كيفية عمل الصواريخ البالستية وفهم الفيزياء التي تحكم مسارها القوسي

الصواريخ البالستية: رحلة محسوبة بدقة
تشبه  الصواريخ البالستية إلى حد كبير عملية رمي الرمح، حيث تعتمد في تحليقها على الفيزياء نفسها التي تحكم المقذوفات. يصف قاموس "ميريام ويبستر" كلمة "بالستي" بأنها تشير إلى سلوك الأجسام عندما تُطلق بقوة دفع أولية ثم تسير في مسار قوسي دون توجيه إضافي خلال الطيران، وهذا ما يميز الصواريخ البالستية عن غيرها من الصواريخ التي تحتاج إلى توجيه مستمر.

كيف تعمل الصواريخ البالستية؟

تعمل الصواريخ البالستية بطريقة مشابهة لرمي الرمح. عندما يرمي الرياضي الرمح، يدفعه بزاوية محددة إلى الأعلى ليكتسب سرعة وقوة أولية. يتصاعد الرمح في الهواء بفعل القوة التي اكتسبها من يد الرامي حتى تصل الجاذبية إلى نقطة تتغلب فيها على تلك القوة، مما يؤدي إلى عودة الرمح تدريجياً نحو الأرض في مسار يشبه القطع المكافئ.

بالمثل، تنطلق الصواريخ البالستية بواسطة محركات صاروخية تمنحها قوة دفع أولية. هذه المحركات قد تكون محركا واحدا أو محركات متعددة تعمل في مراحل متتالية. بعد استهلاك الوقود، يتوقف المحرك عن العمل، لكن الصاروخ يستمر في التحليق بفضل قوة الدفع المكتسبة. يصل الصاروخ إلى أعلى نقطة في مساره، حيث تبدأ الجاذبية بسحبه نحو الأرض مرة أخرى، متبعا مسارا قوسيا يشبه المسار الذي يتبعه الرمح أو أي مقذوف آخر.

الفيزياء وراء حركة الصواريخ البالستية

الفيزياء التي تحكم حركة الصواريخ البالستية تعتمد على المبادئ نفسها التي تحكم المقذوفات في الهواء. عندما يتم إطلاق الصاروخ، يعمل المحرك على توفير قوة دفع كبيرة تدفعه للأعلى. بعد استهلاك الوقود، يتوقف المحرك، ويعتمد الصاروخ على قوة الدفع تلك للمتابعة. خلال مرحلة الطيران، تتأثر حركة الصاروخ بالجاذبية ومقاومة الهواء، مما يؤدي إلى تشكيل مسار قوسي مشابه لمسار الرمح أو القذيفة المدفعية. هذا المسار يُعرف بالمسار البالستي، وهو الذي يُحدد بدقة مكان سقوط الصاروخ أو اصطدامه بالهدف.

أنواع المحركات الصاروخية

تعتمد الصواريخ البالستية على محركات صاروخية تعمل بوقود صلب أو سائل لتوفير الدفع الأولي، هذه المحركات تعمل على مراحل، حيث قد ينفصل جزء من الصاروخ بعد استهلاك الوقود لتخفيف الوزن وزيادة الكفاءة في الطيران. بعد نفاد الوقود، تستمر الصواريخ في الطيران بفضل القوة الأولية المكتسبة، دون الحاجة إلى توجيه إضافي.

المدى البالستي

يتميز الصاروخ البالستي بقدرته على تغطية مسافات طويلة، وذلك بفضل المسار القوسي الذي يسير فيه. يمكن للصاروخ أن يصل إلى ارتفاعات شاهقة قبل أن يعود تدريجيا نحو الأرض. تعتمد مسافة الصاروخ البالستي على قوة دفعه الأولية وارتفاع المسار الذي يسلكه. بحسب "رابطة الحد من الأسلحة"، يمكن للصواريخ البالستية أن تصل إلى مدى كبير، مما يجعلها أسلحة استراتيجية فعالة تستخدمها الدول لتوجيه ضربات بعيدة المدى.
الصواريخ البالستية، بأسلوب عملها المحسوب بدقة، تشكل أحد أبرز التطورات التكنولوجية في مجال الأسلحة. تعتمد هذه الصواريخ على قوانين الفيزياء الأساسية لتحقيق تحليق دقيق على مسافات كبيرة.