (HCVIVA)، إلى تسريع إنتاج اللقاح المرشح وبدء التجارب السريرية على البشر.
التهاب الكبد سي تحد صحي عالمي
يعد فيروس التهاب الكبد سي أحد أخطر التحديات الصحية العالمية، حيث يصيب حوالي 50 مليون شخص بشكل مزمن، ويعرضهم لخطر الإصابة بأمراض الكبد الخطيرة بما في ذلك السرطان، ويتسبب الفيروس في وفاة 250 ألف شخص سنويا وفقا لمنظمة الصحة العالمية، التي صنفته كأحد الفيروسات ذات الأولوية العالية التي تحتاج إلى لقاح عاجل.
ويضم المشروع فريقا من الخبراء من الجامعات والصناعات الدنماركية، بقيادة البروفيسور جوديث جوتواين من قسم المناعة والأحياء الدقيقة بجامعة كوبنهاغن، ويشمل الفريق شركاء مثل مستشفى هفيدوفري ومعهد ستاتنس سيروم وشركة AJ Vaccines وشركة نوفونيس للتكنولوجيا الحيوية، وتقول البروفيسور جوديث: "جمعنا فريقا قويا يغطي جميع مراحل تطوير اللقاح، وهو أمر حاسم لتحقيق هدفنا بإنتاج لقاح آمن وفعال ومتاح للجميع".
التهاب الكبد سي وتحديات إنتاج اللقاح
يعتمد اللقاح المرشح على أبحاث استمرت أكثر من عقد في برنامج كوبنهاغن لالتهاب الكبد سي (CO-HEP)، حيث نجح الفريق في تصميم جزيئات فيروسية معدلة تثير استجابة مناعية قوية في التجارب قبل السريرية، وتوضح جوديث: "واجهنا تحديا كبيرا بسبب تعدد السلالات الفيروسية وطبيعة البروتينات الغشائية للفيروس، لكننا تمكنا من كشف النقاب عن النقاط الرئيسية التي تحفز الأجسام المضادة المطلوبة".
وإلى جانب منحة صندوق الابتكار حصلت جوديث على منحة بقيمة 5.3 مليون كرونة من الصندوق الدنماركي للبحوث لتطوير مستضدات لقاحية جديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي وجسيمات شبيهة بالفيروسات (VLPs)، وفي حال نجاح هذه المشاريع قد يصبح اللقاح الجديد أداة حيوية للحد من انتشار الفيروس، مما يساهم في خفض تكاليف الرعاية الصحية، ومنع تطور أمراض الكبد الخطيرة مثل التليف والسرطان.