أكدت الكاتبة السياسية إيناس كريمة بأن الإسرائيلي لم يحقق شيئا من أهدافه التي أعلن عنها في بداية الحرب على غزة، وأن حربه الممتدة منذ 11 شهرا تمثل إنجازا كبيرا للمقاومة التي تقوم باستنزافه، مشددة على أن العدو مردوع في لبنان.
وجاء ذلك خلال مقابلة على موقع Lebanon ON في يوتيوب مع الإعلامي مارون يمِّين، الذي وجه إليها سؤالا يتمحور عن الحديث الدائم عن الفشل الإسرائيلي وأنه هزم بسبب عدم تحقيقه للأهداف التي وضعها، في الوقت الذي لم تتمكن فيه حماس أيضا من تحقيق أهدافها التي وضعتها، ووصل سقف المفاوضات اليوم إلى طلب وقف إطلاق النار فقط، في حين يعتبر البعض صمودها فقط هو انتصار؟
وفي إجابتها اعتبرت إيناس كريمة بأن هناك خطأ في السؤال لأن مطالب حماس واضحة في المفاوضات وهي وقف إطلاق النار والانسحاب من القطاع وتبادل الأسرى، وموضوع الانسحاب من القطاع المحاصر منذ ١٨ عاما له أهمية بالغة ويعتبر مطلبا أساسيا منذ ٧ أكتوبر، وهم مازالوا متمسكين به ولم يتراجعوا عنه، وثانيا الحرب لم تنتهي بعد حتى نقول بأن حماس لم تحقق شيئا، مشيرة إلى أن الإسرائيلي هو الذي رفع سقف مطالبه ولم يحقق منها شيئا، بل على العكس ينتكس كل يوم أكثر، رغم أنه يستعين بكل الكوكب كي يقاتل معه بكل المقدرات العسكرية لهذه الدول، بينما حماس مستعينة بجبهات إسناد لا أكثر ولا أقل، ولهذا لا يجوز المقارنة بين حماس وإسرائيل أبدا.
وحول كلامها الدائم عن هزيمة الإسرائيلي، أكدت كريمة عليه لأن الإسرائيلي يحارب منذ ١١ شهرا وهذا إنجاز كبير جدا، فالإسرائيلي ليس معتادا على النفس الطويل بالحروب، وكنا نقول دائما أن الإسرائيلي صاحب المعركة الخاطفة، والآن ١١ شهرا وحماس تقوم باستنزافه بالداخل الفلسطيني بداخل غزة واليوم رأينا الضفة أيضا، وهناك جبهات الإسناد، فهذا كله استنزاف، فعندما نتكلم عن النتيجة نجد أن الإسرائيلي لم يستطع تحصيل شيئا من أهدافه منذ ١١ شهرا، حتى الأسرى الذين ذهب لتحريرهم قام بقتلهم، والداخل الإسرائيلي لديه مشاكل كثيرة، ونتنياهو لا يملك الكثير من الخيارات.
وعن موضوع العودة إلى 6 أكتوبر بعد كل ما جرى، وماذا سيكون موقف الداعمين للقضية الفلسطينية من هذا الأمر، أوضحت كريمة بأن أي عودة إلى 6 أكتوبر تعني أن الفلسطيني سينفذ 7 أكتوبر جديد وعلى إسرائيل التحضر لذلك، فلا عودة لـ 6 أكتوبر، فهناك شروط للمقاومة ستمضي بها للنهاية، أو سيكون هناك تصعيد سيقوم به نتنياهو الذي يريد الحرب وسيهلك بها ولن يكون المنتصر في النهاية، فلا عودة إلى 6 أكتوبر.
وشددت على أن الضفة الغربية لم تهدأ على الإطلاق، مبدية استغرابها من الذين يقولون بأن الضفة قد تحركت أخيرا، فهي لم تهدأ بل كان عليها تعتيم إعلامي من قبل العدو، فهناك عمليات استشهادية لم تتوقف والآن أصبح الضوء عليها أكثر، رغم أن الفورة التي حصلت في طوفان الأقصى لم تحدث في الضفة إلى أن الضفة لم تتوقف عملياتها أبدا، فالوضع منفجر في الضفة، ومن الممكن أن نرى الوحشية الإسرائيلية فيها أيضا، لأن نتنياهو يعتبر الضفة جزءا من الإمبراطورية الإسرائيلية التي يريدها، فمن الممكن كثيرا أن يقوم بتصعيد الوضع لرغبته بضم الضفة لمملكته الإسرائيلية العظمى، أما بالنسبة للمقاومة فالوضع منفجر.
