ملابسات اغتيال اللبناني محمد سرور.. ما علاقة الموساد؟

أخبار لبنان

ملابسات اغتيال اللبناني محمد سرور وعلاقة الموساد الإسرائيلي بالجريمة

11 نيسان 2024

عرض الصحفي رضوان مرتضى، ملابسات اغتيال الصراف اللبناني محمد إبراهيم سرور، الذي وجد مقتولا داخل فيلا في منطقة بيت مري في المتن الشمالي بعدما فقد أثره منذ الخميس الماضي وعن علاقة الموساد الإسرائيلي بالجريمة.

حيث بين مرتضى في حلقة عبر منصة المحطة على يوتيوب، بأن محمد إبراهيم سرور من مواليد 1967، وقد وضعته الولايات المتحدة في آب/ أغسطس 2019 على لائحة العقوبات، واعتبرته مسؤولا عن جميع + والمقدرة بعشرات ملايين الدولارات، من الحرس الثوري الإيراني إلى حركة المقاومة الفلسطينية حماس.

اغتيال محمد سرور

وأورد مرتضى تفاصيل الحادثة مشيرا إلى أن محمد سرور خرج يوم الخميس الماضي من منزله وكان يفترض أن يعود على الإفطار لكنه لم يعد، وتقدم أفراد عائلته ببلاغ عن فقدانه، فتبين من التحقيقات بأن هاتفه أُطفئ في بيت مري، وأظهر تتبع الكاميرات أنه صعد على دراجة نارية لوحده ودخل إلى فيلا في بيت مري، لكنه لم يخرج.

ويوم أمس أعطى القضاء اللبناني إشارة بالدخول إلى الفيلا، حيث عثر عليه مقتولاً بسبع رصاصات.

ووفق مرتضى فإن اللافت هو مسرح الجريمة وكيف تعاطى منفذ هذه الجريمة بعد ارتكابها، مبينا بأن محمد سرور تم استدراجه إلى تلك الفيلا وفق ما هو واضح، علما أنه وبحسب أفراد عائلته قد ذهب قبل يوم من فقدانه مع ابن أخيه إلى هذه الفيلا والتقوا امرأة طلبت دخوله لكنه لم يدخل فخرجت، ونقل ابن أخيه بأنها قالت بأن اسمها زينب حمود وكانت لهجتها تعود إلى بعلبك.

وتبين من مسرح الجريمة وجود مسدسين من طراز غلوك 19 وكواتم صوت والهواتف التي تم استخدامها وثياب المنفذين والقفازات، موضوعين كلهم في أوعية ومغمورين بالمياه ومواد تنظيف، لإزالة أي أثر عن المنفذ، حتى لا تظهر البصمات، أو أي دليل.

كما لفت مرتضى إلى أن أيا كان قد يرى بأن دافع الجريمة هو السرقة خصوصا أن المجني عليه صراف ومعه كمية من الأموال، لكن المنفذ أراد إيصال رسالة بأن الجريمة لا علاقة لها بالسرقة لأن الأموال التي كان يحملها محمد سرور وجدوها بجانب الجثة.

وبين مرتضى بأن الأجهزة الأمنية تعمل وهناك تحقيقات وكاميرات في المنطقة، لكنهم لم يصلوا إلى شيء لغاية الآن، معتبرا أن الواضح من الطريقة المحترفة في تنفيذ هذه العملية وبمسح كل آثار المنفذين، تدل على أن الجهة واحدة وهي الموساد الإسرائيلي.

وأشار إلى أن قناة الحدث نقلت عما قالت بأنه مصادر في التحقيقات بأن الموساد الإسرائيلي هو من نفذ عملية اغتيال طالت ناقل الأموال بين إيران وحركة حماس، أما في وكالة الصحافة الفرنسية فتكلموا عن تفاصيل لها علاقة بعدد الطلقات التي قتل بها وكيف تم استدراجه وتحديد مكانه.

وأضاف مرتضى بأن التحقيق يعمل على معرفة الأشخاص اللوجستيين الذين عملوا على هذا الملف، لأنه وحسب العادة فإن الإسرائيلي يرسل منفذين من جنسيات مختلفة يدخلون لبنان ويتعاونون مع عملاء يقدمون خدمات لوجستية في النقل ونقل الأغراض أو شراء سيارة وغيرها من التفاصيل، ويبدو أن عملية اغتيال محمد سرور شبيهة بهذه العمليات والمنفذ هو الإسرائيلي لأنه قتل منذ عملية طوفان الأقصى أكثر من عشرين صرافا يقومون بنقل الأموال إلى حماس أو من عائلات موجود في الخارج إلى أشخاص داخل غزة، وهناك معلومات أمنية بأن عناصر الموساد الذين تم توقيفهم في تركيا كانت تقوم بجمع معلومات عن شبكات التمويل والصرافين الذي يعملون بنقل أموال إلى الداخل الفلسطيني وإلى غزة، فموضوع استهداف خطوط الإمداد جزء من الحرب الأمنية الدائرة، ويتضح من قرار الإسرائيلي إرسال فرقة إعدام إلى لبنان بأن هذا الشخص يشكل خطرا عليه.

