أعلنت وزارة القوات المسلحة الفرنسية في 4 يوليو 2025 دخول غواصة تورفيل النووية الهجومية من فئة سوفورن الخدمة الفعلية في البحرية الفرنسية، لتصبح ثالث غواصة في برنامج باراكودا الحديث، وتنضم تورفيل إلى غواصتي سوفورن ودوغي تروا في إطار استراتيجية شاملة تهدف إلى تحديث وتعزيز قدرات فرنسا في الحرب تحت سطح البحر، من خلال أسطول مكون من ست غواصات هجومية متطورة تعمل بالطاقة النووية.
غواصة تورفيل سنوات من التطوير والتجارب تنتهي بالتدشين
بدأ بناء غواصة تورفيل في 28 يونيو 2011 بورشة مجموعة نافال في شيربور، حيث تم قطع أول صفيحة فولاذية في حفل رسمي، وسميت الغواصة تكريما للأميرال الشهير آن هيلاريون دو كوستانتان دو تورفيل، أحد أبرز الشخصيات في تاريخ البحرية الفرنسية. وغادرت الغواصة قاعة البناء في 20 يوليو 2023 وانتقلت إلى منصة الإطلاق، بينما بلغت المفاعل النووي مرحلة "النشاط الحرج" في 24 أبريل 2024، وهي محطة حاسمة في تطوير الغواصة، وانطلقت تجاربها البحرية في 12 يوليو 2024، ونفذت أول غطس لها في 17 يوليو، ثم عادت إلى شيربور للتعديلات الفنية، وقد تسلمت البحرية الفرنسية الغواصة في 16 نوفمبر 2024، أي بعد أربعة أشهر فقط من بدء التجارب البحرية، وهو تحسن كبير مقارنة بسابقتها دوغي تروا التي استغرقت سنة، وسفينة القيادة سوفورن التي تطلبت ما يقارب عامين.
برنامج باراكودا يعيد تشكيل الردع البحري الفرنسي بتقنيات متطورة
واليوم يضم أسطول الغواصات الفرنسي تسع غواصات نووية: أربع غواصات صواريخ باليستية من فئة لو تريومفان تشكل العمود الفقري للردع النووي، وخمس غواصات هجومية نووية بينها ثلاث من فئة باراكودا: سوفورن ودوغي تروا وتورفيل، بالإضافة إلى غواصتين قديمتين من فئة روبيس هما أميثيست وبيرل والمقرر إخراجهما من الخدمة، أما الغواصة الرابعة في فئة باراكودا.دي غراس، تخضع حاليا للتجارب البحرية وستدخل الخدمة قريبا.
وتتميز غواصات باراكودا بتقنيات متقدمة تشمل مفاعل K15 النووي ونظام دفع صامت ما يعزز التخفي، ويمكن للغواصة البقاء تحت الماء 70 يوما، وهي مجهزة بأربعة أنابيب طوربيد عيار 533 ملم، وتسلح بطوربيدات ثقيلة من نوع F21 وصواريخ إكسوسيت المضادة للسفن وصواريخ كروز MdCN البعيدة المدى، وتدعم الغواصات أيضا العمليات الخاصة باستخدام أنظمة إنزال للسباحين والمركبات غير المأهولة، وقد أطلق برنامج باراكودا رسميا في ديسمبر 2006 بتكلفة تقديرية بلغت 9.1 مليار يورو، ليشكل أحد الأعمدة الأساسية في استراتيجية فرنسا البحرية.
وتمثل القوة البحرية تحت السطح أحد أهم عناصر الردع والاستخبارات والسيطرة البحرية، وتعد ضرورية لدولة لها مصالح بحرية عالمية، فدخول غواصة تورفيل الخدمة يعزز قدرة فرنسا على العمل في البيئات المتنازع عليها بسرية وفعالية فائقة، ويعكس التزامها بحماية السيادة وحرية الملاحة العالمية.