إيناس كريمة تتحدث عن رد حزب الله على إسرائيل
وحول ما إذا كان الإسرائيلي قد استسلم عند جبهة جنوب لبنان بعد محاولته جر حزب الله في اغتال فؤاد شكر وضربة مجدل الشمس، أوضحت كريمة بأن الإسرائيلي لم يستسلم في أي جبهة بل زادت وحشيته بسبب الهزائم والانكسارات التي يتعرض لها، مذكرة بالضربة التي تلقاها من حزب الله على مركز وحدة ٨٢٠٠، هذه الضربة التي كانت قوية جدا، مشيرة باستغراب إلى أن الإسرائيلي اعترف بالضربة والبعض هنا لم يعترف بها، وأضافت بأن الإسرائيلي فتح جبهة الضفة بعد هذه الضربة، وليس هناك ما يمنعه من الرجوع إلى جبهة لبنان متى أراد فلديه قوة تدميرية كبيرة، لكنه في الوقت ذاته مردوع وهو يعدُّ إلى العشرة قبل أن يفكر باجتياح لبنان فلم يعد كما في السابق.
وردت كريمة على من ينكر وجود معادلة الردع في ظل قدرة الإسرائيلي على تنفيذ عمليات الاغتيال والوصول لقلب البقاع وقلب الضاحية الجنوبية، مبينة بأن هذه حرب وما يفعله الإسرائيلي يجري الرد عليه وعندما يرد الإسرائيلي يخشى أن يوسع أكثر، فما زال يلعب ضمن القواعد المفروضة عليه، لافتة إلى أن مشكلتنا هي أننا نرى الأمر من الخارج ونسأل "وين مردوع"، فالمقاومة هي من تقرر ذلك فهذه حسابات المقاومة حسابات الميدان وليست حساباتنا.
وفيما يخص عدم فهم خطابات السيد حسن نصر الله حينما تكلم عن توسيع الجبهة إذا تم اجتياح غزة بريا أو دخلوا إلى رفح ولم يحصل شيء، وعندما تحدث بمعادلة مدني مقابل مدني أيضا لم ينفذ ذلك، أوضحت كريمة بأن هناك تطورات بالحرب دائما وهناك مفاوضات، وهناك أمور تحدث تجعل الخطاب يتراجع أو يتقدم، وليس معنى ذلك أنه ليس الوعد الصادق، فالوعد الصادق أثبت نفسه مرارا منذ عام 2000 وحتى ما قبل ذلك بكثير، لكن الموازين تتغير قليلا بحسب تطورات الميدان وبحسب المفاوضات الحاصلة، وبالنهاية هي حرب مفتوحة كجبهة إسناد لغزة وليست جبهة تحرير، فالمقاومة الفلسطينية قامت بعملية طوفان الأقصى وفق حساباتها وطلبت الدعم من جبهات الإسناد فلبت الجبهات هذا الطلب وهم يقدمون ما يستطيعون القيام به، لأنه لهم أيضا حسابات فلديهم الداخل أيضا ماذا يفعلون به، ولو أراد السيد نصر الله أن يمشي على رأي الجمهور كنا دخلنا حربا من زمن.
واعتبرت كريمة بأن الكلام عن أن السيد نصر الله هو الذي يتكلم بالمعادلات، وأن المفاوضات هي على دم الشهداء الذين سقطوا، ومن أجل مصالح بين إيران وأمريكا وتقاطع نفوذ في المنطقة، هو ليس كلاما بل أجندة وليس تحليلا بل تحفيظا وهو فقط كي يرد الآخرون عليه، فالسيد نصر الله له الحق أن يتكلم كما يريد فهذه حربه، أما الشهداء فهم ارتقوا ولم يسقطوا، أما التفاوض على دماء الشهداء فيمكننا أن نسأل أهل الجنوب إن كانوا يتكلمون هكذا، فمن ارتقى شهيدا هم شباب الجنوب، فعلى الطرف الآخر أن يوقف المزايدات، وفيما يتعلق بتسويات مع إيران ومع أمريكا فلا يجوز هذا الكلام، لكن يجب الانتباه إلى أن هناك تنسيق بين كل المقاومات والجبهات المفتوحة وهناك وحدة عمليات لتنسيق الخطوات المتبعة.
