الإعلامي محمد الحمد: الأحداث في سورية تم التخطيط لها منذ فترة طويلة والجبهة الجنوبية هي الخطر الأكبر

الإعلامي محمد الحمد يوضح طبيعة الأحداث الجارية في سورية ويكشف الجبهة الأخطر فيها

أكد الكاتب والإعلامي محمد الحمد، بأن الأحداث الجارية في سورية حاليا قد تم التخطيط المسبق لها منذ فترة طويلة من قبل الأمريكيين، وانطلقت بإشارة من نتنياهو، محذرا من أن الخطر الأكبر هو في جبهة الجنوب السوري.

تضييق الخناق على حزب الله في الساحة السورية

حيث علق الحمد على الأحداث الجارية في سورية، خلال استضافته ضمن برنامج جملة مفيدة على قناة N-TV عراق، مبينا أن هناك استعداد وتخطيط مسبق لهذه الفوضى طيلة الفترة الماضية من قبل الأمريكي، والذي أعطى الإشارة هو نتنياهو عندما حذر الرئيس السوري بشار الأسد وقال له بأنه يلعب بالنار وهذه كانت إشارة البداية لما حدث.

وتحدث عن الأسباب التي تقف وراء ما يجري في سورية، موضحا بأن أدوات الأمريكي وأذرعه متعددة، وهو لا يذهب إلى مواجهة مباشرة، بل يذهب إلى الفوضى، شارحا الأمر بأن إدارة بايدن كانت تختلف مع نتنياهو بالتكتيك وليس بطريقة حسم الأمور، وبالتالي فالذي حصل بعد الهزائم التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي في غزة وخاصة في جنوب لبنان وما تعرض له من خسائر، وعدم استطاعته تحقيق أهدافه، بقيت لديه مشكلة وهي بقاء التهديد قائم عليه، وبالتالي فلا يستطيع الأمريكي والإسرائيلي الذهاب إلى عملية الترميم داخل الكيان والشروع بما يسمى شرق أوسط جديد الذي أعلنه نتنياهو دون إزالة التهديدات، فبوجود التهديدات هذا الموضوع صعب جدا، فبقيت هناك عقبة أساسية هي حزب الله في لبنان وهم يفكرون في الدخول معه في مواجهة عسكرية مرة أخرى وهذا احتمال مرجح، ولكن بعد تضييق الخناق عليه أكثر من الساحة السورية.

أردوغان مستخدَم يحلم بتقاسم النفوذ مع إسرائيل

وأشار الحمد إلى حقيقة الدور التركي في ما يجري على الساحة السورية حاليا، وأهدافه على صعيد المنطقة، لافتا إلى أن هناك تجربة سابقة مع أردوغان في سورية، الذي ابتلع الطعم بداية ومن ثم استفاق من الغفلة التي وقع بها بداية الأزمة السورية، وبعد ذلك دخلت قواته إلى عفرين لأنه اكتشف أن الأمر برمته هو لدعم الكرد على حسابه ولربما الشروع بتأسيس كردستان الكبرى على المستوى الاستراتيجي وليس التكتيكي، وبالتالي قام بقطع التواصل الكردي بين العراق وسورية.

واعتبر بأن أردوغان مستخدم وليس لاعب رئيسي وهو يعتقد أنه باستطاعته إعادة أمجاد الامبراطورية العثمانية بتقاسم النفوذ بينه وبين الكيان الصهيوني، واستدل الحمد على ذلك بطريقة التعاطي مع طوفان الأقصى، قائلا: "لم يغير أردوغان من خطابه ويعمد إلى قطع العلاقات التجارية مع الكيان إلا بعد خسارة حزبه في الانتخابات المحلية، فمنذ البادية لم يقطع العلاقات بل قال بأنه لن يكلم نتنياهو ثم بعد الضغط الجماهيري للشعب التركي حاول مد جسور مع المجتمع من خلال قراره قطع العلاقات التجارية مع الكيان ولكن ذلك تم بعد سبعة أشهر من المجازر، وهذا مجرد حبر على ورق، ولم يقطع علاقاته مع الكيان حتى هذه اللحظة."

وتابع: "عندما نرى تحريك الجبهة السورية بهذا الشكل وهذا الإمداد والإمكانيات العسكرية والمسيرات، فكل هذا لم يأتي في ليلة وضحاها، بل تم التحضير له لأشهر عديدة، فبدلا من دعم تركيا لغزة بشكل كبير جدا، قامت بدعم هذه التنظيمات والمجاميع المسلحة ومنها هيئة تحرير الشام."

المشروع التركي هو استعادة الموصل وحلب

وتساءل الحمد عن داعمي داعش، في معرض تأكيد كلامه عن أردوغان وسعيه لتقاسم النفوذ مع الكيان الإسرائيلي، مشيرا إلى أن أحد اللاعبين الأساسيين في دعم داعش كان تركيا، متسائلا عن المستفيد من وجود التنظيمات الإرهابية والتكفيرية والذي يتحرك بحجة الأمن القومي ضد حزب العمال الكردستاني، وأضاف: "كم نقطة عسكرية تركية موجود حتى الآن في شمال العراق."

وشدد على أن الحلم التركي في استعادة لواء الموصل وحلب ما زال قائما حتى اللحظة، داعيا إلى النظر إلى حجم ما يوضع في الميزانية التركية لحلب والموصل.

