تناول جرعات كبيرة من فيتامين د لا يقدم فوائد إضافية

علوم

فيتامين د بين ما يقوله العلم والمفاهيم الخاطئة حول تناول جرعات كبيرة من المكملات الغذائية

22 نيسان 2024

بعض الناس يتناولون كميات كبيرة من فيتامين د في حين أن عدداً آخر يتناول كميات قليلة جداً منه، لكن لا يحتاج الجميع إلى تناول مكملات فيتامين د كما يقول الخبراء.

إن مهمة علم التغذية هو تحديد مسارات أفضل للحفاظ على الصحة، لكن بعض النتائج والنظريات العلمية المتناقضة يمكن أن تؤثر على مهمته، وقد أثبتت الدراسات الأخيرة أن هذا هو ما يحدث بشكل واضح مع معلوماتنا عن فيتامين د. 

تناول جرعات كبيرة من فيتامين د لا يقدم فوائد إضافية

في مرحلة ما، بدا الأمر وكأن الجميع يجب أن يتناولوا مكملات فيتامين د، وأن القيام بهذا من شأنه أن يحمي من مجموعة كبيرة من الأمراض، من مشاكل العظام إلى أمراض القلب والسرطان، ومع ذلك، وفي الآونة الأخيرة، يبدو أن الدراسات الجديدة قد أثبتت عدم صحة الكثير من تلك الادعاءات.

لكن نظرة فاحصة على مجمل الأبحاث تكشف عن رسالة أكثر دقة حول مكملات فيتامين د: يمكن أن يكون الفيتامين مهماً جداً لتصحيح أوجه القصور، على الرغم من أن الأشخاص الذين لديهم بالفعل كمية كافية من الفيتامين، وهم الغالبية العظمى من الناس، لن يحصلوا على فوائد إضافية من تناول جرعات كبيرة من فيتامين د، لقد أصبح الخبراء يشعرون بالقلق بشأن تناول الأشخاص للمكملات الغذائية بجرعات كبيرة اعتقاداً منهم أن المزيد هو الأفضل، ومن جهة أخرى، فإن بعض الأشخاص الذين هم بحاجة إلى تناول هذه العناصر الغذائية لا يقومون بتناولها.

وفي النهاية، كما يقول "روجر بويون" اختصاصي الغدد الصماء في جامعة لوفين في بلجيكا: "نفس المعادلة تنطبق على معظم الأشياء، أنت بحاجة إلى الكمية المثالية، ليس قليلاً جداً وليس كثيراً جداً".

أهمية فيتامين د

اكتشف العلماء أهمية فيتامين د في بداية الثورة الصناعية في أواخر القرن الثامن عشر، عندما كان الناس في المناخات الشمالية يعيشون في المدن المظلمة والملوثة ويقضون المزيد من الوقت في العمل داخل منازلهم، حيث يعاني غالبية الأطفال في بعض المدن مثل بوسطن من مرض الكساح، حيث تصبح العظام طرية وتضعف وغالباً ما تتشوه.

كيف نحصل على فيتامين د ؟

اكتشف العلماء في النهاية أن التعرض لأشعة الشمس من شأنه أن يعالج المرض ويمنعه، ثم اكتشف الباحثون أن ضوء الأشعة فوق البنفسجية المنبعث من الشمس يطلق تفاعلاً ينتج عنه فيتامين د، ويتحول الفيتامين إلى شكله النشط في الكلى ثم ينتقل إلى الأمعاء، حيث يحفز على إطلاق الكالسيوم، وهو مادة بناء رئيسية، إلى مجرى الدم، وتقول "سيلفيا كريستاكوس" عالمة الكيمياء الحيوية في كلية روتجرز نيو جيرسي الطبية: "إن أهم شيء يفعله فيتامين د هو امتصاص الكالسيوم من الأمعاء".

هل يحتاج الجميع إلى مكملات فيتامين د ؟

بشكل عام، يحتاج الناس إلى المكملات الغذائية فقط عندما لا يحصلوا على ما يكفي من المصادر الطبيعية أو الغذائية، وتشمل هذه المجموعة الرضع الذين يرضعون رضاعة طبيعية والذين لا يحصلون على تركيبة مدعمة، وكبار السن الذين يجعل جلدهم فيتامين د أقل كفاءة والنساء الحوامل.

ويقول الخبراء إنهم يشعرون بالقلق من أن الأشخاص الذين يحصلون بالفعل على ما يكفي من فيتامين د من خلال النظام الغذائي ونمط الحياة هم الذين يقومون بتناول المكملات الغذائية، وفي الوقت نفسه، فإن الأشخاص الذين هم بحاجة إلى مكملات فيتامين د أكثر من غيرهم قد لا يدركون حاجتهم إليه ولا يتناولون الفيتامين، ربما لأنهم قرأوا تقارير إخبارية تشير إلى أن المكملات الغذائية ليست ضرورية. 

المصدر: موقع Popular Science