وبحسب مرتضى فقد تم إبلاغ العائلة بأن من يقف خلف اغتيال سرور هو الموساد الإسرائيلي، ونقل مرتضى عن مصادر في العائلة بأن سرور قد تعرض إلى تعذيب لوجود عدة طلقات بأنحاء متفرقة من جسده لم يكن هدفها القتل، مما يوحي بأنه تعرض للاستجواب للحصول على معلومات.

وأفاد بأن عددا من الأجهزة الأمنية يعملون لكشف المشاركين في هذه الجريمة لأنه إن كان الموساد هو من نفذ العملية فعلا فإن المنفذين أصبحوا خارج لبنان.

لبنانيون يعلقون على جريمة اغتيال محمد سرور

وقد تفاعل العديد من اللبنانيين مع هذه الجريمة ومنهم من ركز على من شركاء الموساد وأعوانه داخل لبنان، ومنهم من قارن بين ردة فعل أنصار المقاومة حين اختطف محمد سرور وانتظارهم التحقيقات الأمنية وعدم استغلال الحادثة سياسيا، وبين الاتهامات التي ساقها البعض حين تم اختطاف المسؤول في القوات اللبنانية باسكال سليمان وقبل انتظار نتائج التحقيقات.

فقد علق الصحفي اللبناني عبد الله قمح على هذه الجريمة عبر حسابه في تطبيق X بالقول: "الآن لنحكي جد، ما تعرض له الحاج محمد سرور عملية احترافية من الدرجة الأولى، تم استدراجه إلى فيلا في بيت مري وتم قتله وإخفاء ادوات الجريمة بطريقة محترفة، كل البصمات تؤدي إلى الموساد وأعوانه، هذه الفرضية تخضع للتحقيق من جانب شعبة المعلومات، الآن خطين تحت كلمة "الموساد وأعوانه".

وبدوره كتب أحد الناشطين يقول: "تحية لروح الشهيد محمد سرور الذي اختطف وعذّب وقتل على أيدي إسرائيل وعملائها في بيت مري، هذا هو الشهيد الحقيقي على طريق القدس فتهمته أنه حوّل أموال للمقاومة الفلسطينية!"

وأضاف: "لأننا طلاب حق ووطن نهائي لجميع أبنائه، طيلة فترة اختطافه لم نتهم أحدا ولن نتهم وانتظرنا التحقيقات الرسمية وبدل أن نستثمر في قضيته لمآرب سياسية أو مشاريع مشبوهة فضلنا إكمال مشروع الاستثمار بالدم على طريق القدس لتحريرها وكل الجنوب اللبناني.

بيان عائلة محمد سرور

وأصدرت عائلة سرور بيانا جاء فيه: "فقدنا الاتصال بالحاج محمد، منذ سبعة أيام، أبلغنا القوى الأمنية، وقد عثر عليه مضرجا بدمائه في شقة سكنية في بيت مري، ونتقدم بالشكر من الأجهزة الأمنية عموما، ومن فرع المعلومات خصوصا الذي كشف عن الجريمة."

وأضاف البيان: "من استدرج الحاج محمد إلى هذا المكان، وما هو الهدف من استدراجه وما هو الهدف من قتله بهذه الطريقة وبهذا التوقيت، وما هي أهداف الجريمة، ومن هي الجهة المسؤولة عنها."

وتابع البيان "تطالب العائلة الدولة اللبنانية القيام بمسؤولياتها، أهالي اللبوة والبقاع الشمالي يؤكدون على كشف وتبيان الحقيقة، ولن نترك دمه يذهب هدرا، قبل أن يأخذ المجرم عقابه اللازم أو أخذ الموضوع إلى مكان آخر، وليس المطلوب سوى الحقيقة التي أشرنا إليها بإيقاع العقوبة بالمجرم الذي خطط ونفذ وحرض، ونحذر من التعاطي مع الجريمة كحادثة عابرة."

وختم البيان: "باسم أهالي اللبوة والعائلة أننا لن نسكت عن الحادثة بكل مسؤولية، ومحمد سرور هو شهيد الوطن، وسيكون لنا موعد لتشييعه مع محبيه."