مشاة البحرية الأمريكية تعزز قدراتها القتالية بنظام NMESIS الجديد

نظام NMESIS: سلاح مشاة البحرية الأمريكية الجديد

 تسلّمت قوات مشاة البحرية الأمريكية رسميا نظام الاعتراض البحري المشترك للبحرية ومشاة البحرية (NMESIS)، وهو منصة صواريخ مضادة للسفن متطورة تُطلق من الأرض، يُعد هذا الحدث محطة مهمة في مساعي مشاة البحرية لتعزيز قدراتها على منع الوصول البحري.

أقيمت مراسم التسليم الرسمية في ساحة ديوي بقاعدة مشاة البحرية في هاواي، بحضور شخصيات بارزة من الجيش الأمريكي وشركاء دوليين، تم دمج هذا النظام المتقدم ضمن الفوج الثالث للعمليات الساحلية (3d MLR)، وهو ما يُمثل تعزيزًا كبيرًا لقدرات الفوج في التصدي للتهديدات البحرية.

نظام NMESIS: نقلة نوعية في مواجهة التهديدات البحرية

يُعد نظام NMESIS منصة صواريخ متنقلة وموجهة بدقة، ويُعزز قدرة مشاة البحرية على مواجهة التهديدات البحرية بفعالية، وأوضح المقدم تيموثي و. لوف، قائد الفريق القتالي الثالث للعمليات الساحلية (LCT)، أن النظام الجديد يُمكن الفوج من دعم الحملات البحرية بشكل أكثر فعالية. وقال:

 "إلى جانب وحدات المشاة القادرة على السيطرة والدفاع عن المواقع البحرية الرئيسية، أصبح لدينا الآن بطارية صواريخ متنقلة قادرة على تقديم دعم ناري دقيق لعمليات منع الوصول البحري."

قدرات متقدمة بفضل صاروخ NSM

يعتمد نظام NMESIS على صاروخ الضربة البحرية (NSM) الذي يمتلك مدى يصل إلى حوالي 185 كيلومترا (100 ميل بحري)، مما يتيح له استهداف السفن المعادية على مسافات بعيدة تتجاوز الأفق، ويتميز الصاروخ بقدراته المتقدمة على التخفي والدقة، حيث يعتمد على توجيه باستخدام نظام GPS وتقنية التوجيه بالأشعة تحت الحمراء لتحديد الأهداف بدقة.

خصائص صاروخ الضربة البحرية (NSM)

التخفي وانخفاض المقطع الراداري: يُصعّب اكتشاف الصاروخ عبر الرادارات التقليدية.

التحليق على ارتفاع منخفض فوق سطح البحر: يُقلل من احتمالية رصده واعتراضه من قبل أنظمة الدفاع الجوي للعدو.

قدرة عالية على إصابة الأهداف: يُمكن للصاروخ استهداف مجموعة متنوعة من السفن، بدءًا من السفن الحربية الكبيرة وصولاً إلى الزوارق السريعة الصغيرة.

مرونة تشغيلية وقدرة على الانتشار السريع

يتميز نظام NMESIS بمرونته العالية، حيث يُمكن نقله وإعادة نشره بسرعة في مواقع مختلفة، تُعد هذه الميزة حيوية في العمليات الساحلية والبرمائية، حيث يجب على مشاة البحرية التكيف بسرعة مع تغيّرات ساحة المعركة.

كما يمكن دمج النظام بسرعة ضمن عمليات قوة المهام الجوية الأرضية لمشاة البحرية (MAGTF)، مما يوفر قدرة حيوية على تنفيذ ضربات بعيدة المدى في العمليات البحرية. ويُتيح هذا النظام الاستجابة الفورية للتهديدات الديناميكية، مستفيدًا من بيانات المراقبة البحرية والجوية والفضائية لتحديد الأهداف بدقة.

قدرة على البقاء في البيئات العدائية

بفضل قدراته على التخفي والتحليق على ارتفاع منخفض، يتمتع نظام NMESIS بقدرة عالية على البقاء في البيئات العدائية التي تنتشر فيها تقنيات الحرب الإلكترونية وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة. تُساهم هذه الخصائص في جعله أداة فعالة في الحروب الحديثة، حيث تزداد تحديات الاعتراض والتشويش.

دور استراتيجي في العمليات البحرية المشتركة

يسمح النظام الجديد للفوج الثالث للعمليات الساحلية بتوسيع نطاق عملياته والمساهمة في العمليات البحرية المشتركة، ويُشرف مركز تنسيق دعم النيران بالفوج على دمج النظام ضمن العمليات المشتركة مع الحلفاء، مستفيدًا من الوعي بالمجال البحري والجوي لتحقيق دقة استهداف عالية ضمن عملية استهداف الديناميكية البحرية.

اختبارات صارمة قبل التسليم

سبق عملية التسليم سلسلة من الاختبارات التشغيلية والتقييمات الصارمة. وأكد العقيد جون جي. ليهين، قائد الفوج الثالث للعمليات الساحلية، على الأهمية الاستراتيجية للنظام قائلًا:

"الانتقال من مرحلة الاختبار إلى نظام ميداني يُمثل إنجازا كبيرا للفوج، يُوفر نظام NMESIS قدرة قوية على منع الوصول البحري، ما يُعزز قدرتنا على دعم قوة المهام الجوية الأرضية، والأسطول البحري، والقوات المشتركة، وحلفائنا."

تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ

يُعد الفوج الثالث للعمليات الساحلية، المتمركز في أواهو، هاواي، متخصصا في العمليات البرمائية والساحلية، ويُساهم بدور حيوي في ضمان الأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، ومع إضافة نظام NMESIS، أصبح الفوج مجهزًا بشكل أفضل للمساهمة في الجهود الأمنية الإقليمية، بالتعاون مع القوات الأمريكية والحلفاء، لمواجهة التهديدات البحرية وتعزيز السلام في المنطقة.

نحو استراتيجية حرب حديثة

يُبرز دمج نظام NMESIS ضمن الفوج الثالث للعمليات الساحلية تحولا في نهج قوات مشاة البحرية الأمريكية تجاه الحروب الحديثة، بالتركيز على القدرات المرنة، المتنقلة، والدقيقة لتعطيل قدرات الخصوم على السيطرة على المساحات البحرية. ومع تشغيل النظام بشكل كامل، تستعد قوات مشاة البحرية للاضطلاع بدور قيادي في الدفاع الاستراتيجي عن المواقع البحرية الحيوية، والمساهمة في بنية الأمن الإقليمي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.