مقارنة بين تكلفة التصدي الإسرائيلي للرد الإيراني وتكلفة صواريخ إيران

الرصد العسكري

تكلفة التصدي الإسرائيلي للرد الإيراني تجاوز تكلفة الصواريخ الإيرانية بـ 7 أضعاف

18 نيسان 2024

ردت إيران، في 15 نيسان 2024، على الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها في دمشق بإطلاق مئات الصواريخ والمسيرات على إسرائيل، ويمكن القول أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية التي حصلت على مساعدة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، نجحت في اعتراض عدد كبير من الصواريخ الإيرانية.

وعلى الرغم من أن إسرائيل وحلفاؤها يهتمون كثيراً بالاستعداد العملياتي العالي لمواجهة هذا الحجم الكبير من الصواريخ والطائرات بدون طيار الإيرانية، إلا أن العبء المالي كان كبيراً جداً، وعلى الرغم من دعم الحلفاء، وخاصة الولايات المتحدة، ومساعدتهم الكبيرة في جهود الاعتراض، إلا أن الأضرار التي لحقت بقاعدة نيفاتيم الجوية يمكن أن تسلط الضوء على احتمال عدم كفاية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي.

قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي

يتم تنظيم الدفاع الجوي الإسرائيلي على مستويات متعددة، وهو مجهز للتعامل مع التهديدات من الصواريخ قصيرة المدى إلى الصواريخ الباليستية العابرة للقارات، ويدمج التعاون الدولي والخبرات التكنولوجية المحلية، وتشمل الأنظمة الرئيسية القبة الحديدية، المصممة لمواجهة التهديدات قصيرة المدى، "مقلاع داود" للتهديدات المتوسطة والبعيدة المدى بما في ذلك الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز، وأنظمة السهم 2 والسهم 3، التي تستهدف الصواريخ الباليستية في مراحل مختلفة من مسارها، والتي تم استخدامها بكثافة خلال الهجوم الإيراني، ويلعب نظام باراك-8 أيضاً دوراً حيوياً في اعتراض التهديدات الجوية والصاروخية حتى مسافة 150 كيلومتر.

كلفة الدفاع الجوي الإسرائيلي بمواجهة الرد الإيراني

وعلى الرغم من أن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية توفر دفاعاً قوياً، إلا أن تكلفة هذا الدفاع كبيرة مقارنة بتكلفة الهجوم، حيث تشير التقديرات إلى أن إيران أنفقت ما يقرب من 49.15 مليون دولار على هجومها، والذي يشمل تكلفة 170 طائرة بدون طيار من طراز شاهد بقيمة حوالي 35 ألف دولار لكل منها، و 30 صاروخ كروز بقيمة مليون دولار لكل منها، و 120 صاروخ باليستي بقيمة 110 آلاف دولار لكل منها، ومع ذلك، فإن هذا أقل بسبع مرات من مبلغ 345 مليون دولار الذي أنفقته إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة والأردن لمواجهة الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أطلقتها طهران.

تكلفة اعتراض الهجوم الإيراني على إسرائيل

وتقدر وسائل الإعلام الإسرائيلية أن تكلفة عمليات الاعتراض قد تصل إلى 1.35 مليار دولار، وتغطي فقط اعتراض المقذوفات التي تطلقها إيران، ولا تشمل الأضرار الأخرى، كما أن تكاليف وحدة الصواريخ المستخدمة في عمليات الاعتراض هذه كبيرة أيضاً، حيث تبلغ تكلفة صاروخ "السهم"، المستخدم لاعتراض الصواريخ الباليستية، 3 ملايين دولار، بينما تبلغ تكلفة صاروخ "العصا السحرية"، المعروف أيضاً باسم "مقلاع داود"، مليون دولار، وتشمل هذه التكاليف الطلعات الجوية التي شاركت في اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية.

وسلط معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي INSS الضوء على رقم 560 مليون دولار، ويمثل هذا الرقم النفقات المتعلقة باعتراض نصف الصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية، بما في ذلك استخدام نظام الدفاع الجوي "مقلاع داود"، وتكلفة إبقاء 100 طائرة حربية إسرائيلية في الجو لمدة ست ساعات، وتغطية الوقود والتسليح، ومع تدمير الولايات المتحدة 80 طائرة بدون طيار وما لا يقل عن 6 صواريخ باليستية، يبدو أنها ساهمت مالياً بقدر ما ساهمت به إسرائيل نفسها.

لكن هذا الرقم المحسوب لا يشمل إلا الأسلحة المستخدمة لاعتراض المقذوفات الإيرانية وتكلفة تشغيل الطائرات المقاتلة الإسرائيلية والأمريكية والفرنسية والبريطانية والأردنية، بناءً على النماذج التي تستخدمها القوات المسلحة المختلفة، والرقم الأكثر دقة سيشمل عدد الأفراد والبنية التحتية والمواد المحددة التي تم تعبئتها للرد على الهجوم الإيراني، ومن شأن احتساب التكلفة المرتبطة بنشر سفينتين أمريكيتين في شرق البحر الأبيض المتوسط أن يزيد الرقم النهائي بشكل كبير.

إذا كانت تكلفة المقذوفات المستخدمة لاعتراض الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية تختلف بشكل كبير، فإن هذه الحسابات تكشف عن شيء ثابت: على الرغم من تدمير 99٪ من المقذوفات وفق ما أعلنه المسؤولون الإسرائيليون، فإن مثل هذا الهجوم الضخم مستدام نسبياً من الناحية المالية، في حين أن التكلفة الدفاعية مرتفعة للغاية، وعلى الرغم من أن نظام باتريوت قد تطور بما يكفي لاعتراض صاروخ باليستي بسهولة نسبية، فإن تكلفة الصاروخ تزيد في المتوسط 40 مرة عن تكلفة القذيفة.

وببساطة، يبدو أن إسرائيل وحلفاؤها غير قادرين على مواجهة عملية إيرانية مستدامة، حيث يبدو أن الكابوس الأكبر الذي تعيشه إسرائيل وحلفاؤها هو إطلاق إيران لأعداد مضاعفة من الصواريخ في عملية تستمر لعدة أيام لأن إسرائيل غير قادرة على تحمل الكلفة المالية بغض النظر عن حجم الدمار الذي ستتعرض له من الصواريخ التي لا يتم اعتراضها. 

المصدر: موقع Army Recognition