أفادت المعلومات التي نشرتها المجلة المالية الفرنسية "لا تريبيون"، بأن شركة "إلبت سيستمز" الدفاعية الإسرائيلية حصلت على عقد لتوريد 36 مدفعا ذاتي الدفع من طراز ATMOS 2000 عيار 155 مم إلى المغرب، سيتم تركيب هذه الأنظمة المدفعية على شاحنات تاترا التشيكية، مما يشير إلى تحول كبير في استراتيجية المغرب لشراء الأسلحة المدفعية.
التحديات التشغيلية مع المدافع الفرنسية CAESAR
تأتي هذه الخطوة بعد التحديات التشغيلية التي واجهتها القوات المسلحة الملكية المغربية (FAR) مع مدافع CAESAR الفرنسية التي تم تسليمها في عام 2022 من شركة KNDS فرنسا، وفقا لما ذكره الصحفي ميشيل كابيرول، فقد واجهت هذه المدافع مشاكل تقنية متكررة، مما دفع القوات المغربية للبحث عن بديل أكثر موثوقية وكفاءة، كانت فرنسا تتوقع طلبا جديدا لمدافع CAESAR من المغرب، ولكن الرباط اختارت المدافع الإسرائيلية ATMOS 2000، مما يعكس تفضيلا متزايدا لتكنولوجيا الدفاع الإسرائيلية على الموردين الأوروبيين التقليديين.
نظام المدفعية ATMOS 2000: المواصفات والمزايا
يعتبر مدفع ATMOS 2000 (نظام المدفعية المستقل المثبت على شاحنة) نظاما مدفعيا من عيار 155 مم/52 مصمما للانتشار السريع والتكامل الممتاز مع منصات الشاحنات ذات التنقل العالي، مثل الشاحنات 6x6 و8x8، إحدى المزايا الرئيسية لهذا النظام هي القدرة على إطلاق قذائف ذات مدى طويل يتجاوز 40 كيلومترا، مع معدل إطلاق يتراوح بين 4 إلى 9 طلقات في الدقيقة حسب وضعية التشغيل، يضمن النظام التلقائي للتوجيه والملاحة دقة عالية، وهو متوافق تماما مع شبكات C4I (القيادة والسيطرة والاتصالات والحواسيب والاستخبارات) الحديثة لتحسين الوعي في ساحة المعركة.
مقارنة بين المدفعين الإسرائيلي والفرنسي
يتميز مدفع ATMOS 2000 بقدرات أعلى في التنقل والتلقائية والقوة النارية وكفاءة الطاقم مقارنة بنظام CAESAR. على عكس CAESAR، الذي يتوافر أساسا على شاحنات "أركوس" أو "مرسيدس بنز" الفرنسية، فإن ATMOS 2000 يتوافق مع مجموعة متنوعة من هياكل الشاحنات، بما في ذلك شاحنات تاترا التشيكية، مما يتيح للمغرب دمجه في بنية لوجستية موجودة.
قدرة النيران والأتمتة
يتميز ATMOS 2000 بقدرة على إطلاق 4 إلى 9 طلقات في الدقيقة ويتميز بقدرة MRSI (العديد من القذائف التي تصيب الهدف في نفس الوقت)، مما يعزز فعالية النظام في العمليات القتالية المستمرة، بينما يحتوي CAESAR على قدرة إطلاق مقارنة بـ6 طلقات في الدقيقة، أفادت التقارير من المغرب بأن ATMOS يوفر منصة مدفعية أكثر موثوقية وكفاءة في العمليات القتالية الطويلة.
التعاون الدفاعي بين المغرب وإسرائيل
منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الرسمية في عام 2020، توسع التعاون الدفاعي بين المغرب وإسرائيل بشكل كبير. في عام 2021، وقع البلدان مذكرة تفاهم دفاعية، مما فتح الباب لعقود الدفاع ومشاركة المعلومات الاستخباراتية والمشاريع العسكرية المشتركة، من بين أبرز الاتفاقيات كان عقد المغرب بقيمة 500 مليون دولار في عام 2023 لشراء نظام الدفاع الجوي والصاروخي الإسرائيلي "باراك إم إكس"، مما يعزز شبكة الدفاع الجوي للمملكة.
التنافس العالمي على أسواق الأسلحة
يظهر تزايد وجود المعدات العسكرية الإسرائيلية في سوق الدفاع العالمية بشكل متزايد، حيث تنافس مباشرة مع الشركات الدفاعية الأوروبية، بما في ذلك فرنسا، على مدى العقد الماضي، وسعت إسرائيل صادراتها الدفاعية من خلال اتفاقيات استراتيجية، مقدمة تكنولوجيا حديثة ومجربة في المعركة تجذب الدول التي تبحث عن بدائل موثوقة للأنظمة الأوروبية والأمريكية، في المقابل تواجه فرنسا صعوبة في الحفاظ على تأثيرها، بسبب تأخيرات في التسليم وتعقيدات سياسية، مما يفسر تحول المغرب من مدافع CAESAR الفرنسية إلى المدافع الإسرائيلية ATMOS 2000.
يعد اختيار المغرب للمدافع الإسرائيلية ATMOS 2000 بدلاً من CAESAR الفرنسية مثالا على تحول كبير في تفضيلات المغرب بشأن الأنظمة المدفعية، مما يعكس تزايد دور إسرائيل كمورد رئيسي للأسلحة في الأسواق العالمية.