اكتشاف أخطر شبكة تجسس في لبنان.. ما علاقتها باغتيال العاروري

أخبار لبنان

توقيف أخطر شبكة تجسس لصالح إسرائيل في لبنان واحتمال ارتباطها بعملية اغتيال صالح العاروري

22 آذار 2024

كشفت منصة المحطة اللبنانية على يوتيوب، عن تفاصيل توقيف أخطر شبكة تجسس لصالح إسرائيل في لبنان، وعن احتمال ارتباط هذه الشبكة بعملية اغتيال القيادي في حركة حماس صالح العاروري أوائل العام الجاري في بيروت.

حيث بين الصحفي رضوان مرتضى في تقرير مصور عبر المنصة بأن صدفة أدت إلى توقيف شخصين تبين أنهما مكلفان بمهام هدفها جعل لبنان ضمن منظومة مراقبة أمنية يستطيع العدو من خلالها تحديد كل شخص من خلال هاتفه ومكان وجوده، حتى ولو لم يكم هاتفه يحتوي على شريحة، فبمجرد ما شبك صاحب الهاتف على شبكة واي فاي أو حاول الهاتف من تلقاء نفسه أن يشبك على شبكة واي فاي فيستطيع الإسرائيلي حينها أن يحدد هذا الشخص ومكان وجوده.

وأوضح مرتضى بأنه سيتكلم عن الموقوفين محي الدين وهادي، وعن مسح الشارع في منطقة معوض، وهو المكان الذي تم فيه اغتيال الشيخ صالح العاروري، وإن كان هذان الموقوفان على علاقة بهذا الاغتيال، وعن مسألة أخرى يستطيع الإسرائيلي خلالها استهداف المقاومين بمجرد أن يقوموا بشبك هواتفهم على واي فاي.

وأضاف بأن الموقوفين كانا يعملان بصورة منفصلة، وأن المجموعة التي تم توقيفها تتكون من أربعة أشخاص، وتم إخلاء سبيل اثنين منهم بعدما تبين عدم علاقتهما بالشبكة، وأن الشخص الأساسي هو محي الدين والشخص الثاني الذي عمل معه في مسح الضاحية الجنوبية هو هادي وهذان تقاضوا من الشركة التي عملوا معها أكثر من 200 ألف دولار خلال أقل من عامين، معتبرا بأن هذا الرقم كبير جدا بالنسبة إلى العملاء الذين تم توقيفهم سابقا، باعتبار أن الإسرائيلي لا يدفع كثيرا إلا لقاء معلومات هامة، مما يوضح حجم وأهمية المعلومات التي حصل عليها من خلالهما.

وحول الصدفة التي أدت إلى توقيف الشبكة لفت مرتضى إلى أن محي الدين كان مع شخص آخر أواخر كانون الأول الماضي، على متن سيارة تحمل فوقها كاميرا متقدمة تصور 360 درجة وبداخلها أربع أنظمة يعمل كل واحد منها بطريقة مختلفة، لكن أحد عناصر حرس مجلس النواب، اشتبه بهما في محيط عين التينة عندما كانوا يجوبون المنطقة ذهابا وإيابا، فأوقفهما وتبين له من تفتيش هاتف أحدهما بأنه قد مسح المنطقة بالكامل مع كثير من الصور والفيديوهات، فتم إيقافهما وإرسالهما إلى فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي الذي قام بالكشف على السيارة وما تحتويه وقام بفتح هواتفهما وتبين بأنه وقع على كنز ثمين.

علاقة موقوفي شبكة التجسس في لبنان بعملية اغتيال العاروري

وبدأ فرع المعلومات التحقيق مع محي الدين الذي ادعى بداية بأنه يعمل في غوغل ماث، ويقوم بالتصوير لصالح شركة أمريكية لتسهيل الملاحة البرية في الشوارع اللبنانية، ثم أفاد بأنه يعمل لتطوير السياحة الافتراضية وبأنه بهذه الطريقة التي يصور بها يمكن لأي سائح من الخارج أن يسمع الأصوات ويرى الصور دون أن يأتي إلى لبنان، لكن تبين أن الأماكن التي تم مسحها ليست مناطق سياحية ولا أثرية.

