تركيا تفرج عن خمسة من بين خمسة عشر محتجزا في حادثة الاعتداء على جنود أمريكيين في إزمير

حادثة الاعتداء على جنديين أمريكيين في أزمير التركية

في خطوة تشير إلى استمرار التحقيقات في حادثة أثارت الجدل، أفرجت السلطات التركية عن خمسة من بين خمسة عشر شخصا تم اعتقالهم في وقت سابق على خلفية هجوم على جنديين أمريكيين في مدينة إزمير الساحلية الغربية. تم وضع العشرة المتبقين في الحجز السابق للمحاكمة حتى يتم توجيه الاتهامات لهم رسميًا.

تفاصيل حادثة الاعتداء على جنديين أمريكيين في أزمير التركية

وقع الحادث يوم الاثنين، عندما هاجم عدة أعضاء من مجموعة "اتحاد الشباب التركي" (TGB)، وهي مجموعة قومية تركية، جنديين أمريكيين من سفينة الهجوم البرمائية "يو إس إس واسب"، التي رست في ميناء إزمير يوم الأحد. ووفقا لحاكم إزمير، لم يصب الجنديان بأذى وتمت مساعدتهم من قبل جنود آخرين كانوا في المنطقة، ثم نُقلوا إلى مستشفى محلي لتقييم حالتهم كإجراء احترازي قبل أن يعودوا إلى السفينة.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، اللواء بات رايدر، للصحفيين يوم الثلاثاء: "هذا حادث مقلق بلا شك. نحن ممتنون لدعم السلطات التركية التي تحقق في الأمر". وأكد أن الجنود الأمريكيين لم يتم احتجازهم من قبل السلطات، وأن الأشخاص المتورطين في الحادث يتعاونون مع المحققين.

التحقيقات والتصريحات الرسمية في حادثة الاعتداء على جنديين أمريكيين

اعتقلت السلطات التركية 15 شخصا يوم الاثنين على خلفية الحادث، وأفرجت محكمة تركية عن خمسة منهم تحت الرقابة القضائية يوم الثلاثاء. وأمر العشرة الآخرون بالاحتجاز السابق للمحاكمة حتى يتم سماع التهم الموجهة إليهم.

ووفقا لفيديو نشره "اتحاد الشباب التركي" على وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر أعضاء المجموعة وهم يضعون كيسا على رأس أحد الجنود الأمريكيين. وكتب الاتحاد على منصة "إكس"، مشيرا إلى حسابات السفارة الأمريكية في تركيا ووزارة الدفاع الأمريكية: "لن يستطيع أحد الرد على صرخات الجنود الأمريكيين. أيديكم ملطخة بدماء جنودنا الشجعان وآلاف الفلسطينيين. اخرجوا من أراضينا!".

أبعاد تاريخية وأثر دبلوماسي لحادثة الاعتداء على جنديين أمريكيين

وتشير التقارير الإعلامية التركية إلى أن الحادث استند إلى حادثة مشابهة وقعت في عام 2003، حيث اعتقلت القوات الأمريكية 11 جنديًا تركيًا في شمال العراق وغطت رؤوسهم بأكياس، مما أثار أزمة دبلوماسية بين تركيا والولايات المتحدة. يُعرف هذا الحادث في تركيا باسم "حادثة الأكياس".

وظهر في الفيديو أيضًا عدة أعضاء من "اتحاد الشباب التركي" يرددون شعار "يانكي، اخرجوا من هنا"، وهو شعار تاريخي معادٍ لأمريكا ارتبط باحتجاجات اليسار في تركيا خلال الستينيات.

ردود الفعل الرسمية والدولية

أكدت السفارة الأمريكية في تركيا تقارير الهجوم يوم الاثنين، وأعربت عن شكرها للسلطات التركية على استجابتها السريعة والتحقيق الجاري. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض لوكالة "صوت أمريكا": "نشعر بالقلق إزاء هذا الاعتداء على أفراد الخدمة الأمريكية، ونقدر أن الشرطة التركية تأخذ هذه المسألة بجدية وتحاسب المسؤولين عنها".

التوترات في الشرق الأوسط وزيادة الوجود العسكري

أرسلت الولايات المتحدة سفينة "واسّب" إلى البحر الأبيض المتوسط الشرقي في يونيو كإجراء ردعي وسط التوترات المتزايدة بين حزب الله وإسرائيل. وكانت السفينة قد شاركت في تدريبات ثنائية مع سفينتين تركيتين في البحر الأبيض المتوسط من 13 إلى 17 أغسطس. ورغم أن قوات البحرية الأمريكية أعلنت عن التدريب المشترك، فإن وزارة الدفاع التركية لم تعلن عنه علنا.

في وقت لاحق من أغسطس، ذكرت وسائل الإعلام التركية أن السفينة "واسّب" رست في قبرص كجزء من الوجود الأمريكي المتزايد في البحر الأبيض المتوسط الشرقي. وانتقد حزب الشعب الجمهوري، حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، الحكومة لعدم الكشف عن التدريب المشترك.

تشير هذه الحادثة إلى تعقيدات العلاقات الأمريكية التركية والتوترات التي يمكن أن تنشأ من مثل هذه الحوادث. بينما تستمر التحقيقات، يبقى السؤال عن كيفية تأثير هذه الأحداث على العلاقات بين البلدين وما إذا كانت ستؤدي إلى مزيد من التوترات أو ستحل بطرق دبلوماسية هادئة.