بعد حملة التحريض على الراهبة مايا زيادة.. المطران عطا الله حنا يوضح موقفه ويوجه رسالة للمسيحيين

أخبار

المطران عطا الله حنا يعلق على التحريض بحق الراهبة مايا زيادة: من يحرض على شخص دافع عن فلسطين لا يفهم شيئا من المسيحية

13 آذار 2024

علق مطران القدس عطا الله حنا، على التحريض الذي تعرضت له الراهبة مايا زيادة، بعد دعوتها أمام طلاب إحدى المدارس اللبنانية، للصلاة لأهالي الجنوب اللبناني، مبينا بأن من يحرض على شخص دافع عن فلسطين لا يفهم شيئا من المسيحية.

وضمن برنامج بالشخصي على منصة بالمباشر في يوتيوب، استضافت الإعلامية غدي فرنسيس، المطران عطاالله حنا، مبينة بأنها تتفاعل بمسيحيتها مع الراهبة مايا زيادة، وتتفاعل مع نداءها، وبأن منع الأخت مايا زيادة من التعليم، هو منع الجميع من الصلاة بما يراه مناسباً.

وتوجهت فرنسيس إلى المطران عطا الله حنا بسؤال قائلة: "كيف يُسمح أن يقول أحدهم المسيح هنا، ومن هو مسيحي ومن يحق له التعليم، وماذا رأيت في هذه الحادثة يوم أمس في لبنان بعد منع الأخت الرهبة مايا زيادة من التعليم بسبب تسجيل دعوة لها للصلاة لأطفال ونساء ورجال جنوب لبنان؟"

عطاالله حنا: التحريض على الأصوات المسيحية المشرقية ليس حديث العهد

واعتبر المطران بأن ظاهرة التحريض على الأصوات المسيحية المشرقية العربية ليست حديثة العهد، مضيفا: "منذ زمن ونحن نلحظ أن هناك جهات معينة لربما مرتبطة باللوبي الصهيوني ولربما مصالح وأجندات بعضها معروف أو غير معروف، كل هذا وارد".

وأضاف:" دائماً نلحظ أن هؤلاء يحرضون على الشخصيات المسيحية الوطنية، وهذا حصل مع الراهبة ومع غيرها ويحصل عندنا في فلسطين، هذا ليس في فلسطين، هذا ليس فقط في لبنان، بل في كل المشرق حيثما هنالك أصوات مسيحية ووطنية تدافع عن فلسطين وقضيتها العادلة، نسمع الكثير من الأبواق المأجورة".

عطا الله حنا: هناك محاولة لتشويه صورة الإيمان المسيحي

ونوه المطران إلى أن السوشيال ميديا لها إيجابياتها ولها سلبياتها، ومن سلبيات وسائل التواصل الاجتماعي أنها أعطت منصات إعلامية لأشخاص لا يفقهون شيئا بالمسيحية، ليدَّعوا أنهم مبشرون ومدافعون عن المسيحية، وهذه المظاهر موجودة.

وأردف:" طبعاً أنا لا أتابع كثيراً ولا يوجد عندي الوقت لمتابعة هذه التفاهات، ولكن هنالك من يستغلون وسائل التواصل الاجتماعي ويخرجون علينا ويدعون أنهم مسيحيون حريصون على المسيحية والتبشير بالمسيحية، وهم لم يقرأوا الإنجيل المقدس مرة واحدة، وإذا ما قرأوه لم يفهموا روحانيته، وبالتالي مشكلتنا اليوم أن هناك محاولة لتشويه صورة الإيمان المسيحي، العقيدة المسيحية، القيم والرسالة المسيحية.

وأكد المطران عطا الله بأن من يحرض على شخص طالب بالدفاع عن فلسطين ونادى بالحرية للشعب الفلسطيني، هذا يعني أنه لا يفهم شيئا من المسيحية، مبينا بأن "المسيحية ليست فقط أصوات وصلوات تقام داخل الكنائس، إذا لم نعبر عن مسيحيتنا من خلال إنسانيتنا ووقوفنا إلى جانب المظلومين، المتألمين والمعذبين، ما قيمة الصلاة وما قيمة الصوم إذا لم تكن مقرونة بالمواقف الإنسانية."