وقد تبين من خلال التحقيقات بأن الأنظمة التي كانت في السيارة هدفها شبكة الانترنت والاتصالات، وقد برر محي الدين خلال إفادته العمل الذي كان يقوم به بأنه لم يكن يعلم بأن الشركة إسرائيلية بل هو يعمل مع شركة أمريكية وارتبط معها بعقد، رغم أن عمله هذا بحاجة إلى تراخيص لم يحصل عليها، وتبين لاحقا هي شركة وهمية ليس لها موقع وتم إنشاؤها قبل بضعة أشهر من ارتباطه بعقد معها.

وأظهرت التحقيقات الأمر الأكثر خطورة في هذا التجسس وهو أن هذه الأنظمة التي كانت معهم مزودة بنظام لمسح الترددات اللاسلكية المتعلقة بمزودي خدمات الإنترنت والعناوين الموجودة في المنازل والأماكن العامة، وهذه تسهل تحديد الموقع الجغرافي للمستخدم، وبمعنى آخر بحسب مرتضى، فإن الموقوفين من خلال هذه الأجهزة تمكنوا من الحصول على اسم كل جهاز واي فاي كان موجودا في المنطقة التي مسحوها وعلى كلمة السر وأيضا تحديد موقع أي مستخدم لهاتف خلوي شبك في هذه الشبكة.

ولفت مرتضى إلى أن العدو الإسرائيلي وخلال الحرب الجارية قد استخدم هذه التقنية لتحديد أمكنة المقاومين وليس هذا فحسب بل تبين من خلال التحقيقات أن أحد الموقوفين الذي يدعى هادي قد مسح النطاق الجغرافي في الشارع الذي كان فيه البناء الذي استهدفه الإسرائيلي والذي كانت تتواجد فيه الشقة التي اغتيل فيها الشيخ صالح العاروري ورفاقه، والتي أظهرت التحقيقات وجود 6 إلى 9 هواتف في الشقة والسيارة يُعتقد بأنه تم تحديد أماكنهم بمجرد أن تم الشبك مع الانترنت وتبين أن عملية مسح هذا الشارع تمت قبل نحو أسبوعين من عملية اغتيال العاروري.

اعترافات الموقوفين في شبكة التجسس

اعترف هادي بأنه رفض العمل مع محي الدين في البداية وقال بأنه أبلغه بأن هذه المعلومات لا يطلبها إلا جهاز استخباراتي، وأن هذه المعلومات حين يتم طلبها في الوقت الذي تجري فيه الحرب على غزة وجنوب لبنان فهذا يعني بأن الاستخبارات الإسرائيلية هي المهتمة بجمعها.

ووفق مرتضى فإن الموقوفين متواجدان الآن أمام قاضي التحقيق العسكري فادي صوان وادعى عليهما مفوض الحكومة فادي عقيقي بارتكاب جرائم تجسس لصالح دولة أجنبية والحصول على معلومات يجب أن تبقى مكتومة حرصا على سلامة الدولة والمس بالأمن القومي للوطن، وهذه العقوبات تصل مدة سجنها إلى المؤبد مع الأشغال الشاقة.

محي الدين يعترف: المعلومات التي أرسلتها حساسة جدا وتعد عملا أمنيا

أفاد محي الدين مواليد 1983، بأنه يعمل في هذا المجال منذ العام 2011، وأنه درس هندسة الكومبيوتر والاتصالات في الجامعة اللبنانية الأميركية، وعمل شريكا إداريا في شركة أكورن للاتصالات، التي تبين أن والده تملك 99,5% من أسهمها، والمالك الآخر أجنبي ومهمة الشركة تجهيز مواقع محطات الإرسال، وتركيب البنية التحتية لأبراج الاتصالات، وتركيب أجهزة الاتصالات وصيانة المحطات وتحسين الشبكات، وإجراء اختبارات لها وتأمين الموارد البشرية والاستشارية لكل الشركات المورّدة لأجهزة الاتصالات في لبنان وخارجه.