وعن موقفها في حال اشتعال الضفة الغربية إن كانت مع جبهة إسناد في جنوب لبنان باسم دعم الضفة الغربية، أكدت كريمة بأن جبهة الإسناد سيكون لها أهمية أكبر في هذه الحالة ويجب أن تتضاعف جهود جبهة الإسناد دفاعا عن فلسطين.
ماذا فعلت جبهة لبنان في إسناد غزة؟
وردا على سؤال عما فعلته جبهة إسناد لبنان لغزة، أبدت كريمة استغرابها من السؤال عما فعلته هذه الجبهة، بعد 11 شهرا من المفاوضات على خط لبنان لإغلاق الجبهة الجنوبية، متسائلة: لماذا إذا هذه المفاوضات، وأشارت إلى وجوب سؤال المقاومة الفلسطينية عما فعلته جبهات الإسناد، وضرورة الرجوع إلى خطابات وبيانات حماس والمقاومة في غزة لمعرفة ما فعلته جبهات الإسناد.
وفيما يخص بعض الأصوات الفلسطينية التي تسأل أين اليوم جبهة الإسناد، رأت كريمة بأن الفلسطيني يمكن أن يقول ما يشاء، وهذا لا ينطبق على اللبناني الجالس على البحر ويكتب منشورا عن هذا الأمر، فالفلسطيني تحت النار، وإن لاحظنا الخطاب الفلسطيني تارة يقول ماذا فعلت جبهة الإسناد وتارة أخرى يشكر المقاومة في لبنان، لأنهم موجوعون ولا تستطيع أن تلوم هؤلاء الناس، فما يشاهده الفلسطينيون نحس به لكننا لا نعيشه مثلهم، فيجب مسامحة الفلسطيني على كل غضبه، وبعد الحرب سيظهر ماذا فعلت جبهات الإسناد وكيف وقفت إلى جانب غزة.
إيناس كريمة: المقاومة تستزف العدو والإسرائيلي يبحث عن مشهد الانتصار
وحول رؤيتها لشكل الانتصار، أشارت إلى أن المقاومة تتقدم بالنقاط على العدو الإسرائيلي، وتقوم باستنزاف كبير له، لافتة إلى تقرير لصحيفة إسرائيلية تبين بأنهم اعترفوا بالقتلى بعد ٣٠ سنة، فهم الآن لا يقدرون على إخفاء القتلى بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، وأضافت بأن المقاومة تعترف بشهدائها والعدو يخشى من ذكر عدد قتلاه وهناك رقابة على هذا الأمر.
ورأت كريمة بأن خسائر إسرائيل العسكرية والاقتصادية والبشرية والهجرة التي حصلت هي أيضا انتصار لنا، وما يجري في الداخل الإسرائيلي هو خسائر لهم، والفورة على نتنياهو حينما يقومون برفع صورته ويكتبون له يداك ملطختان بالدم هي خسائر لهم أيضا، فالمقاومة في لبنان وغزة ليست مستعدة أن تعطي صورة انتصار فإما أن تحقق الانتصار أم لا، أما الإسرائيلي هو الذي يبحث عن مشهد الانتصار.
وتوقعت كريمة حصول حلحلة وأن لا يستمر الوضع هكذا ولو طال قليلا، وأن الانتخابات الأمريكية ستكون نقطة فاصلة حاسمة، داعية الذين يتحدثون عن واقع غزة الصعب "في إشارة إلى من يتعمد إظهار صورة المعاناة لضرب فكرة المقاومة"، إلى أن يتركوا أهل غزة لأنهم أدرى بمصلحتهم، فالغزاويين يقول بأنهم سيكملون الطريق إلى النهاية إما النصر أو الاستشهاد، وهم يقودون عملية تحرير وطني ومن حقهم أن يعيشوا في بلد حر.
ورفضت إيناس كريمة الحديث عن أن حماس قد ورطت حزب الله بهذه المعركة، مبينة أن حزب الله فتح معركة إسناد بصفة مقاومة تتمتع بالشرعية ودعما لغزة وردعا للعدو الإسرائيلي، وقد دخل بإرادته، مذكرة بتصريح لرئيس الحكومة اللبنانية في بداية المعركة قال فيه بأنه يعول على حكمة حزب الله، وحزب الله دخل المعركة بحكمة ووعي ويعلم متى يضرب ومتى لا يضرب وهذا انتصار.
