لبنان واحتمالات الحرب الشاملة.. خلدون الشريف يحلل المشهد بعد رد إيران على إسرائيل

تقارير وحوارات

خلدون الشريف: إيران قررت الرد على إسرائيل مباشرة دون تدخل من أحد وما أبعد الحرب الشاملة عن لبنان

17 نيسان 2024

أوضح السياسي اللبناني الدكتور خلدون الشريف، بأن إيران قررت الرد على إسرائيل مباشرة دون تدخل من الأطراف الإقليمية المدعومة منها، وأن الكرة الآن في ملعب نتنياهو والأنظار تتجه إلى واشنطن، مؤكدا على بعد الحرب الشاملة عن لبنان حاليا.

حيث لفت الشريف في حديث لموقع أخبار الآن الإماراتي، إلى أن قرار إيران كان بالرد على إسرائيل مباشرةً دون تدخل أي طرف إقليمي مدعوم منها مثل حزب الله أو الحوثيين في اليمن أو الحشد الشعبي في العراق.

خلدون الشريف: نتنياهو لا يستطيع اتخاذ قرار الحرب مع إيران لوحده

وعن توقعاته باتجاه الأمور إلى التصعيد أم التهدئة، قال الشريف: "الرد الإيراني انتهى كما فهمنا، وفهمنا أيضا أن إيران أبلغت الولايات المتحدة ودول في الإقليم بردها قبل ثلاثة أيام من حدوثه، وكما صرح وزير خارجية إيران فإن حكومته لم ترغب بحرب شاملة بل بتأديب إسرائيل، بحسب قوله، لا أكثر."

وبين بأن الكرة الآن في ملعب نتنياهو، مشيرا إلى أنه لا يستطيع وحده أن يتخذ قرار الحرب مع إيران، لذلك تتوجه الأنظار إلى الولايات المتحدة الأميركية لمعرفة توجيهاتها المقبلة.

وأبدى الدكتور خلدون الشريف اعتقاده بأن واشنطن لا تريد خيار توسع الحرب، ولا ترغب بصراع كبير، مشيرا إلى أن الرد الإيراني جاء بحيث لا يتحتم على اسرائيل الرد، أي كل خطوة محسوبة إلى الآن.

خلدون الشريف: لبنان ليس غزة وحزب الله ليس حماس

وحول إمكانية اندلاع الحرب الشاملة وخاصة في ظل ترقب رد فعل إسرائيل على الهجوم الإيراني، واحتمالات دخول لبنان بها قال الشريف: "ما أبعد كأس الحرب الشاملة عن لبنان ولو لحين."

ولفت إلى أن أي حرب تشمل لبنان ستنعكس حكما دمارا وقتلا، مبينا بأن على الإسرائيليين أن يدركوا أن دمارا وقتلا سيصيبهم، وبأن لبنان ليس غزة وحزب الله ليس حماس بالمعنى التذخيري والقتالي واللوجيستي والجغرافي والتمدد.

ودعا الشريف إلى عدم الانزلاق إلى حرب شاملة، موضحا بأن هذه الحرب "تبقى خيارا على طاولة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يريد إطالة أمد الحرب لأطول وقت ممكن."

وحول الأنباء عن ورود تحذيرات غربية إلى لبنان من مغبة انخراط حزب الله في أي مواجهة بين إسرائيل وإيران، لفت الشريف إلى أن الولايات المتحدة وتحديدا آموس هوكشتين، موفد الرئيس جو بايدن، زار لبنان مرتين للحث على عدم الانزلاق إلى حرب بعد أن ذهب الى اسرائيل لنفس الغرض.

وأشار إلى أن الكل يعلم أن وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان مارس بدوره ضغوطا على حزب الله لعدم توسعة الحرب.

وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الضوابط والضغوط ستستمر بعد الضربة الإيرانية، لأن الولايات المتحدة وإيران لا زالتا على موقفهما من ضرورة عدم توسع الحرب.

وكشف الدكتور خلدون الشريف بأن رئيس حكومة تصريف العمال اللبنانية نجيب ميقاتي، على تواصل مع حزب الله ومسؤوليه، في محاولة لكبح التصعيد وحثه على ضبط النفس، معتبرا في الوقت نفسه بأن الحكومة اللبنانية مع الأسف هي الطرف الأضعف في هذا النزاع لأنها أصلا ذات صلاحيات محددة بحكم الدستور.

وكانت إيران قد شنت مساء السبت الماضي هجوما غير مسبوق على إسرائيل بمئات الطائرات المسيرة والصواريخ، كرد على قصف القنصلية الإيرانية في دمشق في الأول من الشهر الجاري، والذي تسبب باستشهاد 13 شخصا من بينهم قائد فيلق القدس في سورية ولبنان العميد محمد رضا زاهدي، مع عدد من المستشارين العسكريين الإيرانيين.