التوت البري يعزز البكتيريا المفيدة في الأمعاء

علوم

التوت البري يساعد في تحسين صحة الأمعاء والوقاية من أمراض القلب والسكري

2 أيار 2024

تتعدد فوائد التوت البري (Cranberries) واستخداماته لأغراض طبية وتجميلية، وذلك نظراً لاحتوائه على نسب عالية من المكونات والقيم الغذائية المفيدة.

ويحظى التوت البري باهتمام كبير من قبل خبراء الصحة في الآونة الأخيرة، ويعود ذلك لفوائده الصحية الكثيرة، وأهمها تحسين صحة الأمعاء والوقاية من الأمراض المزمنة مثل مرض السكري وأمراض القلب والأوعية الدموية.

وقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة لافال ومعهد التغذية والأغذية الوظيفية INAF، أن استهلاك كمية قليلة من التوت البري يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً في صحة الأمعاء. 

التوت البري يعزز البكتيريا المفيدة في الأمعاء

التوت البري فاكهة صغيرة غنية بمواد تسمى البوليفينول والسكريات قليلة التعدد، وهي أنواع من المركبات الطبيعية الموجودة في النباتات وتقدم الكثير من الفوائد الصحية الهامة.

تُعرف مادة البوليفينول بخصائصها المضادة للأكسدة، والتي تساعد الجسم على محاربة الجذور الحرة الضارة، ومن ناحية أخرى، فإن السكريات قليلة التعدد هي ألياف صغيرة تغذي البكتيريا الجيدة في الأمعاء.

التوت البري يقلل خطر الإصابة بأمراض القلب والسكري

وركز البحث، الذي قاده البروفيسور "إيف ديجاردان" من كلية الزراعة وعلوم الأغذية، على معرفة الطريقة التي تؤثر بها هذه المركبات الموجودة في التوت البري على ميكروبات الأمعاء، وهي مجتمع البكتيريا التي تعيش في أمعائنا.

وكشفت النتائج التي توصلوا إليها، والتي نشرت في مجلة NPJ، أن التوت البري يعزز نمو البكتيريا المفيدة مثل Bifidobacterium، وترتبط هذه البكتيريا بانخفاض خطر الإصابة بمرض السكري والأمراض المرتبطة بالقلب.

فوائد التوت البري لصحة الأمعاء

كما أشار "جاكوب لورد" باحث ما بعد الدكتوراه في INAF، إلى فائدة التوت البري، وقال: "في العادة، يتم تحفيز هذه البكتيريا بواسطة الألياف الغذائية، ومع ذلك، لاحظنا نفس التأثير المحفز مع عصير التوت البري المركز بجرعة أقل بنحو 20 مرة من الألياف، ومن النتائج المهمة الأخرى التي توصلت إليها الدراسة هو التأثير الإيجابي للتوت البري على بكتيريا Akkermansia muciniphila، وهو نوع من البكتيريا يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على صحة بطانة الأمعاء".

حيث تساعد هذه البكتيريا على تقليل الالتهاب وتقوية الحاجز المعوي، وهو أمر ضروري لحماية الجسم من البكتيريا الضارة التي قد تدخل من الأمعاء.

النظام الغذائي وصحة الأمعاء

تشير هذه الاكتشافات إلى أهمية خاصة في سياق النظام الغذائي، حيث يظهر البحث أن النظام الغذائي الذي غالباً ما يكون غنياً بالأطعمة المصنعة ومنخفضاً بالألياف، يمكن أن يؤدي إلى مشاكل مختلفة في الأمعاء، لأن هذا النوع من النظام الغذائي يمكن أن يخل بتوازن بكتيريا الأمعاء، ويسبب التهاب بطانة الأمعاء، ويضعف حاجز الأمعاء.

يذُكر أن دراسة أميركية سابقة، أجراها باحثون بجامعتي ماساتشوستس ورود آيلاند في الولايات المتحدة، ونشرت في دورية (Applied and Environmental (Microbiology العلمية، قد أظهرت أن تناول التوت البري يعزز صحة الأمعاء عبر تعزيز نمو وصحة الكائنات الدقيقة المفيدة فيها. 

المصدر: مجلة npj