يعتقد الكثيرون أن تنظيف الجسم بالعصائر يعزز الصحة ويحسن أداء الجهاز الهضمي، لكن دراسة حديثة من جامعة نورث وسترن تكشف أن حمية العصائر قد تؤدي إلى اضطرابات في بكتيريا الأمعاء والفم، مما يزيد من مخاطر الالتهابات وقد يؤثر على الصحة الإدراكية.
كيف تؤثر حمية العصائر على صحة الأمعاء؟
وجدت الدراسة، التي نُشرت حديثا في مجلة Nutrients، أن اتباع نظام غذائي يعتمد فقط على العصائر لمدة ثلاثة أيام يؤدي إلى انخفاض استهلاك الألياف، مما يتسبب في اختلال التوازن البكتيري في الأمعاء والفم، في المقابل أظهرت الأنظمة الغذائية التي تحتوي على الأطعمة النباتية الكاملة تغيرات ميكروبية أكثر إيجابية.
كيف تم إجراء الدراسة؟
قام الباحثون بدراسة ثلاث مجموعات من البالغين الأصحاء:
1. المجموعة الأولى: تناولت العصائر فقط.
2. المجموعة الثانية: تناولت العصائر مع الأطعمة الكاملة.
3. المجموعة الثالثة: اعتمدت على نظام غذائي نباتي كامل دون عصائر.
تم جمع عينات من اللعاب، ومسحات من الفم، وعينات من البراز قبل وأثناء وبعد التجربة، ثم تم تحليلها باستخدام تقنيات تسلسل الجينات المتقدمة.
كيف تؤثر العصائر على صحة الأمعاء؟
المجموعة التي تناولت العصائر فقط أظهرت زيادة كبيرة في البكتيريا المرتبطة بالالتهابات وزيادة نفاذية الأمعاء، مما قد يسبب مشكلات صحية طويلة المدى.
المجموعة التي تناولت الأطعمة النباتية الكاملة شهدت تحسنا في توازن الميكروبيوم، مما يعزز الصحة العامة.
المجموعة التي جمعت بين العصائر والأطعمة الكاملة سجلت تغيرات أقل حدة مقارنة بالمجموعة الأولى.
توضح هذه النتائج أن استهلاك العصائر دون ألياف قد يؤدي إلى اختلال التوازن البكتيري، مما قد يكون له آثار صحية خطيرة.
لماذا تعتبر الألياف ضرورية لصحتك؟
تعمل الألياف الموجودة في الفواكه والخضروات الكاملة على تغذية البكتيريا النافعة التي تنتج مركبات مضادة للالتهابات مثل البوتيرات (Butyrate).
عند إزالة الألياف من العصائر:
تزداد نسبة البكتيريا الضارة التي تتغذى على السكر.
يرتفع خطر الالتهابات في الأمعاء والفم.
يؤثر ذلك سلبًا على المناعة والأيض والصحة العقلية.
كما أن المحتوى العالي من السكر في العصائر يعزز نمو البكتيريا الضارة، مما يزيد من اضطرابات الميكروبيوم في الجهاز الهضمي والفم.
تأثير العصائر على ميكروبيوم الفم
أظهرت الدراسة أن ميكروبيوم الفم يتأثر بسرعة بنظام العصائر، حيث لاحظ العلماء:
انخفاض في بكتيريا Firmicutes النافعة.
زيادة في Proteobacteria، المرتبطة بالالتهابات.
وتعليقا على ذلك قالت الدكتورة ميليندا رينغ، كبيرة الباحثين ومديرة مركز أوزر للصحة التكاملية بجامعة نورث وسترن:
"هذا يؤكد مدى سرعة تأثير النظام الغذائي على صحة البكتيريا في الجسم، يبدو أن ميكروبيوم الفم يعمل كمؤشر سريع لتأثير الغذاء على الصحة."
ما الخطوة التالية؟
تؤكد هذه النتائج الحاجة إلى مزيد من الأبحاث حول تأثير الأنظمة الغذائية المختلفة على الميكروبيوم، خاصة في الأطفال الذين يستهلكون العصائر كبديل للفواكه.
قالت ماريا لويزا سافو ساردارو، الباحثة المشاركة في الدراسة:
"يجب مراعاة المحتوى الغذائي للعصائر، وخاصة نسبة السكر والكربوهيدرات، عند دراسة تأثيرها على صحة الأمعاء والفم."
تدعو الدراسة أيضًا إلى تعزيز استهلاك الألياف في الإرشادات الغذائية وتصنيع المنتجات الغذائية للحفاظ على صحة الميكروبيوم.
إذا كنت تحب العصائر… إليك الحل الصحي!
إذا كنت من محبي العصائر، يمكنك تقليل آثارها السلبية من خلال:
استبدال العصر بالخلاط للحفاظ على الألياف.
تناول العصائر مع الأطعمة الكاملة لموازنة تأثيرها على الميكروبيوم.
تقليل استهلاك العصائر الغنية بالسكر للحفاظ على صحة الأمعاء والفم.
بدلاً من الاعتماد على العصائر فقط، اجعلها جزءا من نظام غذائي متوازن غني بالألياف لضمان صحة الجهاز الهضمي وتحسين وظائف الدماغ على المدى الطويل.