وفقاً لمعلومات نشرتها صحيفة "ديلي صباح" التركية في 10 فبراير 2025، انضمت تركيا إلى مبادرة الدرع الجوي الأوروبي (ESSI) في فبراير 2024، وهي الآن مشاركة رسمية في المشروع الذي تقوده ألمانيا، والذي يهدف إلى إنشاء نظام دفاع صاروخي موحد وفعّال عبر أوروبا، يمكن لتركيا تقديم أنظمة الدفاع الجوي المحلية الصنع لتعزيز قدرات مشروع ESSI.
مبادرة الدرع الجوي الأوروبي (ESSI) لتعزيز الدفاع الجوي الأوروبي
تعتبر مبادرة الدرع الجوي الأوروبي (ESSI) برنامجاً تعاونياً للدفاع الصاروخي تقوده ألمانيا، ويهدف إلى تعزيز هيكل الدفاع الجوي والصاروخي في أوروبا من خلال دمج أنظمة الدفاع الجوي المختلفة من الدول المشاركة، تم تصميم المشروع لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات الجوية، بما في ذلك الصواريخ الباليستية، والصواريخ الموجهة، والطائرات بدون طيار. تسعى ESSI إلى تعزيز قدرة الردع والاستجابة الشاملة لحلف شمال الأطلسي (ناتو)، كما تعزز التوافقية بين الأنظمة الدفاعية الأوروبية من خلال دمج مجموعة من التقنيات الحالية والجديدة، مثل أنظمة IRIS-T SLM وPatriot وArrow-3.
من خلال توحيد العديد من الدول الأوروبية تحت مظلة دفاعية واحدة، لا تعمل ESSI على تعزيز حماية أوروبا ضد التهديدات الجوية فقط، بل تساهم أيضاً في تبسيط عمليات شراء الأنظمة الدفاعية، مما يقلل التكاليف ويعزز التنسيق بين القوات الحليفة.
دور تركيا في توسيع ESSI وتعزيز القدرات الدفاعية الأوروبية
في أكتوبر 2022، وقعت خمس عشرة دولة أوروبية، بما في ذلك بلجيكا وبلغاريا وجمهورية التشيك وإستونيا وفنلندا وألمانيا والمجر ولاتفيا وليتوانيا وهولندا والنرويج وسلوفاكيا وسلوفينيا ورومانيا والمملكة المتحدة، إعلاناً للانضمام إلى مبادرة ESSI، جميع الدول المؤسسة هي أعضاء في حلف شمال الأطلسي، مع انضمام فنلندا إلى التحالف رسمياً في 2023، مما يعزز إطار الدفاع الجماعي.
في فبراير 2024، أعلنت الحكومة الألمانية إضافة اليونان وتركيا إلى المبادرة، مما يمثل توسيعاً كبيراً في نطاق ESSI الجغرافي وقدراتها التشغيلية، تساهم مشاركة تركيا بشكل خاص في إضافة بعد جديد للمبادرة، من خلال استغلال موقعها الاستراتيجي وأنظمة الدفاع الجوي المتقدمة المحلية.
مساهمة تركيا التكنولوجية في تعزيز قدرات ESSI الدفاعية
تتمتع تركيا بموقع جغرافي حيوي عند تقاطع أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، باعتبارها الجناح الجنوبي الشرقي لحلف الناتو، توفر تركيا قدرات تحذير مبكر واستجابة سريعة ضد التهديدات الصاروخية القادمة من مناطق مضطربة مثل الشرق الأوسط والقوقاز. وبالرغم من أن المبادرة تركز أساساً على مواجهة التهديدات الروسية، إلا أن تغطية تركيا الإقليمية تعزز من أهمية المشاركة التركية، مما يعزز موقف الناتو الأمني الجماعي.
تتمتع تركيا بمساهمة تكنولوجية كبيرة في تطوير أنظمة الدفاع الجوي، على مدار العقد الماضي، حققت صناعة الدفاع التركية تقدماً ملحوظاً في تطوير أنظمة دفاع جوية محلية، مما يعزز قدرتها على دعم البنية الدفاعية الصاروخية الأوروبية. من خلال شركات الدفاع الكبرى مثل "روكيتسان" و"أسيلسان"، طورت تركيا وأنتجت مجموعة من أنظمة الدفاع الجوي الحديثة مثل أنظمة "حسار-أ" و"حسار-أو"، التي توفر حلول دفاع جوي قصيرة ومتوسطة المدى لمواجهة التهديدات الجوية مثل الطائرات والصواريخ والطائرات بدون طيار.
التحديات والتطلعات المستقبلية
رغم المزايا الاستراتيجية والتكنولوجية التي تقدمها تركيا في إطار ESSI، فإن هناك تحديات تظل قائمة، تشمل هذه التحديات التوترات السياسية داخل حلف الناتو، واختلافات استراتيجيات الشراء، والالتزامات المالية من الدول المشاركة، والتي قد تعيق التكامل الكامل، كما أن ضمان التوافق التام بين أنظمة الدفاع التركية والبنية التحتية الأوروبية الحالية سيتطلب تنسيقاً كبيراً.
مع ذلك، تمثل مشاركة تركيا في ESSI خطوة مهمة نحو تعزيز التعاون الدفاعي الأوروبي. في وقت تتزايد فيه التوترات الجيوسياسية، تبرز ESSI كأداة حيوية للتعاون الدفاعي متعدد الأطراف لمواجهة التحديات الأمنية الحديثة.