عطا الله حنا للمسيحيين: عندما تدافعون عن القدس وفلسطين فأنتم تدافعون عن إيمانكم

ووجه المطران رسالة إلى المسيحيين بالقول: "أنا هنا لا أتحدث عن السياسة والمواقف السياسية، أنا أقول أن الدفاع عن فلسطين، هو واجب إنساني وواجب مسيحي، فعلى كل مسيحي أن يتذكَّر، وعلى أولئك الذين يتطاولون على الأصوات المدافعة عن فلسطين، أن يعرفوا بأن فلسطين مهد المسيحية وأرض القيامة، نحن اليوم صائمون لكي نستعد لاستقبال عيد القيامة، وهنا أُذكِّر الصائمين أن مدينة القدس هي مدينة القيامة، وهي مدينة الانتصار على الموت، وعندما تدافعون عن القدس وفلسطين، فأنتم تدافعون عن إيمانكم، تاريخكم وتراثكم، ولا تدافعون عن شأن سياسي فقط.

وأشار المطران إلى أنه من المعلوم أن القضية الفلسطينية قضية سياسية بالدرجة الأولى ولكنها ذات بُعد إنساني وأخلاقي، متسائلا: "أين هي الأخلاق وأين الإنسانية؟، كيف يمكن أن يكون المسيحي صامتاً عندما يرى هذه الانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان، خاصة ما يحدث في غزة من جرائم."

غدي فرنسيس: الراهبة مايا زيادة تمثلني

وكانت الإعلامية غدي فرنسيس قد اعتبرت بأن ما حصل مع الراهبة مايا زيادة عار، داعية المسيحيين على الوقوف معها وحمايتها وإلا فإنهم شركاء في هذا العار.

وعبر منصة وقائع على يوتيوب، وجهت فرنسيس بحرقة نداء إلى رجال الدين المسيحي والسياسيين المسيحيين في لبنان قائلة لهم: "قوموا انفضوا عنا هذا العار، قوموا انفضوا عن مسيحية المشرق هذا العار، نحن لا نفكر هكذا ولا نصلي هكذا، وإنجيلنا ليس هكذا، قوموا أنتم واحموها

وتساءلت الإعلامية فرنسيس: "أين هي صرخة السياسيين المسيحيين، أين هو سليمان فرنجية وأين كل العالم أمام ما حدث مع الراهبة"، مضيفة: "أنتم جميعا يا مسيحية المشرق ليس لكم تواجد بدون صرخة مايا زيادة، هي صرخت عنكم، وإذا لم يقفوا جميعا معها في هذه المواجهة فكلهم عار، واليوم إن تُركت مايا زيادة وحيدة في هذه المواجهة، هذه السيدة الطاهرة سنكون جميعا وكل شخص أسمه مسيحي شركاء.

وختمت بالقول: "هذه الراهبة تمثلني، فليقم الجميع وليصرخ بأن هذه الراهبة هي كنيستي، وعلى ما يبدو كنيستنا محتلة ونحن سنحررها."

الراهبة مايا زيادة تدعو للصلاة لأجل رجال المقاومة جنوب لبنان

وكانت الراهبة مايا زيادة قد ظهرت في مقطع فيديو تتحدث أمام طلاب مدرسة الغبالة في كسروان ودعت خلاله للصلاة إلى جنوب لبنان وأطفاله ونساءه ورجاله رجال المقاومة، مضيفة: "لأن هؤلاء الرجال من لبنان وهم يتعبون ليحموا هذا الوطن، وإذا لم نصلي لأجلهم نكون خونة بحق أرضنا ووطننا." 

وتعرضت الراهبة بعد انتشار هذا الفيديو لحملة كبيرة ومطالبات بإبعادها عن التعليم، في ظل تداول أخبار عن منعها من التعليم بالفعل، فيما نقلت بعض المواقع رفض إدارة المدرسة التعليق على هذا الموضوع وبينت المدرسة بأن قرار من الإدارة العليا صدر بمنع أي أحد التحدث في هذا الموضوع واقفاله كليا، نافية صحة منع الراهبة مايا من التعليم بالقول:" الأخت ماريا لم تكن أصلا تعطي الدروس لذلك ليس صحيحا أبدا أنه تم فصلها.