مع غزة في عقلها وقلبها.. الدكتورة عصمت حوسو تكتب عن لعبة المفاوضات ماضيا وحاضرا

تقارير وحوارات

الدكتورة عصمت حوسو تكتب عن لعبة المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وتوضح الفرق بينها في الماضي والحاضر

12 نيسان 2024

تواصل الدكتورة عصمت حوسو مؤسّسة ورئيسة مركز الجندر (النوع الاجتماعي) للاستشارات النسوية والاجتماعية والتدريب، القيام بكل ما تستطيع لدعم غزة ومقاومتها بالفعل وبالكلمة، مكرسة جهدها ووقتها في هذا الطريق.

فقد كرست الدكتورة حوسو جلَّ وقتها نصرة للقضية الفلسطينية، ومنذ بدء عملية طوفان الأقصى وما تلاها من الحرب الإسرائيلية على غزة، صبت كل اهتمامها على دعم غزة بكل ما تستطيع، وكان قلمها مسخرا لغزة ومقاومتها، وكانت من الأصوات البارزة في خضم الحرب الإعلامية الراهنة.

حيث قامت بنشر المقالات والمنشورات اليومية على مواقع التواصل الاجتماعي، وجهت من خلالها رسائل الدعم والتوعية والتحذير في خدمة فلسطين وغزة والمقاومة، وأدارت أهم المساحات الداعمة لفلسطين وغزة ولبنان والمقاومة.

وإضافة إلى ذلك فقد أعلنت مرارا استعدادها لتقديم جلسات مجانية في الدعم النفسي لأيٍّ كان في غزة، وقامت بالفعل ومنذ بداية الحرب على غزة بجلسات مجانية للمتضررين من آثار الحرب وضغطها، وأكدت بأنها تتمنى مساعدة أهل غزة بأي شيء تستطيعه، وأنها تهدف إلى تحويل المحنة إلى منحة وتحاول نشر الطاقة الإيجابية بين الناس.

وفي هذا المسار نشرت حوسو في حسابها على تطبيق X، مقالا تحدثت به عن لعبة المفاوضات التي يتقنها ويفضلها الكيان الإسرائيلي، مبينة نتائج مفاوضات حل الدولتين الكارثية، والفرق بينها وبين المفاوضات الحالية بين إسرائيل وحركة حماس.

عصمت حوسو توضح نتائج مفاوضات حل الدولتين

حيث كتبت تقول: "لعبة المفاوضات، هي اللعبة المفضّلة لدى الكيان، والتي يلعبها النتن " في إشارة إلى بنيامين نتنياهو رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي" اليوم مع سادتهم "حماس"، وهي تشبه إلى حد كبير مسخرة "المفاوضات" في مورفين (حل الدولتين) والتي استمرت أكثر من ثلاثين عاما، وكانت النتائج كالآتي:

اللعب بالوقت وكثرة الاجتماعات والقمم دون جدوى، وتقليص مساحة "دولة فلسطين" موضوع التفاوض، وزيادة عدد المستوطنات خلال التفاوض، وزيادة التنكيل في أهل الضفة والاعتداء عليهم وعلى ممتلكاتهم من قبل المستوطنين المسلحين برعاية ميليشيا الكيان، وزيادة الاعتقالات والتوقيف الإداري، وزيادة تعذيب الأسرى في السجون والتسبب في استشهاد الكثير منهم، وزيادة نسبة الاعتقالات من النساء، وشحن الانقسام في الشارع الفلسطيني من الأطراف المستفيدة.

وأيضا: زيادة عدد الشهداء وهدم بيوتهم والاعتداء على أهاليهم، وزيادة الفقر والقهر وسوء أحوال الشعب الفلسطيني، وزيادة القمع لحرية التعبير عن الرأي ورفض الظلم الحاصل من الاحتلالين، وزيادة الانتفاع والسطو من "القلة" على أموال الشعب الفلسطيني، وزيادة الفساد والعمالة وعدد الخونة، وزيادة الرغبة في التطهير العرقي وإخلاء أرض فلسطين من سكانها الأصليين وتهجيرهم من خلال تضييق الخناق عليهم من الكيان، وزيادة عدد الحواجز بين مدن الضفة فأصبح التنقّل عبرها في غاية الصعوبة والمخاطرة.

