النائب الياس جرادي يرد على اجتزاء الصحفي محمد بركات لأقواله وتحريضه عليه.. كن أرقى علك تفهم

النائب الياس جرادي يرد على الصحفي محمد بركات

رد النائب اللبناني الياس جرادي بكلام منمق لا يخلو من الاستهزاء، على اجتزاء الصحفي محمد بركات لبعض أقواله التي جاءت في سياق كامل للتحريض عليه واتهامه بالتحدث بلسان مذهبي وعرض نفسه على حزب الله للترشح معه، داعيا إياه للاستماع إلى المقابلة علَّه يفهم ما قاله فيها.

النائب الياس جرادي يرد على الصحفي محمد بركات

جاء ذلك بعد أن نشر الصحفي محمد بركات عبر حسابه على منصة إكس، صورة ترويجية تتضمن كلاما جاذبا من محتوى مقابلة النائب الياس جرادي على منصة بوديوم، وقام باستغلالها متجاهلا نشر فيديو المقابلة الذي يبين القصد الحقيقي، ليتهمه بناء على الكلام الوارد في الصورة الترويجية للمقابلة، بعرض نفسه على حزب الله للترشح معه والتحدث بلسان مذهبي كما لو أنه شيعي..

وأضاف بركات في منشوره محرضا على النائب جرادي بالقول: "يا خيبة أهل جنوب لبنان وأهل ثورة ١٧ تشرين وأهل اليسار بهذه الخديعة التاريخية."

وقد رد النائب التغييري الياس جرادي معلقا على منشور بركات بكلام منمق لا ينقصه الاستهزاء، طالبه فيه بأن يكون أرقى من اجتزاء جمل وأخذها لسياقات مغرضة، وأن يكلف نفسه بالاستماع الجيد للمقابلة لعله يفهم المقصود، لأن حقيقة الأمر واضحة في إجاباته.

وقال جرادي في رده على بركات: "كن أرقى من أن تجمع ذنوبا مصدرها جمل مبتورة في سياقات مغرضة، فالحقيقة واضحة في الإجابة المسجّلة، كلّف نفسك أن تستمع إليها جيدا، علّك تفهم."

موقف الياس جرادي من الترشح على لائحة الثنائي الشيعي

وكان النائب الياس جرادي قد رد في مقابلة على منصة بوديوم، على سؤال حول اصطفافه المقبل في الانتخابات النيابية، وإمكانية ترشحه على لائحة الثنائي، موضحا بأن المسؤولية التي انخرط بها هي للدفاع عن لبنان ووقف الانهيار والتركيز على القضايا الوطنية الأساسية، وكان يرى أن الإصلاح في لبنان يستوجب التوجه الى مقاربة الأمور من المعضلات الداخلية والانهيار الاقتصادي والهم الطائفي والاقتصادي والأمني وكيفية مواجهته، وأن الأمور تسير بتغيير غير متوقع يفوق مدى الإدراك أحيانا، مبينا أنه ومن اليوم إلى تاريخ الانتخابات لا أحد يعلم كيف تكون الانقسامات، وأن من يتجانس معه في الهموم الإنسانية والوطنية الكبرى، سيخوض غمار البحر معه.

وعن إمكانية ترشحه على لائحة الثنائي الشيعي فيما إذا طلب منه ذلك أو حصل تعاون بقضاء مرجعيون حاصبيا، قال جرادي بأن الثنائي إن تبنى ذات الهموم التي ناضلنا فيها وبدون أي تصنيف طائفي أو سياسي للناس وكان همنا الوطنية الكبرى والدفاع عن كل اللبنانيين، فيشرفنا حينها أن نكون مع أي فريق كان، أما إن ذهبنا إلى هذه الانتخابات بمنطق عصبي طائفي أو منطق أن تدافع الناس عن منظومة الانهيار فنحن ما زلنا بذات الموقف، فمقاربتنا هي أن لدينا مسؤولية وكنا نظن أنها قد تخف وإذ بها تتعاظم مع الوقت ولن نتهرب من هذه المسؤولية إذا دعينا، ولن نكون إلا بالموقع الذي نراه مناسبا للدفاع عن كل لبنان عن كل شعبه وأفرقاءه وكل المظلومين وعن حقوق الشعب.

وكان قد تحدث جرادي في المقابلة عن احتمال ترشحه في الانتخابات النيابية المقبلة وموقعه بناء على عدم إيمانه بكتلة التغيير، مذكرا بأنه لم يترشح مع كتلة التغيير، بل كان مرشحا بقناعات معينة ومع جماهير انتخبته، وكان لديه رؤية سياسية وإصلاحية وما يزال ملتزما بها، وأهم قائمة التزم بها هي قائمة إحساسه بالمسؤولية، وأشار إلى أنه تطوع إلى هذه المسؤولية وأنه اعتقد أنه لا يمكن أن يجلس متفرجا على انهيار وطن، ولا يتفرج على أناس تسرقه وتسرق تعب اللبنانيين ومستقبلهم.

ولفت أيضا إلى أنه كان بذات الموقع وذات المسؤولية عندما حصل اعتداء على لبنان من قبل العدو الاسرائيلي، وأن من يتحلَّ بحس المسؤولية والحس الإنساني يكون كذلك في كل موقع تتطلب فيه المواجهة، وهذه الإنسانية ليست حكرا على أحد وليست حكرا على فريق إن كان تغييري أو غيره، وإن كانت المسؤولية تتطلب منه الانخراط بذات الموقع فسوف يتحمل هذه المسؤولية.

