الجيش الهندي يستعرص الدبابة T-90 Bhishma Mk-3 المحسّنة: خطوة نحو تعزيز القدرات الدفاعية

الدبابة T-90 Bhishma Mk-3 الهندية المحسّنة

في 7 أكتوبر 2024، حقق الجيش الهندي إنجازا مهما في تحديث قدراته الدفاعية مع إطلاق أول دبابة T-90 Bhishma Mk-3 المحسّنة بالكامل. يُبرز هذا التطور التقدم الكبير في ضمان جاهزية وحدات المدرعات ويُظهر تعزيز القدرات المحلية للحفاظ على وترقية المعدات الدفاعية الأساسية. حضر رئيس أركان الجيش، الجنرال أوبيندرا دويفيدي، حفل الكشف عن الدبابة، مُبرزا أهمية هذه المبادرة ضمن التحول المستمر لقوات الهند البرية.

جهود تحديث T-90 وتعزيز القدرة القتالية

تُعتبر جهود تحديث T-90 جزءًا من تعاون طويل الأمد مع روسيا. تمثل دبابة T-90 Bhishma Mk-3، المعروفة بمدفعيتها القوية ودروعها المتقدمة، تحسينا كبيرا في جاهزية الجيش الهندي للقتال. تتضمن النسخة المحسّنة Mk-3 أنظمة استهداف متطورة، ميزات بقاء محسّنة، وحركة مُعزّزة. يُلاحظ أن الدبابة T-90 Bhishma Mk-3 تحتوي على مستوى عالٍ من المحتوى المحلي، حيث تم تحقيق 83% من المكونات المُصنّعة محليا، مع محرك محلي بالكامل. يعكس هذا الجهد التزام الهند بتقليل الاعتماد على الواردات الدفاعية الأجنبية وتعزيز الاكتفاء الذاتي في التكنولوجيا العسكرية.

الخصائص الفنية للدبابة

تُدار دبابة T-90 Bhishma Mk-3 بواسطة محرك ديزل V12 يولد قوة 1,130 حصانا، مما يسمح بسرعة قصوى تصل إلى 60 كم/ساعة ومدى 550 كم. تزن الدبابة 50.7 طن، وقد تم تصميمها لتكون قوية ورشيقة في ساحة المعركة. تشمل تسليحها مدفعا رئيسيًا من عيار 125 مم 2A46M-5 مع مُحمّل آلي، ومدفع رشاش 7.62 مم، ومدفع مضاد للطائرات 7.62 مم يتم التحكم فيه عن بُعد كخيار. تستطيع الدبابة حمل 42 قذيفة من عيار 125 مم و3,000 طلقة من عيار 7.62 مم، وتحتوي على 12 قاذفًا للقنابل الدخانية على البرج لتوفير الحماية.

أنظمة الرؤية والدفاع

مزودة بنظام رؤية حراري تم تطويره بواسطة DRDO وBharat Electronics Limited، يمكن للدبابة اكتشاف الأهداف على بُعد يصل إلى 8 كم، سواءً في النهار أو الليل. يمتلك جهاز قياس المدى بالليزر مدى يصل إلى 5 كم. تشمل نظام التحكم في النيران جهاز كمبيوتر باليستي رقمي لتعزيز الدقة في ظروف بيئية متغيرة، بينما يسمح نظام تتبع الأهداف التلقائي بالاستحواذ على الأهداف بشكل أسرع وأكثر دقة.

أنظمة الحماية والبقاء

للحماية والبقاء، تستخدم الدبابة T-90 Bhishma Mk-3 دروعًا تفاعلية متفجرة من نوع Kontakt-5، مما يوفر دفاعا مُعززا ضد المقذوفات والصواريخ المضادة للدبابات. كما تحتوي على نظام الحماية النشط Saab LEDS-150، مما يعزز البقاء ضد التهديدات الحديثة، بالإضافة إلى أنظمة حماية ضد التهديدات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية (CBRN).

عملية التحديث والتعاون مع روسيا

تمت عملية التحديث في ورشة العمل الأساسية للجيش 505 في كانتون دلهي، وشملت تفكيك الدبابة بالكامل، حيث تم فحص كل مكون بعناية وإعادة بنائه واختباره. تم تفكيك وإعادة تجميع أكثر من 200 مجموعة فرعية باستخدام تقنيات دقيقة ومعدات متخصصة من المُصنّع الروسي الأصلي. استُفيدت من الخبرة الفنية لفرقة المهندسين الإلكترونيين والميكانيكيين (EME)، مما يضمن جاهزية الدبابة T-90 عبر التضاريس المختلفة.

أهمية التحديث والابتكار

أشاد الجنرال دويفيدي خلال الحفل بالتقنيين والضباط في EME على مهاراتهم وتفانيهم في تجديد هذه الدبابات، مُبرزا الدور الحيوي للتدريب المستمر والابتكار. يتماشى هذا الجهد في التحديث مع مبادرة "عقد التحول" للجيش، التي تهدف إلى تعزيز القدرات التشغيلية باستخدام الحلول المحلية والخبرة. يُبرز هذا الاستراتيجية نية الهند للحفاظ على التفوق التكنولوجي وتأمين استدامة منصات القتال الخاصة بها دون الاعتماد المستمر على الدعم الأجنبي للصيانة والترقيات.

تطوير دبابة زوراوار الخفيفة

بجانب هذا التحديث الكبير، يقوم الجيش الهندي أيضًا بتطوير معدات جديدة، بما في ذلك دبابة زوراوار الخفيفة. تم تصميمها للاستخدام السريع في المناطق الجبلية، وقد خضعت زوراوار مؤخرًا للاختبارات في ميدان رماية ماهاجان بالقرب من بيكانير. تم تطوير هذه الدبابة التي تزن 25 طنًا خلال عامين من قبل منظمة بحوث الدفاع والتنمية (DRDO) بالتعاون مع شركة لارسيت وتوبرو في إطار مشروع زوراوار، وهي تهدف إلى تلبية متطلبات الجيش للعمليات عالية الحركة في المناطق المرتفعة، مع تخطيط لإنتاج أول دفعة من 354 وحدة. ستستمر التجارب، بما في ذلك إطلاق الصواريخ، حتى يناير 2025 قبل التقييم الواسع النطاق من قبل الجيش، مع توقع الإدخال في الخدمة بحلول عام 2027.

تُظهر عملية التحديث الناجحة للدبابة T-90 Bhishma Mk-3 وتطوير دبابة زوراوار الخفيفة الجهود المستمرة للجيش الهندي لتعزيز وتحديث قدراته الدفاعية. تعكس هذه المبادرات التزاما بتعزيز الاكتفاء الذاتي في صيانة الدفاع والتكنولوجيا، بينما تستعد لمواجهة تحديات تشغيلية متنوعة.