إيناس كريمة: حماس والشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ
وحول ما إذا كانت حماس قد كانت جاهزة فعلا لمعركة طوفان الأقصى، لفتت كريمة إلى أن حماس هي في المعركة منذ 11 شهرا وما تزال صامدة، مستغربة الحديث عن حماس وفصلها عن الشعب الفلسطيني وكأنها دولة أخرى دخلت لتحرر فلسطين، مشددة على أن حماس هي الشعب الفلسطيني، والمقاومة في الجنوب هي الشعب الجنوبي، فلو استطاع الشعب الفلسطيني كله التطوع في المقاومة لقام بذلك، فحماس والمقاومة بشكل عام والشعب الفلسطيني جزء لا يتجزأ.
وتعقيبا على قولها بأن الفلسطينيين مع المقاومة وفي جنوب لبنان الجنوبيين مع المقاومة، تساءلت كريمة عن عدد الذين ليسوا مع المقاومة، ورأت بأن ٩٠ بالمئة مع المقاومة، مشيرة إلى أنها لا تريد احتكار أو مصادرة قرار العشرة في المئة الذين لا يريدون الحرب، لكن هذه الحرب وفق قولها كانت آتية لا محالة، وكل خطابات الإسرائيلي كانت تقول بأنه سيذهب إلى الشمال في لبنان، ومنذ 7 أكتوبر أصبح واضحا بأن هناك توجه نحو الجبهة الجنوبية، فهناك حسابات والمقاومة لها حساباتها وهي تعلم بحسب كل المؤشرات والخطابات الإسرائيلية والتبديلات العسكرية التي حصلت على الجبهة أن هناك ضربة قادمة على لبنان، فعمدت إلى ردع العدو قبل أن يبدأ.
وعما إذا كان من الممكن اعتبار أن مخاطر الحرب الكبرى في المنطقة قد انتهت، رأت كريمة بأن أسهم الحرب دائما ومنذ السابع من أكتوبر ترتفع وتهبط، ومازال نتنياهو يحاول الدفع إلى الحرب وجر الولايات المتحدة إليها، وهو ينتظر الآن نتائج الانتخابات الأمريكية، مبدية اعتقادها بأن لا شيء يلغي احتمالية الحرب، فالحرب قائمة في أي لحظة يتهور فيها نتنياهو.
إيناس كريمة: المقاومة خطاب وطني وليست خطابا شيعيا
وفي سياق منفصل وجه الإعلامي مارون سؤالا حول مواقف إيناس كريمة على منصة إكس، وإن كانت مجبورة بالخطاب الشيعي، فتساءلت كريمة ساخرة عن معنى ذلك، وإن كان يعني أنهم يضعون مسدسا برأسها أو يضعون لها شريحة إلكترونية لتفجيرها إن لم تتكلم مثلهم.
وأكدت كريمة بأن المقاومة ليست خطابا شيعيا، بل المقاومة هي خطاب وطني، مشيرة إلى أنها قد يكون لها تحفظات على أن البعض من بيئة المقاومة يريد إلزامك بإيران، وهذا لا ينطبق على قيادات المقاومة المعروفة باتزانها وحكمتها، موضحة بأنها لديها مشكلة مع النظام الإيراني لكن إيران تدعم المقاومة بهدف قتال إسرائيل.
وحول سبب قيام إيران بالقتال بعضلات غيره حماس وحزب الله، أوضحت كريمة بأن حماس تقاتل بعضلاتها وهي الي فتحت المعركة، وأن إيران ليست مضطرة للقيام بأكثر مما تقوم به، فلهم عليها حق بالدعم العسكري بالدعم والتمويل بالسلاح.
وعن تصريح السيد نصر الله مؤخرا عن تحييد إيران وسوريا عن الدخول بالنار في هذه المعركة، وتقديمه مثال عن سورية بقوله أن فيها مشاكل داخلية، أيدت كريمة هذا الموقف معتبرة بأن الدول محيدة وهناك مقاومات متاحة.