ولفت مرتضى إلى أن محي الدين تعرَّف عام 2021، على شخص يدعى جون تايلر، وهو المدير التنفيذي لشركة أميركية تسمى Monolith، وعلى مدير المشاريع فيها دايفيد مايرز، وهذان المديران أبلغا محي الدين بأن شركتهما تعمل في مجال تطوير خرائط الملاحة وإنشاء المدن الذكية والسياحة الافتراضية، وأنهم يعملون في مناطق سريلانكا ولاوس وتركيا ومصر وغينيا وأيضا لبنان، وعرضا عليه أن تنجز شركته مشاريع لمصلحة شركتهما تتعلق بتحديث الخرائط في هذه الدول، وعمل معهم على ذلك في كل من مصر بالتعاون مع أحمد خورشيد وابنه وشخص ثالث يدعى أسامة وهبي يعمل في شركة T-telecom المصرية، وفي تركيا مع شخص آخر وفي غينيا وغيرها أيضا، وفي لبنان مع هادي، وهو متخصص في الاتصالات وتركيب الكاميرات.

وزعم محي الدين خلال التحقيقات بأن شركته كانت تمر بأزمة مالية، فسارع إلى توقيع العقد مع الشركة الأمريكية لحاجته له كي يتمكن من الاستمرار، ولا يعلم كيف ستقوم هذه الشركة التي يزودها بالمعلومات باستثمار المعلومات والبيانات والصور لأن العقد الموقع بينه وبينها لا يتضمن أي بند يلزمها بإعلامه بذلك، ولا يعطيه حقا بالاعتراض على كيفية تصرف الشركة بها.

واعترف بأن المعلومات والبيانات والصور التي أرسلها إلى الشركة الأمريكية ذات طبيعة حساسة جدا وأن عمليات المسح التي اجراها لا علاقة لها بالمباني والمعالم السياحية والأثرية والتراثية وأن العمل على مشروع السياحة الافتراضية لا يستوجب الحصول على معلومات متعلقة بشبكات الاتصالات الخلوية واللاسلكية وشبكات الانترنت، وأن تصوير الشوارع بتقنيات ثلاثية الأبعاد هي من صلاحية الأجهزة الأمنية حصرا، وأن الاحداثيات والتفاصيل التقنية لشبكة الاتصالات الدولية والموزعة لخدمة الانترنت والصور عالية الجودة التي جمعها لشوارع بيروت والضاحية الجنوبية ومناطق المتن وكسروان وجبيل، تعتبر عملا أمنيا لأنها تُظهر تفاصيل لا يمكن الحصول عليها من خلال تطبيقات متاحة للعموم ولا يمكن لأحد أن يصل إليها إلا بإذن خطي من وزارات الدفاع والداخلية والاتصالات، مقرا بعلمه بأن بيروت والضاحية الجنوبية هي منطقة أمنية ولا يستطيع أن يمسح بهما دون الحصول على تراخيص إلا أنه باشر بالأمر من دون التراخيص المطلوبة، وبأنه كذب على هادي بأنه يمتلك هذه التراخيص.

هادي يعترف بتيقنه بأن هذا العمل أمني ويقف وراءه الإسرائيلي

لفت الصحفي رضوان مرتضى إلى أن هادي مواليد 1981، والذي تم توقيفه في 1/1/ 2024، بعد توقيف محي الدين، قد قام بحذف معظم الرسائل والرسائل الصوتية من هاتفه عندما علم بتوقيف محي الدين وأبقى على بعض هذه الرسائل التي يقول فيها بأنه يستحيل أن يعمل هذا العمل لأنه أمني ويقف وراءه الإسرائيلي بالتأكيد، وحذف الرسائل التي تثبت تعاونه مع محي الدين والتي يبلغه فيها بأنه دخل إلى الضاحية ومسح هذه المناطق.

