يعرف طنين الأذن بأنه سماع أصوات غريبة مثل الرنين أو الطنين أو الهسهسة أو الصفير، دون وجود صوت خارجي فعلي، وتختلف هذه الأصوات من حيث شدتها ووتيرتها وقد تكون مستمرة أو متقطعة، ويؤثر طنين الأذن على ملايين الأشخاص حول العالم، خصوصا كبار السن، ويعتبر فهم أسباب طنين الأذن خطوة أولى أساسية نحو التعامل معه وتخفيف حدته.
الضوضاء والشيخوخة من أبرز المسببات المرتبطة بالسمع
ويعد التعرض المستمر للأصوات العالية أحد أكثر الأسباب شيوعا لطنين الأذن، فالأشخاص الذين يعملون في أماكن صاخبة مثل المصانع أو مواقع البناء أو المطارات، أو من يحضرون الحفلات الموسيقية باستمرار، معرضون لتلف خلايا الشعر الدقيقة داخل الأذن المسؤولة عن نقل الإشارات السمعية إلى الدماغ، هذا التلف يؤدي إلى إرسال إشارات خاطئة، يفسرها الدماغ على أنها طنين.
كما تلعب الشيخوخة دورا رئيسيا، إذ تتآكل القوقعة داخل الأذن تدريجيا مع التقدم في السن، مما يؤدي إلى تلف خلايا السمع، ويعد فقدان السمع المرتبط بالعمر من أبرز الأسباب المؤدية للطنين بين كبار السن.
المشكلات صحية والأدوية التي تسبب الطنين
وتؤثر بعض الحالات الصحية على تدفق الدم إلى الأذنين ما قد يؤدي إلى ظهور الطنين، وتشمل هذه الحالات ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين والسكري إضافة إلى اضطرابات في الغدة الدرقية أو الجهاز العصبي مثل التصلب المتعدد، وقد أظهرت دراسات حديثة أن السيطرة على هذه الحالات الصحية تساهم في تقليل أعراض الطنين.
كما يمكن لبعض الأدوية أن تسبب الطنين أو تزيد من حدته، مثل جرعات عالية من الأسبرين وبعض المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب ومضادات الاكتئاب، ويزداد هذا الخطر مع الجرعات العالية أو الاستخدام طويل الأمد، فإذا لاحظ المريض طنينا بعد تناول دواء جديد، ينصح بالتواصل مع الطبيب فورا لمراجعة العلاج.
شمع الأذن والتوتر أسباب ثانوية لا تقل أهمية
إن تراكم شمع الأذن قد يؤدي إلى انسداد القناة السمعية، مما يسبب ضغطا وتغيرات في السمع قد تؤدي إلى الطنين، لذلك ينصح بتنظيف الأذنين بلطف وبشكل منتظم دون استخدام أدوات قد تؤذي الأذن.
أما التوتر والقلق فهما لا يسببان الطنين مباشرة، لكنهما يزيدان من الإحساس به، فالجسم في حالة التوتر يكون أكثر حساسية للانزعاجات ومنها الطنين، وقد أظهرت دراسات أن تقنيات إدارة التوتر كالتأمل والعلاج النفسي تساهم في تخفيف الشعور بالطنين.
وفي بعض الحالات لا يعرف السبب الدقيق لظهور الطنين، لكن الأبحاث مستمرة لفهم آلية معالجة الصوت في الدماغ، ما قد يمهد لعلاجات أكثر فعالية مستقبلا.