إيناس كريمة: الحرب في الجنوب ستحل الأزمة الاقتصادية في لبنان
وحول انطباق هذا الأمر على الداخل اللبناني وقدرته على خوض المعركة في ظل الأزمة المالية، تساءلت كريمة عما سيحصل في هذه الأزمة من دون الجبهة الجنوبية، وكيف سيتم حل الأزمة الاقتصادية إن تم إغلاق الجبهة الجنوبية، معتبرة بأن الحرب هي التي ستحل الأزمة الاقتصادية وستجعل أمريكا ترفع أيديها عن لبنان، فهذا الحصار بسبب الأمريكان وليس بسبب الطرف الثاني، وبالتالي الانتصار بالحرب سيفرض على طاولة المفاوضات شروطا، وبالتالي الحرب هي التي ستحل الأزمة الاقتصادية في البلاد.
وعن نظرة البعض إلى أن هذه الجبهة فاقمت الأزمة الاقتصادية، وتضرر مساحات شاسعة بسبب الاعتداءات بالفوسفور والتي تحتاج خمس سنوات لتعود قابلة للزراعة في المناطق الجنوبية والتي تشكل الجزء الكبير من الاكتفاء الذاتي في لبنان، أصرت كريمة على ضرورة سؤال الجنوبيين عن رأيهم بالأراضي التي تدمرت، ورأي 90 بالمئة من الجنوبيين بأن هذا فدا المقاومة لأنهم ضد إسرائيل، مشيرة إلى أنه في 2006 تم إعمار كل ما تهدم، والآن سيتم إعادة إعمار كل شيء مثل ما كان وبدعم عربي.
إيناس كريمة تعلق على رفع صور قيادات فلسطينية وإيرانية على طريق المطار
وفي جانب آخر سأل مارون عن سبب عدم مشاهدة إيناس كريمة في مقاطع الفيديو التي تظهر أناس من الداعمين للمقاومة ومن خارج الطائفة الشيعية وهم يقومون بزيارة الحسينيات خلال مجالس عاشوراء، لترد إيناس بالتأكيد على أن الجميع لن يراها في مثل هذه المشاهد أبدا، وليست معترضة على الأشخاص الذين يقومون بذلك، فهذه قناعاتهم وتوجهاتهم الفكرية والعقائدية وهم أحرار ولا دخل لها بهم أبدا، أما هي فلديها قناعات سياسية معينة، فهي خلف المقاومة في لبنان، وليس لديها خلط مذهبي مع فكرة المقاومة، قائلة: "كي أكون مع المقاومة لا أريد تقديم الطاعة والولاء لأي طائفة ولأي مذهب".
وردا على سؤال إن كانت تقبل انطلاقا من هذا الموقف الوطني، بصور قيادات إيرانية أو صور قيادات فلسطينية أحياء أو شهداء موجودين على كل طريق المطار، معبرة عن قبولها بصور القيادات الفلسطينية لأن فلسطين هي قضية عالمية، وأبدت اعتقادها بوجوب عدم انزعاج اللبنانيين من صورة اسماعيل هنية على طريق مطار بيروت لأن الذي يرفع العلم الفرنسي ببعض المظاهرات يفترض ألا ينزعج من صورة اسماعيل هنية.
وتساءلت كريمة عن سبب عدم الانزعاج من صورة تشي جيفارا مثلا، هل لأنه يشبه شخصيات غربية، أما إسماعيل هنية فشخصيته عربية جدا، مشيرة إلى أن البعض انزعج حتى من صورة الرئيس الإيراني رغم أن الصورة كانت لفتة، فهو لم يتوفى نتيجة صراع، فما هي المشكلة إن وضعوا صورته وفي طرابلس رفعوا صورة الملك سلمان ولم أنزعج فالسعودية لها الكثير على لبنان، وقالت بأنهم إن أرادوا إزالة صورة هنيه والرئيس الإيراني فليزيلوا أيضا صورة الملك سلمان، فإن كانوا حزينين من أي علم يرفع في لبنان فعليهم أن يخففوا رفع الأعلام هم أيضا، فلبنان هو البلد الوحيد التي ترفع فيها اعلام جميع الدول وكأننا في مونديال، فكلما فعلت قطر شيئا شكرا قطر ونرفع العلم القطري، ثم نرفع العلم التركي، ثم نرفع العلم السعودي، والعلم الفرنسي، وهذا غير الأعلام الحزبية، فلتقم الدولة بواجباتها وتزيل جميع الصور من طريق المطار وتزيلها أيضا من كل لبنان، ولتقم بسن قوانين تمنع رفع أي علم في لبنان إلا العلم اللبناني مع العلم الفلسطيني تضامنا مع هذه القضية الإنسانية والأخلاقية.