نبوءة نيوتن المثيرة تتنبأ بموعد نهاية العالم

نبوءة نيوتن حول نهاية العام

منذ أكثر من 300 عام، ترك العالم الفيزيائي إسحاق نيوتن، الذي يعد من أبرز العلماء في تاريخ البشرية، نبوءة مثيرة تتعلق بنهاية العالم، فقد قام بتحديد تاريخ محتمل لهذه النهاية استنادا إلى تفسيراته للنبوءات التوراتية وحساباته الرياضية الدقيقة.

نيوتن وتفسيره للنبوءات التوراتية

كان نيوتن مؤمنا بأن النصوص الدينية، خاصة في الكتاب المقدس، تحتوي على رموز رياضية يمكن من خلالها التنبؤ بمستقبل البشرية، فقد اعتقد أن التفسير الدقيق لتلك الرموز يمكن أن يكشف عن لحظات حاسمة في التاريخ، بما في ذلك نهاية العالم نفسها، على الرغم من أن نيوتن قد اشتهر بقوانينه في الحركة والجاذبية، إلا أنه كان أيضا باحثا في الشؤون الدينية والفلسفية.

معركة هرمجدون والنهاية المحتملة للعالم

أحد أبرز الأجزاء التي استند إليها نيوتن في حساباته هو معركة هرمجدون، التي يذكرها سفر الرؤيا في الكتاب المقدس، بحسب هذه النبوءة، ستشهد الأرض صراعا بين قوى الخير بقيادة الله وقوى الشر بقيادة ملوك الأرض. وستكون هذه المعركة نقطة تحول كبيرة في تاريخ البشرية، حيث ستنهي الحقبة الحالية وتبدأ عصرا جديدا من السلام الإلهي.

استخدام نيوتن للحسابات الرياضية لتحديد تاريخ النهاية

اعتمد نيوتن في حساباته على تفسير بروتستانتي للكتاب المقدس، حيث اعتبر أن الأزمنة المحددة في النبوءات التوراتية هي مكونات أساسية للتوصل إلى تاريخ نهاية العالم، وكان من أبرز الفترات التي ركز عليها هي فترة 1260 سنة، والتي اعتبرها الفترة التي انحرفت خلالها الكنيسة عن تعاليمها الأصلية وظهرت الطوائف "الفاسدة"، مثل الكنيسة الكاثوليكية.

التاريخ الذي توصل إليه نيوتن: 2060 ميلادي

قام نيوتن بدراسة التاريخ لتحديد نقطة البداية لهذا الانحراف الديني، واستقر على عام 800 ميلادي، وهو العام الذي شهد تأسيس الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وبإضافة 1260 سنة إلى هذا التاريخ، وصل إلى نتيجة مفادها أن عام 2060 ميلادي سيكون هو التاريخ المحتمل لنهاية العالم.

في رسالة كتبها عام 1704، أشار نيوتن إلى طريقته الحسابية، موضحا أن النبوءات التوراتية تحتوي على رموز رقمية مثل "42 شهرا" أو "1260 يوما"، والتي فسّرها على أنها تعني 1260 سنة وفقا لمبدأ "يوم مقابل سنة".

التحفظات التي أبداها نيوتن بشأن النبوءات

رغم ثقته في حساباته، كان نيوتن حذرا من تحديد تواريخ دقيقة لنهاية العالم، فقد كان يخشى أن يؤدي فشل هذه التوقعات إلى تقويض مصداقية الكتاب المقدس، ولهذا كان يؤكد أن هدفه لم يكن الإعلان عن تاريخ معين، بل كان يسعى لتوضيح أن التنبؤات الدينية لا يجب أن تكون مجالا للتكهنات المتهورة.

فلسفة نيوتن: العلم والدين في انسجام تام

كان نيوتن، كما يوضح البروفيسور ستيفن د. سنوبيلين من جامعة كينغز كوليدج، يعرف آنذاك بـ "الفيلسوف الطبيعي"، وهو مصطلح كان يُستخدم للإشارة إلى العلماء الذين يدرسون الطبيعة في سياق ديني وفلسفي، نيوتن لم يرَ أي تعارض بين العلم والدين، بل كان يعتقد أن كلاهما يكمل الآخر في سعيه لاكتشاف الحقيقة الإلهية.

 نبوءة غير تقليدية من عالِم غير تقليدي

تنبؤ إسحاق نيوتن بموعد نهاية العالم ليس مجرد حساب رياضي معتمد على النصوص الدينية، بل هو تعبير عن الفلسفة التي ربطت العلم والدين في سعيه لفهم أسرار الكون، مع أن نيوتن كان حذرا في الإعلان عن تواريخ محددة، إلا أن نبوءاته لا تزال تثير الكثير من النقاشات والتساؤلات حول العلاقة بين العلوم الدينية والعلمية.