ووفق التحقيقات فقد قال هادي بأنه بدأ العمل مع محي الدين في تشرين الثاني 2021، وعندها قام باستخدام المعدات نفسها، بمسح الخط الساحلي من جل الديب، الضبية، جونية، الصفرا، البوار، نهر إبراهيم، جبيل، عمشيت، حالات... ذهاباً وإياباً، إضافة إلى مناطق برمانا، الفنار، المنصورية، الدكوانة برج حمود، بيت مري، بعبدات، الزلقا، انطلياس، بيت الشعار، مزرعة يشوع، ديك المحدي، بكفيا، أدما، عجلتون بلونة، سهيلة، جعيتا، زوق مصبح، زوق مكايل، غادير، حاريصا، درعون، غوسطا، كفرحزير، فتقا، غدراس، الكفور، المعيصرة، يحشوش.

وأوضح أن مهمته كانت قيادة سيارة عائدة للشركة تثبت على سطحها كاميرا تلتقط صوراً عالية الجودة بتقنية 360 درجة، وفي داخل السيارة كومبيوتر محمول موصول بجهاز GPS لتحديد الموقع الجغرافي وجهاز SDR لمسح الموجات وهاتفان خلويان، وهو يقود السيارة في هذه المناطق ذهابا وإيابا، وأقر هادي بأن هذه المعلومات لا يمكن استثمارها إلا في المجال الأمني، لأنها تساعد في تحديد الموقع الجغرافي لشخص معين وأماكن تنقله ومن يكون برفقته.

ولفت هادي إلى أن محي الدين تواصل معه في تشرين الثاني 2023 لاستئناف العمل في المشروع، وعرض عليه خريطة، وحدد له النطاق الجغرافي الذي يجب عليه العمل فيه، ويشمل بيروت وضاحيتها الجنوبية، وعمله هو أن يقود السيارة في الشوارع الرئيسية والفرعية لهذا النطاق على مدى خمسة أيام، من الثامنة صباحا وحتى الثالثة عصرا، ويستلم السيارة والتجهيزات من محي الدين صباحا ويعيدها إليه عصرا.

وأكد هادي للمحققين بأنه تيقن بأن جهازا إسرائيليا يقف وراء هذا العمل، خصوصا أن الطلب تزامن مع العدوان الإسرائيلي على غزة والجنوب اللبناني. وأفاد بأنه أخبر محي الدين بشكوكه، فأجابه الأخير بأن لديه تراخيص لكن تبين فعليا بأنه لا يملك أيا منها.

وأشار هادي بأنه على مدى سبعة أيام، بين 4 كانون الأول 2023 و15 منه، تجول في السيارة، في مناطق المدينة الرياضية، بئر حسن، الجناح، الأوزاعي، كفرشيما، الشويفات، الحدث، السان تيريز، الجاموس، الصفير، عين الرمانة، كنيسة مار مخايل، المشرفية، الغبيري، نزلة الرحاب، طريق المطار، مسجد الرسول الأعظم، برج البراجنة، أوتوستراد السيد هادي نصرالله، مفرق الزغلول، بئر العبد، المريجة، حي السلم وصولاً إلى الجامعة اللبنانية في الليلكي.

واعترف بأنه لدى علمه بتوقيف محي الدين، نهاية عام 2023، حذف كل المحادثات والتسجيلات الصوتية والرسائل النصية وخرائط الشوارع التي قام بمسحها، وأبقى على التسجيلات التي تبين عدم رغبته بالعمل معه.

وفي السياق لفت مرتضى إلى أن فرع المعلومات دقق هذه المعلومات ليكتشف ماهية الشركة التي ارتبط بها محي الدين، وأظهرت التحقيقات أن الشركة الأميركية المزعومة شحنت المعدات المتطورة التي استخدمت في عمليات المسح في طرود بريدية عبر شركة DHL، من ولاية تكساس الأميركية إلى لبنان باسم محيي الدين، وتبين أنه لا وجود لشركة Monolith على العنوان الذي زود به محي الدين، وأن العنوان عائد إلى منزل وليس شركة، ولم يظهر البحث على مواقع التواصل الاجتماعي ومصادر الإنترنت المفتوحة وجود رقم هاتف للشركة، أو أي معلومات عن تايلر وعن أي علاقة له مع أي شركة.

