مقارنة تُسقط خطاب التحرر.. هل لا يزال لبنان بلد الحريات

أخبار لبنان

الحريات في لبنان موضع تساؤل في مقارنة تناقض خطاب التحرر مع الهجوم على الراهبة مايا زيادة

19 آذار 2024

تساءل موقع المرفأ إن كان لبنان لا يزال بلد الحريات، مقارنا التناقض الواضح في خطاب التحرر لدى فئة من اللبنانيين بين مواقفهم من المقاومة، وهجومهم على الراهبة مايا زيادة.


الإلغائيون الجدد وحقيقة لبنان بلد الحريات

حيث نشر موقع المرفأ عبر حسابه في إنستغرام، مقطعا مصورا بعنوان: "هل لا يزال لبنان بلد الحريات، الإلغائيون الجدد حرية بسمنة.. حرية بزيت!"، اعتبر من خلاله بأن خطاب التحرر وعدم القمع خصوصا من أهل البلد الواحد، هو خطاب تميز به ما يسمى فريق 14 آذار في لبنان.

وسلط الموقع الضوء على ما قاله عدد من رموز هذا الفريق حول شركائهم في الوطن، في إطار حرية التعبير وخطاب التحرر وعدم القمع.

وابتدأ الموقع بما قاله رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل عن المقاومة اللبنانية: نريد منهم أن يطمحوا، ويحبوا الحياة، ويفرحوا بها، لا أن يفكروا طوال الوقت بالموت.

أما الإعلامية مي شدياق فلفت الموقع إلى تصريح قالت فيه: " قالوا لنا انتو فلتانين، وهي الثقافة اللي بدكم ياها تلبسوا مايوهات"، لتضيف "حرموني ألبس مايوه أمام العالم."

وفي تصريح للنائب في تكتل الجمهورية القوية جورج عقيص قال فيه: "البيئة الشيعية مقفلة ومسكر عليها وما فيك تسمع شو عم يصير فيها، وبدنا بضمن هذه البيئة أن تخرج أصوات ترفض هذا الأمر وتقول أن هذه الحرب شو عم تنفعنا."

ولفت المرفأ أيضا لعبارة " ما بشبهونا" التي قالها رئيس جهاز الإعلام والتواصل في حزب القوات اللبنانية شارل جبور عن إحدى شرائح المجتمع اللبناني في تصريح سابق جاء فيه: "معقول هؤلاء لبنانيون مثلي مثلهم! معقول هم جالسون على نفس الجغرافيا التي أجلس فيها! يا أخي ما بدي ياهم، ما بعرفهم، ما بيشبهوني."

وبدوره النائب سليم الصايغ عن حزب الكتائب اللبناني قال في وقت سابق: "ما المؤذي أكثر لإسرائيل، أن نكون جميعنا في لبنان متآلفين متآخين، ونقدم نموذجا حضاريا، لكن ما يقومون به اليوم " يقصد المقاومة" انطلاقا من منصة صواريخ هو ضرب لهذا النموذج الرائع."

ومن جهته عرض التقرير لما قاله النائب مارك ضو من نواب التغيير: "في ناس ما فيهم يعيشوا بحسب مفهوم حزب الله الديني، عنده المرأة ممنوع تغني، وصرامة بالدين، مثلا في بير العبد هل يمكنك فتح نادي ليلي!"

وأشار التقرير إلى تصريح سابق لرئيس حزب الوطنيين الأحرار كميل شمعون جاء فيه: "هالشباب "شباب المقاومة" مش حرام يموتوا هيك، لو عم يستشهدوا وهني عم يسترجعوا مزارع شبعا نقول هذه معركة شريفة، بس هيك عم يروحوا رخاص."

وفي المقابل اعتبر تقرير المرفأ، بأن هذا الخطاب التحرري الصادر عن هذه الفئة من اللبنانيين الذين وصفهم بالإلغائيين الجدد، يتغير ما إن ينطق به شخص منهم ضد ما يؤمنون هم به.

حملة على الراهبة مايا زيادة بسبب دعائها للمقاومة

ولفت كدليل على تناقض خطاب التحرر لدى هذا الفريق، إلى الحملة التي تعرضت لها راهبة لبنانية تدعى مايا زيادة، من هذا الفريق ذاته، بسبب موقف عبرت فيه عن رأيها الحر ودعت فيه أمام مجموعة من طلاب مدرسة الغبالة للصلاة إلى أهل الجنوب أطفالا ونساء ولرجال المقاومة، معللة ذلك بالقول: "لأن هؤلاء الرجال من لبنان وهم يتعبون ليحموا هذا الوطن، وإذا لم نصلي لأجلهم نكون خونة بحق أرضنا ووطننا."

