في عالم الأسلحة الهجومية، تُعتبر بندقية التافور (Tavor) من إنتاج شركة IWI الإسرائيلية علامةً فارقةً في هندسة الأسلحة، بفضل تصميمها الثوري من فئة البولبوب (Bullpup)، الذي يجمع بين القوة والمناورة، مما جعلها سلاحا مفضلا للجيوش والقوات الخاصة حول العالم.
أسباب تطوير بندقية التافور
البدايات: الحاجة إلى سلاح جديد
بعد تجارب حرب لبنان 1982، لاحظ الجيش الإسرائيلي قيود أسلحة مثل M16 و Galil في القتال الحضري، حيث كانت طويلةً وتُعيق الحركة، عام 1991 بدأت شركة IMI (التي تحولت لاحقا إلى IWI) تطوير سلاح هجومي جديد يُلبي المتطلبات:
- الاختصار: طول أقل للمناورة في الأماكن الضيقة.
- الدقة: فعالية في مديات متوسطة وطويلة.
- الموثوقية: تحمل الظروف القاسية من غبار ورطوبة.
دخول بندقية التافور إلى الخدمة
دخلت التافور الخدمة رسميا عام 2006 كسلاح أساسي للجيش الإسرائيلي، لتحل محل M16، وأثبتت كفاءةً عاليةً في حرب لبنان 2006 وغزة 2008.
تصميم بندقية التافور الثوري: ماذا يعني بولبوب؟
في التصميم التقليدي (مثل AK-47)، يقع مخزن الذخيرة أمام الزناد، مما يزيد طول السلاح، أما في تصميم البولبوب ، يوضع المخزن خلف الزناد، مما يقلل الطول الكلي دون تقصير السبطانة وبالتالي:
- طول السلاح: 72 سم فقط (مقابل 100 سم لـM16).
- سبطانة طويلة: 46 سم (نفس طول M16)، مما يحافظ على دقة الطلقات.
- توازن أفضل: يتركز الوزن قرب جسم الرامي، مما يسهل التحكم.
مواصفات بندقية التافور الفنية نموذج X95:
- العيار: 5.56×45 ملم ناتو / 9×19 ملم (نسخة مضادة للإرهاب).
- الوزن: 3.27 كغ (فارغ).
- معدل النيران: 750–900 طلقة/دقيقة.
- المدى الفعال: 500 متر.
- التغذية: مخزن 30 طلقة (قابل للزيادة إلى 40).
أبرز مزايا بندقية التافور:
1. التنقل في الأماكن المغلقة: مثالية للقتال الحضري والعمليات الخاصة.
2. سهولة التحويل: يمكن تغيير اتجاه إخراج الطلقات (لليمين أو اليسار) في دقائق، لتلائم الرماة العُسر.
3. متانة عالية: تصنيعها من البوليمر المقوى يتحمل الصدمات والحرارة.
4. قلة الأعطال: نظام غازات مغلق يقلل دخول الأتربة.
عيوب بندقية التافور:
- صعوبة الإصلاح الميداني: تعقيد التصميم الداخلي يتطلب فنيين مدربين.
- تكلفة عالية: سعر الوحدة يصل إلى 2000 دولار (ضعف سعر AK-47).
- تأقلم الرماة: يحتاج المستخدمون الجدد إلى تدريب مكثف بسبب اختلاف مركز الثقل.
نماذج بندقية التافور وإصداراتها:
النموذج والميزات
TAR-21 الإصدار الأساسي، أول من دخل الخدمة في الجيش الإسرائيلي.
X95 تطوير عام 2009، أخف وزنا، مع تحسينات في ماسورة الغازات.
Tavor 7 نسخة لعيار 7.62×51 ملم، لدعم القتال بعيد المدى.
TS12 نسخة شبه آلية للاستخدام المدني، مع مخزن 3 أنابيب (15 طلقة).
أماكن اعتماد بندقية التافور عالميا:
- إسرائيل: السلاح الأساسي للمشاة.
- الهند: إنتاج محلي عبر شركة Punj Lloyd بترخيص من IWI.
- البرازيل: اعتمدتها قوات الشرطة الخاصة.
- كولومبيا: تستخدمها وحدات مكافحة المخدرات.
- الولايات المتحدة: نسخة مدنية (Tavor TS12) شائعة لدى هواة التجميع.
مقارنة بين بندقية التافور مع منافسيها:
التافور X9| M4 كارباين | AK-12 |
الطول | 72 سم | 76 سم (ممتد) | 94 سم |
الوزن| 3.27 كغ | 2.88 كغ | 3.3 كغ |
المدى | 500 م | 600 م | 800 م |
السعر | ~2000$ | ~1500$ | ~1200$ |
التأثير الثقافي لبندقية التافور:
ظهرت التافور في أفلام مثل "المنتقمون" (كسلاح لـ"بلاك ويدو")، وألعاب الفيديو مثل **"كول أوف ديوتي" و "باتلفيلد" ، مما زاد من شعبيتها كرمز للتكنولوجيا العسكرية المتطورة.
مستقبل التافور:
تعمل IWI على تطوير:
- نسخ هجينة: دمج تقنيات ذكاء اصطناعي لتحديد الأهداف.
- مواد أخف: استخدام سبائك تيتانيوم لتقليل الوزن.
- تكامل مع أنظمة القيادة: ربط السلاح بشبكات القتال الرقمية.
بندقية التافور ليست مجرد سلاح، بل هي نموذجٌ لـ"فلسفة تصميم" تضع الكفاءة والتكيف مع ساحات القتال الحديثة في المقدمة، ورغم انتقاداتها، تظل خيارا استراتيجيا للدول التي تبحث عن تفوقٍ نوعي في ميادين الحرب غير المتماثلة.
بنادق التافور مع مقاتلي القسام خلال تسليم الأسرى الإسرائيليين
وفي مشهد لافت، ظهر عناصر من حركة حماس يحملون بندقية "تافور"، المعروفة بأنها سلاح النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذلك خلال مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين في مدينة غزة.
حيث ظهر مقاتلو القسام في وقت سابق من الشهر الماضي، وأثناء تسليم المجندات الإسرائيليات الأربع بمدينة غزة، وهم يحملون بنادق تافور، كما ظهروا اليوم ١٥ شباط/ فبراير أيضا، وبيدهم سلاح نخبة الجيش الإسرائيلي تافور، أثناء عملية التبادل السادسة التي أفرجوا خلالها عن ثلاثة محتجزين إسرائيليين.
وبحسب ما نشره موقع "أكسبريس" الإسرائيلي، فإن ظهور هذا السلاح في يد عناصر حماس يُعد إهانة مباشرة لجيش الاحتلال، حيث تشير التقارير إلى أن الحركة استحوذت على كميات كبيرة من هذا السلاح خلال المواجهات الأخيرة، وخاصة يوم السابع من أكتوبر.