الأجهزة التي تم ضبطها مع الموقوفين

وبحسب اعترافات محي الدين فقد قامت الشركة الأميركية بتزويده بالمعدات التالية:

- كومبيوتر محمول موصول بجهاز GPS لتحديد المواقع الجغرافية وجهاز SDR موصول بهوائي. مهمة هذا الجزء تحديد إحداثيات كل محطات الخلوي الوسيطة التي يتم رصد موجاتها في المسالك التي تمر بها السيارة، مع تحديد قوة موجات كل محطة، بعد انتهاء الجولة، يقوم الفني بإقفال التطبيق بعد تحفيظ المعلومات والبيانات التي تم جمعها، قبل إرسالها إلى خوادم الشركة الأميركية مرتين أسبوعيا.

- جهاز توجيه Router موصول بـ GPS، مهمته تحديد المسار المطلوب سلوكه وجمع الإحداثيات وأسماء شبكات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت wifi و wifimax التي يتم رصد موجاتها وقوتها في كل شارع يمر به، وبعد الانتهاء من الجولة، يتم تنزيل المعلومات من الـ Router إلى حافظة ذاكرة UPS وترسل هذه المعلومات والبيانات إلى خوادم الشركة الأميركية بعد كل يوم عمل.

- هاتفان خلويان مزودان بشريحتي ألفا وتاتش ومزودين بتطبيق محمل من قبل الشركة، مهمته تحديد موقع كل نقطة يمر بها الهاتفان، ومحطة الإرسال الوسيطة التي يرتبطان بها، ومحطات الإرسال القريبة من المحطة الوسيطة التي يرتبط بها كل هاتف، وبعد الانتهاء من التجول وإقفال التطبيق يرسل الهاتف تلقائيا كل المعلومات والبيانات إلى خوادم الشركة الأمريكية.

- كاميرا من نوع GO PRO MAX مزودة بعدستي تصوير أمامية وخلفية مثبتة على سطح السيارة، تلتقط صورا بتقنية 360 درجة، بمعدل صورة كل ثانيتين، وتحفظها في حافظة ذاكرة موجودة داخل الكاميرا، بعد الانتهاء من الجولة، يقوم الفني بتنزيل الصور على الكومبيوتر المحمول ويرسلها إلى خوادم الشركة الأمريكية، مع العلم أنه تم العثور على 56 ألف صورة عالية الجودة لشوارع بيروت والضاحية في هاتف محي الدين.

واستنادا لهذه المعطيات أوضح الصحافي مرتضى بأن الشركة الأمريكية بات لديها جميع محطات الخلوي الوسيطة التي يتم رصد موجاتها مع تحديد قوة موجات كل محطة، وأسماء كل شبكات الاتصال اللاسلكي بالإنترنت واي فاي، واي فاي ماكس، ومحطة الإرسال الوسيطة التي يرتبط بها هاتف مزود بشريحة خط من نوع ألفا أو تاتش وقوة الإرسال ومحطات الإرسال القريبة من المحطة الوسيطة التي يرتبط بها الهاتفان أثناء تواجدهما في النقطة، وصورة 360 درجة كل ثانيتين من مسار السيارة وإحداثياتها.

نتائج الكشف الفني لفرع المعلومات على أجهزة التجسس المضبوطة

وأشار مرتضى إلى أن الفرع الفني في فرع المعلومات قد كشف على الأجهزة المضبوطة، رغم الشرح التفصيلي الذي قدمه محي الدين وتبين أن هناك ثلاثة أنظمة بتقنيات متطورة.