وأشار الموقع إلى العديد من المنشورات التي استهدفت الراهبة مايا زيادة لأنها عبرت عن رأيها المختلف معهم، الأمر الذي يعكس مفارقة عجيبة في نظرة هذا الفريق لحرية التعبير، والذي يتغير منطقهم عن هذه الحرية بحسب الرأي إن كان موافقا لآرائهم أم مختلفا معها.

ومن منشورات مؤيدي الفريق الذي يرفع شعار حرية التعبير، لفت التقرير إلى قول أحدهم هازئا بعد وضع صورة الراهبة: "على ذمة الراوي الأخت رقية " قاصدا الراهبة مايا" أصبحت مديرة مدرسة في حارة حريك " منطقة تقطنها أغلبية تدعم المقاومة".

وفي منشور آخر قال أحدهم: "بعد أن أعلن أهالي الطلاب الإضراب العام في مدرسة الغبالة بسبب الخطاب البعيد عن ثقافتنا والتي حاولت المدعوة الأخت مايا زيادة التسويق له داخل الحرم التربوي، قررت المدرسة منع الأخيرة من التعليم نهائيا ونقلها من مدرسة الغبالة إلى مكان آخر بعيدا عن أطفالنا."

وفي سياق التقرير تم إبراز منشور لأحد المنتمين لذات الفريق والذي خاطب فيه الراهبة بالقول: "وك مايا زيادة ما بيطلعلك خبز معنا."

وفي مقابل الحملة خرج لبنانيون ليعلنوا التضامن مع الراهبة مايا زيادة وركز التقرير على بعض الناشطين الذي وصفوا أصحاب المنشورات التي تحرض على الراهبة بسبب رأيها المساند للمقاومة بأنهم الدواعش الجدد مما يعكس حالة الاحتقان التي صاحبت الحملة على الراهبة: وقال أحدهم مرفقا صورة من عشرات المنشورات التي تهاجم مايا زيادة: "انشروها وبكثرة حتى تعلم كل الناس أين تُخلق داعش من جديد في لبنان وكل الناس تعرف من الدواعش الجدد."

ديما صادق تسحب تضامنها مع الراهبة مايا زيادة

أما الإعلامية ديما صادق فقد كان لها حصة في التقرير الذي أعاد نشر منشورها الذي أعادت فيه نشر جزء مما ذكرته الراهبة مايا زيادة قالت بأنها لم تكن قد سمعت عنه لتسحب بسببه تضامنها معها حيث نشرت قائلة: ""إذا نحنا ما تضامنا مع رجال المقاومة منكون خونة بحق الله وبحق وطننا، صدقا ما كنت سامعة هالجملة لما تضامنت مع الراهبة مايا زيادة جد كنت مفكرة أنها بس قالت لازم نصلي للجنوب وأطفال وأمهات الجنوب ولوطننا، واستغربت لا بل استفزيت جدا لما فكرت أنه تم نقلها بسبب هذه الجملة، وعملت خطأ مهني بأنني لم أسمع كل الفيديو، الآن وقد سمعت جملة التخوين طبعا مرفوض ومرفوض جدا أن تمارس راهبة أسلوب الترهيب والتخوين."

وختم تقرير المرفأ بمنشور يُظهر أيضا بأن شعارات حرية الرأي والتعبير تسقط عند أي رأي مخالف، ولو كان من نفس الجماعة أو الطائفة، فقد وضع أحدهم صورة تضمنت من جهة راهبة تحمل السلاح إبان الحرب الأهلية اللبنانية، ومن جهة أخرى الراهبة مايا زيادة تخاطب طلابها، ليصدر حكمه عليهما ويعلق على الصورة بالقول: "هكذا نعرف الراهبات المؤمنات بحرية لبنان ووجوده، بين من تنضم لصفوف المقاومة اللبنانية للدفاع عن الوجود المسيحي إبان الاجتياح الفلسطيني لشكا، وبين من تلصق تهمة الخيانة بمن يرفض التضحية بشعبه من أجل منظمات إرهابية أحرقت الحجر والبشر."