اكتشاف الأسس الجينية لتحسين جودة التوت
توصل العلماء إلى كشف رائد حول الأسس الجينية التي تتحكم في محتوى الأنثوسيانين في التوت، وهي مركبات حيوية تلعب دورا هاما في لون الفاكهة وقيمتها الغذائية. قام الباحثون بتحليل نوعين من أصناف التوت وحددوا الاختلافات الجينية الرئيسية التي تؤثر على تراكم الأنثوسيانين، مع التركيز على دور جين MaVHAG3 في هذه العملية. هذه النتائج تمهد الطريق لتعزيز صفات التوت من حيث اللون والقيمة الغذائية.
أهمية الأنثوسيانين في التوت
تشتهر ثمار التوت بألوانها الزاهية وقيمتها الغذائية العالية، ويُعرف الأنثوسيانين، وهو الصباغ الرئيسي في التوت البنفسجي، بخصائصه المضادة للأكسدة وفوائده الصحية للإنسان. ومع ذلك، كانت محاولة فهم الأساس الجيني لتنظيم الأنثوسيانين في التوت أمرًا معقدًا بسبب الطبيعة الجينية المعقدة لهذه الفاكهة، ما يبرز الحاجة إلى دراسات أعمق لفهم وتحسين صبغة التوت.
تحليل الجينوم لأصناف التوت
في 23 أبريل 2024، نشر باحثون من جامعة ساوث ويست في تشونغتشينغ، الصين، دراسة محورية في مجلة Horticulture Research، حيث قاموا بإنتاج تجميعات للجينوم لكلا النوعين ‘Zhongsang5801’ و ‘Zhenzhubai’، اللذين يختلفان في محتوى الأنثوسيانين. كشفت هذه الدراسة عن آليات جينية رئيسية تؤثر على محتوى الأنثوسيانين، ما يفتح الباب أمام تحسين الجينات لأصناف التوت.
أنماط جينية واستقلابية متعلقة بلون الفاكهة
من خلال مقارنة بيانات الجينوم والتعبير الجيني خلال مراحل تطور الفاكهة، وجد الباحثون أن الصنف ZS5801 يحتوي على مستويات أعلى بكثير من الأنثوسيانين مقارنة بالصنف ZZB. وبرز جين MaVHAG3 كعنصر أساسي في تراكم الأنثوسيانين. كما كشفت الدراسة عن اختلافات في جينات الفلافونول سينثاز وديهيدروفلافونول 4-ريدوكتاز، والتي تؤثر على مسارات تصنيع الأنثوسيانين.
تأثير الدراسة على الزراعة والصناعات الغذائية
أشارت الدكتورة أيشون تشاو، المؤلفة المشاركة، إلى أن "بحثنا يوفر فهمًا شاملاً للآليات الجينية والجزيئية التي تتحكم في محتوى الأنثوسيانين في التوت". وأكدت أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو تطوير أصناف جديدة من التوت بصفات غذائية وجمالية محسنة. وتُعتبر تجميعات الجينوم عالية الجودة التي أُنتجت في هذه الدراسة مصدرا قيما للبحث المستقبلي وبرامج تربية النباتات.
تفتح هذه الدراسة المجال لمزيد من الأبحاث حول المحاصيل الأخرى، مع إمكانية تطبيق هذه النتائج على نطاق أوسع في مجالات الزراعة والتكنولوجيا الحيوية. وبفهم الأسس الجينية لمحتوى الأنثوسيانين، يمكن تطوير أصناف فواكه ذات قيمة غذائية أكبر وجاذبية تسويقية محسنة، ما يعزز من جودة المنتجات الزراعية ويقدم فوائد صحية للمستهلكين.