الرأي

جبران باسيل فاسد لبنان الأكبر ولكن: ماذا عن سوليدير

يوسف فارس

9 تشرين الثاني 2020

كان من الممكن أن تقنعنا الولايات المتحدة الأمريكية بأنها وبإعلانها فرض العقوبات على جبران باسيل، قد وجدت بعد طول بحث، الفاسد الأكبر في لبنان!، وأنه وبعد أن وقع باسيل تحت طائلة العقوبات الثقيلة، فإن أزمة انهيار الليرة اللبنانية، قد انتهت، وأن بيوت اللبنانيين من الشمال إلى الجنوب، وصلتها كهرباء الدولة في ذات الآن!، وأن شوارع العاصمة قد استبدلت فيها حاويات القمامة، بلفائف الورود !

كان يمكن نقتنع بكل ذلك، لو أننا أغمضنا عيوننا للحظة، بأن الإدارة الأمريكية ذاتها، التي لبست قناع النزاهة عندما أصدرت لائحة عقوباتها على جبران باسيل، هي نفسها من تحمي وتدعم أكثر أنظمة العالم دكتاتورية وفساداً، وأنها هي نفسها، من وضعت الفيتوهات الحمر على فتح ملف رياض سلامة، وأن بيت الرئيس السابق رفيق الحريري ومن بعده الشيخ سعد، هو المتحكم الأوحد في إمبراطورية "سوليدير" التي يمكن أن يحدثك بائع قهوة محدث في شارع الحمرا، بما فعلته باقتصاد لبنان .

سيكون من المعيب علينا، أن نقرأ العقوبات الأمريكية التي فرضت على جبران باسيل، بذات الرؤية التي أرادت لنا الولايات المتحدة أن نقرأها بها، فباسيل، ليس فاسد لبنان الأكبر الذي وجدته الإدارة الأمريكية بعد طول تمحيص.

بكثير من الوضوح، تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تحاصر حزب الله، وأن تضرب آخر اللوحات اللبنانية التي تنفي عن البلاد صورة اللون والواحد، تريد الولايات المتحدة لحزب الله أن يبدو وكأنه أخذ البلاد رهينة للمشروع الإيراني، تريده وحيداً أمام الشارع اللبناني بكل أطيافه، بمعادلة مخيفة، تقضي أن يقف الشيعي في وجه كل من السني والمسيحي والدرزي والماروني وحتى الشيعي الآخر الذي يرفض تموضع حزب الله السياسي.

رفض جبران باسيل هذا المخطط، ووضع يده بمسؤولية كبيرة على ما تدبره الإدارة الأمريكية، وما كان يراد أن يمرر عبره عندما يخرج في ذات مساء، ويعلن خروجه من التحالف مع حزب الله.

لنا أن نحب جبران باسيل أو نكرهه، ومن حقنا أن نختلف معه سياسيا وسلوكيا، ولكن ليس لنا للحظة واحدة، أن نساير الأمريكي والإسرائيلي في تقديمه كبش فداء لثورة تشرين، ولا أن نردد معزوفة الأمريكي الذي أراد تقديمه بوصفه الفاسد الأكبر في لبنان، ولنا أن نسأل الإدارة الأمريكية عن الطريقة التي استطاع فيها سعد الحريري ووليد جنبلاط وسمير جعجع النجاة من "عقوبات النزاهة الأمريكية" وهم غارقون في الفساد !

النهضة نيوز -بيروت

ملاحظة: الٓاراء السياسية الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن موقف "النهضة نيوز"