كشف العلماء كيف تستعد الخلايا البيضية للحياة من خلال دراسة جسم بالبيني (Balbiani body)، وهو هيكل داخل الخلية ينظم الجزيئات الأساسية لتطور الجنين، باستخدام أسماك الزرد (Zebrafish) وتقنيات التصوير المتقدمة، أوضح الباحثون كيف يتحول هذا الجسم من قطرات سائلة إلى نواة مستقرة، مما يبرز الدقة المذهلة لعملية التكاثر.
جسم بالبيني: تنظيم الجزيئات الأساسية
يعد جسم بالبيني هيكلا داخليا لا تحيط به غشاء، ويتولى مهمة تجميع وتنظيم الجزيئات المهمة مثل RNA والبروتينات. هذه الجزيئات ضرورية لتوجيه الخلية البيضية وتطور الجنين المبكر، يوجد هذا الجسم عبر أنواع متعددة من الكائنات الحية، بدءًا من الحشرات وحتى البشر.
استخدم فريق البحث أدوات متطورة مثل الميكروسكوب فائق الدقة وتصوير الأنسجة الحية لأجزاء كاملة من مبايض أسماك الزرد لتوضيح كيفية تشكل جسم بالبيني.
كيف يتشكل جسم بالبيني؟
أوضح الباحثون أن بروتينا يسمى باكي بول (Bucky ball) يلعب دورا رئيسيا في تكوين جسم بالبيني عبر عملية تُعرف بـالانفصال الطوري (Phase Separation)، حيث تتحول الجزيئات من الحالة السائلة إلى حالة أكثر تركيزا، ثم تصبح بنية صلبة ومستقرة.
تنظيم التكوين
كشف الفريق عن دور الأنابيب الدقيقة (Microtubules) في تنظيم تشكيل جسم بالبيني، تعمل هذه الأنابيب كدليل لحركة حبيبات بروتين باكي بول، مما يضمن تنظيمها بشكل صحيح ويمنع التكوين المفرط، ما يؤدي إلى تشكيل جسم بالبيني واحد متماسك وفعال.
اكتشاف جينات وراثية جديدة
بينما كان بروتين باكي بول هو الجين الوحيد المعروف بضرورته لتكوين جسم بالبيني، اكتشف الباحثون قائمة من الجينات الجديدة التي يُعتقد أنها تلعب دورا في هذه العملية.
هذا الاكتشاف يمهد الطريق لفهم كامل لآليات تكوين جسم بالبيني، مما يساهم في تحسين الفهم المتعلق بالصحة الإنجابية للنساء وتطوير البيض.
الصلة بالأمراض التنكسية
تتشابه البنى الصلبة في الخلايا عادةً مع البريونات (Prions) التي تسبب أمراضا تنكسية عصبية، ومع ذلك يتشكل جسم بالبيني بطريقة طبيعية ومنظمة ويمكن أن يتحلل لتسليم الجزيئات المهمة إلى الخلية البيضية.
قد يساعد هذا البحث على فهم آليات الأمراض التنكسية العصبية، إضافة إلى دوره في تحسين فهمنا لبيولوجيا التطور والصحة الإنجابية.
قال البروفيسور يانيف إلكوبي: "لقد اكتشفنا كيف يتشكل جسم بالبيني عبر التكثيف الجزيئي وكيف تنظم الأنابيب الدقيقة هذه العملية. هذا الاكتشاف يجيب على أسئلة طويلة الأمد حول كيفية بدء استقطاب الخلية البيضية وتطور الجنين".
تسلط هذه الدراسة الضوء على التفاعل المعقد بين المكونات الجزيئية والهيكلية في تنظيم الخلايا، مما يفتح آفاقا جديدة لفهم تطور الأجنة وصحة الإنسان.