تغير المناخ سيؤدي إلى إنقاص ثانية كبيسة واحدة من التوقيت العالمي

منوعات

تغير المناخ وذوبان الجليد القطبي يهدد بأزمة عالمية في ضبط الوقت العالمي

28 آذار 2024

يؤكد الخبراء أن تغير المناخ الذي يسبب ذوبان القمم الجليدية، سيجبرنا على إنقاص "ثانية كبيسة" من التوقيت حوالي عام 2029.

وإذا لم نتخذ الإجراءات اللازمة، فإن ضبط الوقت العالمي قد يتجه نحو مشكلة كبرى من شأنها أن تؤثر على كل شيء تقريباً، من شبكات الكمبيوتر إلى الأسواق المالية، ومن الغريب أن السبب وراء ذلك هو ذوبان الجليد القطبي الناجم عن تغير المناخ.

العلاقة بين ضبط التوقيت العالمي وسرعة دوران الأرض

يستخدم العالم التوقيت العالمي المنسق UTC لضمان وجود مقياس ثابت وموحد للوقت في جميع أنحاء العالم لتسهيل الاتصالات والملاحة والبحث العلمي والتجارة وما إلى ذلك.

ويتم حساب هذا المقياس للوقت باستخدام بيانات من حوالي 450 ساعة ذرية، وأجهزة فائقة الدقة لحفظ الوقت تستخدم "اهتزازات" الذرات فائقة الثبات لقياس الوقت، ومن المزعج أن هذا المقياس لا يتوافق تماماً مع التوقيت الفلكي، الذي يعتمد على دوران الأرض.

إن دوران كوكبنا أطول ببضعة ميلي ثانية من اليوم الذي تحدده الساعات الذرية، بالإضافة إلى أن سرعة دوران الأرض يمكن أن تختلف بسبب العديد من العوامل، ولمراعاة ذلك، تتم إضافة الثواني الكبيسة إلى التوقيت العالمي المنسق UTC كل بضع سنوات أو نحو ذلك لضمان مزامنتها مع الوقت الفلكي.

على سبيل المثال، أدت التغيرات الغريبة وغير المعروفة إلى حد ما داخل قلب الأرض السائل ووشاحها الصلب إلى تسريع دوران الأرض في العقود الأخيرة، ولكن تم التعامل مع هذه الحقيقة من خلال إضافة الثواني الكبيسة.

ذوبان الجليد القطبي سيؤثر على سرعة دوران الأرض

أما الآن، فقد بدأت عوامل جديدة في الظهور، والتي يمكن أن تتداخل مع سرعة دوران الأرض بشكل أكبر وتؤدي إلى اضطراب ضبط الوقت العالمي من جديد.

قام "دنكان كار أغنيو" عالم الجيوفيزياء في معهد سكريبس لعلوم المحيطات بجامعة كاليفورنيا سان دييغو، مؤخراً بدراسة دوران الأرض وكيف تتأثر سرعة الدوران بذوبان الجليد القطبي.

تغير المناخ سيؤدي إلى اضطراب ضبط التوقيت العالمي

بسبب تغير المناخ، تذوب القمم الجليدية في قارة غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية على نطاق واسع لدرجة أنها تغير شكل الكوكب وتقلل من سرعته الزاوية بسرعة أكبر من ذي قبل، وبسبب تباطؤ دوران الأرض، يرى أغنيو أن التوقيت العالمي المنسق سيحتاج إلى إنقاص ثانية كبيسة واحدة من التوقيت العالمي، أي دقيقة بـ 59 ثانية فقط، في وقت ما حوالي عام 2029.

تغير المناخ سيؤدي إلى إنقاص ثانية كبيسة واحدة من التوقيت العالمي

وأوضح أغنيو في بيان: "حتى قبل بضع سنوات، كنا نتوقع أنه يجب علينا فقط أن نضيف الثواني الكبيسة، ولكن إذا نظرت إلى التغيرات في دوران الأرض، وهو سبب الثواني الكبيسة، وقمت بتحليل أسباب هذه الثواني الكبيسة، ستجد أن إنقاص ثواني من التوقيت هو أمر محتمل جداً، لا يبدو أن إنقاص ثانية هو مشكلة كبيرة، ولكن في عالم اليوم المترابط، فإن الخطأ في التوقيت قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة".

وأكد أغنيو "إذا لم نقم بإنقاص الثانية الكبيسة هذه، فمن المحتمل أن يصبح ضبط الوقت العالمي غير متزامن، مما يتسبب في اضطرابات هائلة في أنظمة الكمبيوتر وشبكات الاتصالات".

المصدر: جامعة كاليفورنيا