الضحك عند الأطفال مرتبط بنمو الشخصية

منوعات

الضحك عند الأطفال والرضع يرتبط بنمو الدماغ وتطور الشخصية

16 نيسان 2024

على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريباً إلى حد ما، إلا أن الأطفال لا يضحكون بسبب شعورهم بالسعادة، حيث تُظهر الدراسات أن هناك شيئاً أعمق بكثير من الفرح أو المرح في ضحكة الطفل.

إن موضوع الضحك عند البالغين معقد بنفس الطريقة، وفي دراسة سابقة حول معنى الضحك عند البالغين، وجد الباحثون أن الضحك هو استجابة تطورية لشيء محير أو غير متوقع، وهو إشارة قوية "واضحة" لأنفسنا وللآخرين بأن التهديد المحتمل غير ضار في الواقع.

وبناءً على هذا البحث، ركزت الدراسة الأخيرة على الضحك عند الأطفال والرضع، ووجدت الدراسة أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتطور الدماغ والشخصية، حيث يضحك الأطفال لأسباب مختلفة جداً في مراحل مختلفة من النمو، قبل وقت طويل من قدرتهم على فهم المفاهيم المجردة مثل التلاعب بالألفاظ، أو العبارات المضحكة، أو حتى اللغة. 

لماذا يضحك الأطفال؟

ينبع الضحك من قدرتنا على فهم التناقضات في النكتة أو بعض التصرفات والحكم عليها دون وعي: إنه استجابتنا للانتقال الفوري بين الدهشة والفهم.

وبالتالي فإن الضحك عند البالغين يشير إلى انتقال الشعور بعدم التهديد أو الخوف إلينا ولمن حولنا، ولهذا السبب أيضاً يضحك الأطفال والعديد من البالغين عندما يركبون الأفعوانية أو في مواقف مماثلة: فبدلاً من البكاء من الخوف، ينتقلون من الحيرة والرعب إلى فهم الحل، والضحك هو إشارة لفهم الموقف والشعور بعدم التهديد.

كيف يتعلم الأطفال الضحك؟

يبدأ الضحك بعد الولادة مباشرة، ويتعلم الأطفال الضحك لأنهم يريدون تقليد والديهم، والحصول على الإعجاب، وهذه هي الطريقة التي يتعلم بها الأطفال كل شيء في البداية: من خلال التقليد والحصول على موافقة البالغين من حولهم.

الضحك عند الأطفال مرتبط بنمو الشخصية

ولكن مع نموهم، يخرج الأطفال من التعايش مع والديهم الذي يميز الأشهر الأولى من الحياة. يتعلمون التمييز بين شخصياتهم وشخصيات والديهم والعالم من حولهم، وبمجرد أن يبدأوا في التصرف بشكل مستقل، من سن 2 إلى 5 سنوات، يبدأون في الشعور بإحساس جديد لأول مرة: قد تبدو بعض الأشياء باردة، أو غريبة، أو في غير مكانها، وهذا يصدمهم، ويربكهم، ويذهلهم، وهنا يأتي دور الضحك: بعد لحظة من التردد، يدركون أن ما يبدو مخيفاً أو غير متوقع هو في الواقع غير ضار.

على سبيل المثال، يضحك الطفل عندما يرى والده بأنف مهرج مزيف، لماذا؟ لأنهم شعروا بالحرج والخوف لجزء من الثانية: هذا الأنف ليس أنفاً حقيقياً، وعندما يفهمون أنها مجرد مزحة، يهدأون ويضحكون، وقد يضحكون أيضاً عندما يظهر أخوهم الأكبر وجهاً سخيفاً، وتكون العملية نفسها: الشعور بالدهشة، ثم الشعور بالطمأنينة، ثم الضحك. 

المصدر: موقع Psy Post