موقف النائب الياس جرادي من خطاب التغييريين ضد المقاومة

وحول تناقض كلامه كنائب من كتلة التغيير مع كثير من كلام زملائه التغييرين حول المقاومة وما يقولونه من أن معادلة جيش شعب مقاومة لا تصلح وتماهيهم مع خطاب أحزاب القوات اللبنانية والكتائب، أوضح جرادي بأنه يحترم زملاءه وكل منهم يعبر عن رأيه وله طريقته في ذلك لكن لا يجوز تحميل ذلك إلى ما يسمى كتلة التغيير، فهي لم تصل إلى مستوى كتلة وتم إجهاضها وكانت النتيجة ما شهدناه منذ البداية بأنه لن تكون كتلة متلاحمة متراصة.

وشدد جرادي على أن مواقفه التي يطلقها، لم يطلقها الآن بل كانت ذاتها منذ البداية واضحة كوضوح الشمس فالمقاومة حق مشروع بمواثيق الأمم المتحدة لكل الشعوب ورؤيته للمقاومة هو إرساء مفهوم المقاومة بالمؤسسات وبالشعب.

الياس جرادي حول تشكيل الحكومة: لطمأنة اللبنانيين وعدم اختزال أحد

وحول وجود أفرقاء في لبنان يدعون إلى عدم إعطاء الثنائي الشيعي الوزراء الخمسة التي يطالب بهم عند تشكيل الحكومة وإن كان يؤيد هذا الطرح، لفت إلى أنه على الصعيد الشخصي ضد حكومات المحاصصة والاختزال الطائفي ولا يتفق مع النظام الطائفي مهما يكن وأنه مع دولة مواطنة وهذا ما يسعى إليه لكن وقته ليس الآن، واعتبر بأن تشكيل حكومة أكثرية ومعارضة غير متاح للأسف في لبنان أقله في الوقت الحالي الحساس جدا، والذي نحتاج به لطمأنة جميع اللبنانيين وعدم اختزال أحد.

ورأى بأن تشكيل الحكومة يستوجب وجود معايير يجب أن تطبق على الجميع وليس على طرف واحد فقط، ووصَّف الأمر بأنه إن تم اعتماد النسب التمثيلية فيجب اعتبار المعيار هو التمثيل النيابي لعدم وجود معيار آخر متاح حتى الآن، وهنا يكون الوزراء الخمسة من حق الثنائي الشيعي، لأن تمثيلهم النيابي حصري في مجلس النواب وفق الانتخابات النيابية السابقة، والسعي لتغيير هذا الواقع يجب أن يكون بالسياسة من خلال الانتخابات القادمة بعد سنة ونيف، وتمنى جرادي أن لا يكون احتكار حتى في ظل هذا التمثيل الواقعي، بشرط أن يطبق عدم الاحتكار على جميع الأفرقاء لا على فريق معين.

ومن هنا لفت جرادي إلى أنه لن يعطي الثقة لحكومة لا تحظى بثقة الطائفة الشيعية في الوقت الحالي، وأنه سيسعى في المستقبل إلى عدم وجود هذه السيطرة، وأن علينا العمل للوصول إلى نقطة تطمئن الجميع، مبينا أن المهمة الأساسية لهذه الحكومة في ظل هذا الواقع، طمأنة اللبنانيين وخاصة الطائفة الشيعية التي تعرضت للاضطهاد والتكالب عليها وهي ترى المخاطر عليها من جميع الاتجاهات، مؤكدا وجوب منحها الطمأنة والاحتضان.

اقتراح تغيير اسم بلدة الخيام إلى بوابة السماء

وتحدث النائب الياس جرادي، عن قناعته بما اقترحه سابقا عن تغيير اسم بلدة الخيام إلى بوابة السماء، مؤكدا أن اقتراحه لم يكن بلحظة انفعال بل عن قناعة لأن ما جرى في موقعه الخيام موقعة تاريخية، وما جرى صراع تاريخي للبشرية ضد اللا بشرية، وكان صراعا له أبعاد أكثر من أبعاد إنسانيه، وما جرى من حرب في غزة وفي جنوب لبنان كان يستهدف الإنسانية جمعاء، وما زالت الحرب مستمرة لإرساء مفهوم آخر للمجتمع البشري أن يتحول إلى مجتمع رقمي وهمي مجتمع دون قيم، فما جرى محطة من هذا الصراع البشري المستمر منذ الأزل.

ولفت إلى استبسال المقاومين اللبنانيين في الخيام ومواقع أخرى، معتبرا أن ما كان يُقال لهم من أن العالم قد تخلى عنهم وأصبحوا وحيدين هو أجمل صفة وشهادة أعطيت لهم، فأضحوا أنقياء الدم لبنانيين بكل معنى الكلمة بشهادة من يعيرهم من أخصامهم، فهم كانوا يدافعون عن أرضهم وعرضهم وعن لبنان وعن مستقبل أبناءه.

وبين بأن الاستبسال الذي حصل في الخيام يفوق التوصيف، فكل المعارك التي يتكلمون عنها في التاريخ هي لا شيء أمام ميزان القوى الذي كان موجودا على الأرض، واستبسال هؤلاء الشباب في الجنوب هو الذي منع العدو الإسرائيلي من تحقيق الأهداف التي كان يجاهر بها، مشيرا إلى اعتقاده بأن هذا الاستبسال كان أكثر من قوة بشرية نعرفها وكان فائقا لهذه المعرفة.

ورأى بأن ما جرى في الخيام كان اتحادا بين السماء والأرض وكان مباركة من السماء لهؤلاء الشباب كي يصمدوا، ولذلك تستحق هذه الأرض التي شهدت موقعة قيم كونية بمواجهة وحشية كونية أن تكون بوابة السماء.