ولفت إلى أن أردوغان تم خداعه، ليس في الدور الذي يقوم به، بل بمسألة تقاسم النفوذ في المنطقة بين الكيان وتركيا، وأن تكون حلب والموصل لتركيا، رغم أنهما لن يكونا لتركيا، فقد أردوغان جزءا أساسيا من المعادلة على الصعيد التكتيكي، لكن استراتيجيا يتم استخدامه الآن كطعم كما استخدم في البداية حينما دخل واشترك في الأحداث التي دمرت سورية والعراق والمنطقة، والآن يتم استخدامه مرة ثانية لأنهم يقولون له بأن هناك تقاسم نفوذ فالموصل وحلب لتركيا، فيما الحقيقة أن إسرائيل الكبرى تقوم على شيء أساسي واحد هو كردستان الكبرى الذي هو خط أحمر تركي.

وأشار الإعلامي محمد الحمد إلى طلب أردوغان اللقاء مع الرئيس بشار الأسد في الفترة الماضية، مفترضا أن هذا اللقاء قد حصل وحدثت هذه العملية الحالية، وقال: "في هذه الحالة ستكون الحجة التركية التي يقولها الآن بأن لا علاقة لتركيا بما يحدث حجة قوية، لكن النظرة العميقة للرئيس الأسد دفعته لعدم بلع الطعم حينها، فالاستعداد لهذه العملية التي حدثت في سورية ليست وليدة استعدادات لأسابيع وشهر وشهرين، وإذا عدنا للتاريخ وجدنا إلحاحا تركيا لطلب هذا اللقاء فيما الاستعدادات منذ ستة أشهر على الأقل.

وأوضح بأن الطائرات الأمريكية الكبيرة التي كانت تحمل السلاح لقواعدها زادت طيلة الفترة الماضية، وأسلحة المسلحين هي أسلحة نوعية تركية أمريكية وآلاف الطائرات المسيرة قد استخدمت، مضيفا: "عندما تهاجم مدينة مثل حلب ب 60 ألف مسلح دفعة واحدة ومزودين بأسلحة نوعية جدا، على بعض أفواج الجيش السوري الذي عانى ما عاناه طوال سنوات الحرب مع التنظيمات الإرهابية، وفي الوقت الذي تقاتل فيه جبهة المقاومة على أكثر من جبهة، وبدلا أن تنتظر الإسناد من الذين يدعون الإسلام والإنسانية تتلقى الطعن من الظهر كما حصل الآن"، معتبرا بأنه لولا الإمارات والسعودية ولولا تركيا لما بقي الكيان بعد طوفان الأقصى.

ورأى الحمد بأن ترامب لا يريد بقاء القوات الأمريكية في سورية ولكن هذا يكون بعد أن تسيطر الأدوات الأمريكية أو يسيطر الكيان على المنطقة، مضيفا لا أحد يتصور بأن تقديم التنازلات والمرونة يجنبوه الخطر، وربما قد يتم تجنب الخطر وقتيا لكي يحقق العدو أهدافه ثم يأتي لتحقيق أهدافه الكاملة، فالعدو لن يقبل إلا بإسرائيل الكبرى في المنطقة."

الجنوب السوري هو الخطر الأكبر

وأشار إلى أن الخطر الأكبر في سورية هو قضية الجنوب السوري، لأن العدو ينتظر الآن لما يحدث في الجبهة الشمالية مع التنظيمات الإرهابية وغيرها، فإن تقدمت هذه التنظيمات سيحاول مواصلة الدعم كما هو عليه، وإن تأخرت وشعر بتراجعها سيتم فتح الجبهة الجنوبية.

وتابع قائلا: "ليس بالضرورة أن يقوم الكيان بذلك وإنما يقوم بها الأردن، ولو بشكل غير مباشر كما هو الحال مع تركيا التي تدعم وتخرج لتقول ليس لنا علاقة بما يحدث، ففي الأردن مركز للناتو، وقاعدة التنف المشتركة وآلاف جنود المارينز الأمريكيين، واحتضان لمجاميع مسلحة وتنظيمات من الممكن أن تتحرك، وهناك أدوات حتى داخل الدولة السورية يراد لها أن تتحرك في ساعة صفر معينة."

تقسيم سوريا هو الهدف

وتحدث عن أن الهدف في سورية هو تقسيمها، وأن ليس من الضروري بسط هيمنة الكيان عليها بل يريدون نظاما كالأنظمة الحالية في المنطقة، وهنا تبقى سطوة الكيان موجودة وهذا لا يتنافى مع إسرائيل الكبرى، فكثير من الأنظمة العربية محكومة بقرار الكيان الصهيوني.

سقوط حلب والجيش السوري يبدأ الهجوم المضاد

ويذكر أن هيئة تحرير الشام جبهة النصرة سابقا، والفصائل المتحالفة معها والذين يسيطرون على مناطق في شمال غرب سورية، قد أعلنوا يوم الأربعاء الماضي، شن عملية عسكرية ضد الجيش العربي السوري ومناطق سيطرة الحكومة السورية، وأثار تزامن توقيت هذا الهجوم مع بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، الكثير من الشبهات حول طبيعته وأهدافه، وسط اتهامات لهذه التنظيمات بتلقيها الدعم والتعليمات من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية.

ومن جهته أكد الجيش السوري في بيان له السبت الماضي، تمكن التنظيمات الإرهابية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب، مشيرا إلى قيامه بإعادة انتشار استعدادا للهجوم مضاد، ومع بدء التعزيزات العسكرية السورية بالوصول تباعا إلى ريف مدينة حماة التي تمكن المسلحون من السيطرة على مناطق في ريفها الشمالي، بدأ الجيش السوري منذ صباح الأحد استرجاع العديد من المناطق لتأمين حماة، والبدء بعملية عسكرية لاسترجاع المناطق التي خسرها في هذا الهجوم الكبير.