فالنظام الأول عبارة عن محطة خلوية تعمل بنظام GSM للتنصت وتحديد مواقع الهواتف الخلوية، وتستخدمه عادة الأجهزة الأمنية للتنصت على الهواتف الموصولة على المحطات ومراقبة أقنية التحكم على أنظمة 2g و3g و4gK كما يمكن لهذا النظام، عبر استخدام برنامج خاص به وتقنية silent sms، معرفة أماكن وجود الهواتف الخلوية ضمن منطقة معينة.

أما النظام الثاني، فهو عبارة عن هاتفين خلويين نوع one plus أحدهما موصول على شبكة ألفا والثاني على شبكة تاتش، يحتويان برنامجاً لمسح الشبكة على أنظمة 2g و3g و4g وتسجيل المحطات الخادمة serving cell في كل منطقة والمحطات الرديفة neighbor cell. ويسجل البرنامج جميع مواصفات المحطة لجهة الترددات وقوة الإشارة ونوعية الخدمة وعرض النطاق Bandwidth وخدمات الإنترنت المتوافرة في كل منطقة وعدد المحطات. ويتم تشغيل برنامج رديف على الهاتف لتحفيظ هذه المعلومات وإرسال الملف مباشرة إلى خادم (Server) خارج البلاد، وعادة يستخدم هذا النظام من قبل مشغلي الهاتف الخلوي والأجهزة الأمنية في البلد لمعرفة المحطات الخادمة في منطقة معينة، وهذه المعلومات ملك وزارة الاتصالات والحصول عليها غير مسموح من دون موافقة مسبقة.

وفينا يخص النظام الثالث فهو ماسح للشبكات wifimax وشبكات الـ wifi لتوفير خدمات الإنترنت، ويمكن لهذا الجهاز معرفة كل المعلومات الفنية المتعلقة بجميع خصائص شبكات الوايفاي الموجودة في منطقة معينة وتحديد عنوان الشبكة ونطاقها الجغرافي وتحفيظ الملفات وإرسالها فورا إلى خادم خارج البلاد، وهذه المعطيات حصرا يجب أن تكون ضمن سيطرة الأجهزة الأمنية وشركتي الهاتف ومن غير المسموح لأي جهة تنفيذ مهمة تتعلق بكشفها من دون الحصول على موافقة وطلب خطي رسمي مسبق من قبل الجهات المختصة نظراً إلى حساسية هذه المعلومات وخصوصيتها وإمكانية كشف الشبكات للاختراق من قبل جهات خارجية.

شبكة التجسس كشفت لبنان أمنيا

وخلص الصحافي رضوان مرتضى إلى أن حجم الداتا التي منحها محي الدين وهادي لهذه الشركة الأمريكية المزعومة، نكشف لبنان أمنيا وتكشف كل المواطنين فيه، وتكشف قادة وكوادر المقاومة وتعرضهم للخطر، ومن الممكن أن كثيرا من عمليات الاغتيال التي حصلت في جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لها علاقة بهذه الداتا التي قام محي الدين وهادي بتزويدها بها.

وختم مرتضى بأن هذه المعلومات جزء بسيط من عشرات الصفحات بمحاضر التحقيق التي تتواجد في القضاء الذي كان قبل الحرب يتهاون مع الموقوفين بجرم التعامل مع العدو الإسرائيلي، مبينا أنه يضع هذه المعلومات أمام الرأي العام كي يكون رئيس المحكمة العسكرية وقاضي التحقيق العسكري مسؤولان أمام الرأي العام، فيكون عالما حين اتخاذ قراره بسبب اتخاذه وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، آخذين في الاعتبار إن كان ما فعلاه الموقوفان قد تسبب باغتيالات ودماء، حتى لو لم يكونا عالمين بأن هذه المعلومات ستودي على قتل أشخاص، لأنهما خبراء في هندسة الكمبيوتر والاتصالات وهما عالمان بحجم وخطورة هذه المعلومات وفائدتها للعدو، ورغم علمهما وطمعا بالكسب المادي قررا الاستمرار بالعمل سرا.