وأيضا: "حصار غزة لما يزيد عن ١٧ عاما، وزيادة الاعتداءات على المسجد الأقصى والمقدسات، وزيادة مصادرة الأراضي الفلسطينية في القدس والاستيلاء على بيوت الفلسطينيين كما حدث في الشيخ جراح وغيرها، وزيادة خطوات تنفيذ "صفقة القرن"، وزيادة العمل والتآمر على تصفية "قضية فلسطين"، ثم زادت جرائم الإبادة الجماعية والقصف والتخريب لكل وسائل الحياة في غزة عندما ثارت مقاومتها للمطالبة بحقوقها ووقف كل ما سبق."

ولفتت إلى أن ما لم يُذكر هنا من نتائج أكثر مما ذُكر من سوء الاحتلال، مضيفة: "ثم يأتي "المقامرين" ويصفون من قام وقاوم لأجل المطالبة بالحقوق والأرض المسروقة من الكيان وأذنابه ب "المغامرين".

وأردفت: "والآن منذ ما يقارب السبعة شهور والكيان ما زال يراوغ ويلعب بورقة المفاوضات على العالم أجمع، فهو ذات المشهد يتكرر بذات الأفعال المجرمة كما ذُكر هنا أعلاه.

ولكن الفرق بين اللعبتين في المفاوضات، أن المقاومة تعي ذلك وتلعب معهم بذات الطريقة، ولم تتنازل عن شروطها، لأن المنتصر والقوي من يتحكم في المشهد، والأهم أن غاية المقاومة واضحة، وهي كسب النقاط في طريق (التحرير) لا اللهاث وراء جمع المال، ولا طمعا في الكراسي المهترئة التي لم تعُد تحمل من يجلس عليها، بسبب اهترائها على مدار ثلاثة عقود وانتهاء فعاليتها وكفاءتها ومدة شخوصها القانونية.

وأضافت: "هو أسلوب الكيان ونهجه بغضّ النظر عن شخوصه سواء النتن أو غيره، فهل يعي ذلك أهل "الاستسلام" واللاهثين وراء التطبيع القبيح؟! وهل يكفون الآن عن المتاجرة بقضية الشعب الفلسطيني وقراره؟؟ فهو قرار الشعوب الحرة كلها لا قرار أفراد عفى عليهم الزمن بعد تجربتنا "المرّة" معهم وانتهاء فرصتهم التاريخية.

وتابعت: "الصوت اليوم للمجاهدين فقط، ومن يقاوم المحتل، ومن روى دمه بتراب فلسطين، ومن ضحى بالغالي والنفيس فداء لها، وهو صوت الحق الذين نرنو جميعا إليه، ولا نريد سماع صوت غيره، وصوت الحق يعلو ولا يُعلى عليه مهما طال زمن صوت الباطل فهو زهوقا.

وختمت بالقول: "ضبوا ذبابكم وأبواقكم وأدواتكم وصهينتكم وأطماعكم، فلن تجدِ نفعا، والحقيقة ساطعة كالشمس مهما حاولتم تشويهها، تحيا فلسطين، وتحيا المقاومة، وكل التحايا لأحرار الأمتين وشرفائهم فقط."

من هي الدكتورة عصمت حوسو

ويذكر أن الدكتورة عصمت حوسو، هي مؤسّسة ورئيسة مركز الجندر (النوع الاجتماعي) للاستشارات النسوية والاجتماعية والتدريب، وأسست هذا المركز عام ٢٠١٢ لتمكين المرأة والرجل، وبناء الوعي لديهما نفسيا واجتماعيا، انطلاقا من أن "التمكين النفسي الاجتماعي" هو عمود الأسرة المتوازنة والمستقرة، وهذا ما يقود إلى مجتمع متوازن خالٍ من الأمراض والظواهر الاجتماعية السلبية.