أوضحت الصحفية الميدانية في جريدة الأخبار أمال خليل، الواقع الحقيقي في جنوب لبنان، كاشفة وبالأرقام عن حجم التدمير الحاصل في القرى الجنوبية بفعل العدوان الإسرائيلي.
وجاء ذلك خلال مقابلة في برنامج هنا بيروت على قناة الجديد، تحدثت به عن وصفها للمشهد في الجنوب وإن كان فعلا يخلو من أي شخص بعد ما قاله سمير جعجع عن عدم وجود أي شيء في الجنوب لا بشر ولا حجر ولا أراض يقدرون على استصلاحها، وقالت آمال خليل بأنهم بموقع جريدة الأخبار يوثقون بالصورة والصوت الواقع في الجنوب لنثبت أن الجنوب لم يخلو مئة بالمئة ولكن بحكم الظروف وتصاعد العدوان الإسرائيلي والاستهداف المتعمد للمدنيين أجبر غالبية الناس على القرى الحدودية على النزوح ولكن لايزال هناك بعض المدنيين والمزارعين يقومون بعملهم، مشيرة إلى وجود حملة تشويش متعمدة، حيث هناك بالتأكيد حجم دمار كبير ولكن بالمقارنة مع عدوان تموز 2006 ليس كبيرا.
وأضافت: "إن كنا نريد التكلم بالأرقام فقرانا الجنوبية كبرت كثيرا بعد عدوان تموز وتمددت عمرانيا وأصبحت مزدهرة اقتصاديا وزراعيا وهذا بفضل المقاومة التي فرضت الاطمئنان لدى الناس حتى أصبحوا يعمرون على الشريط الحدودي، نسبة كبيرة من البيوت المدمرة ملاصقة للشريط الشائك، في حولة وبناء الجبل وبليدا توجد قرى تحتل المرتبة الأولى بالدمار نتكلم عن طير حرفه 60 بالمئة مدمرة هي تقع مباشره أمام المواقع الإسرائيلية بالقطاع الغربي والعدو استخدم معها سياسة الأرض المحروقة، وأيضا كفركلا 500 أو 600 منزل مدمر من أصل 3500 وعيتا الشعب والتي هي أيقونة أو رمز للتصدي للعدوان من أصل 6000 منزل ومحل أصبح هناك حوالي 700 غير صالحة للسكن، فمن يهول يقصد تدمير معنويات الجنوبيين وأن يقول لهم هذا ثمن مناصرة المقاومة.
وعن حقيقة وجود نقمة من أهل الجنوب على ما تفعله المقاومة وفتح هذه الجبهة المساندة لغزة على حساب مصالحهم، قالت خليل: "حكما هناك بعض الأصوات المعترضة على هذه الحرب لأنها تحولت إلى حرب استنزاف، هذه الأصوات لم نكن نسمعها عند بداية العدوان ولكن كلنا تعبنا مع طول أمد الحرب التي هي أطول حرب تخوضها إسرائيل بتاريخها لكن هذا لم يغير بوصلة أهل الجنوب فهم أكثر من دفع ثمن مجاورتهم لهذا الكيان الصهيوني وليس على أيام حزب الله وأيام المقاومة الفلسطينية وإنما من العشرينات والثلاثينات نحن نسمع من المزارعين ببليدا وبعيترون وبمارون الرأس كيف كانت العصابات الصهيونية على مزاجهم يهجروهم من قراهم، هؤلاء هم من يعرف قيمة المقاومة والأمن الذي فرضته المقاومة من 2006 إلى 2023، أهل الجنوب يعرفون أنهم مادام هذا الكيان موجود ومتجاورين معه سيعيشون بين هدنة وهدنة من 2006، وهذه أطول هدنة شجعت الجنوبين على الإعمار، ولكن أنا واكبت عودت الجنوبيين إلى قراهم في 14 آب 2006 منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، الناس عادت لبيوتها عملت خيمة حتى يتم إعادة إعمار منزلها.
رسائل إسرائيلية إلى سكان جنوب لبنان
وردا على سؤال عن كيفية تعامل الصحفيين مع ممارسة العدو الإسرائيلي للإرهاب الفكري النفسي إضافة للإرهاب الميداني بالتدمير والقتل، وما هو عامل الأمان لهم كصحفي هل هو الجيش اللبناني أم اليونيفيل، أوضحت خليل بأن العدو الإسرائيلي يجاهر بأن الصحافة عدو له مثل العسكر، وفي ١٣ أكتوبر تعرض زملائنا لأول اعتداء واستشهد الزميل المصور عصام عبدالله مصور رويترز وجرح آخرين في علم الشعب وفي ١٣ تشرين الثاني تعرضت أنا وزملائي الصحفيين في قناة الجديد والجزيرة لاعتداء بصاروخين من مسيرة عندما كنا نغطي المنازل المتضررة ببارون، وبعد أسبوعين تعرض زملاء بقناة الميادين لاعتداءات، وهدفت إسرائيل لترهيب الصحفيين وإجبارهم على التراجع، فبعض الزملاء من المؤسسات الدولية تراجعوا بحكم معايير السلامة وهناك الكثير من الزملاء صمدوا فهم شريك في هذا النصر وشريك في توثيق العدوان الإسرائيلي كلنا شركاء بفضح الجرائم الإسرائيلية، فعندما تقول إسرائيل أن كل ما تستهدفه هو هدف عسكري نحن نوثق بالصوت والصورة أن هناك منازل وحقول زراعية وأطفال ومسعفين من الدفاع المدني وعاملين باليونيفيل كلهم تم استهدافهم.
وتابعت بالقول: "أنا من الأشخاص الذين لم يتراجعوا، تعرضنا لاستهداف مباشر وغير مباشر وبعد أن يأس الإسرائيلي من تهجير الناس وترهيب الصحفيين بدأ يرسل رسائل لبعض المدنيين الموجودين بالجنوب أو العاملين باليونيفيل للتعامل معه، وأنا مؤخرا وصلتني رسالة من العدو الإسرائيلي وأبلغتها للجهات المعنية تتضمن أسمي وبعض المعلومات الشخصية عني تدعوني للمغادرة والتوقف عن التواجد اليومي والميداني في الجنوب.
وعن الحديث عن النصر المحتوم، وحديث بعض الأفرقاء الداخليين أنه ستكون هناك خسارة لحزب الله، فهل سيقدم حزب الله بعض الخسارات في نهاية المطاف، لفتت خليل إلى أن حزب الله واجه بعدوان تموز 2006 حرب كونية ووثائق ويكليكس لاحقا كشفت ما كان يتعرض له من أعداء الداخل والخارج ورغم ذلك المقاومة انتصرت بفضل الناس ولا أستطيع هنا الفصل بين الناس والمقاومة، فأهل الجنوب اعتادوا على التصدي كانوا ولا يزالون يخوضون حرب تثبيت الحقوق وهذا حقهم وهو بديهي بينما إسرائيل تخوض حربا وجودية.
وأشارت إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية والغارات العنيفة لم يؤثروا على منصات إطلاق الصواريخ وما زلنا نشاهد قدرة المقاومة على إصابة أهداف دقيقة كالعملية التي استهدفت قاعدة جليلوت ردا على اغتيال القيادي فؤاد شكر، وهناك الكثير من الخفايا لم تصرح عنها المقاومة وعن الخسائر التي منيت بها إسرائيل ولكن قريبا سنعرف مصير رئيس الوحدة 8200 الذي يقولون بأنه استقال ويمكن لاحقا أن نعرف شيئا آخر عنه، فكما صرح السيد حسن نصر الله في خطابه أن الأيام القادمة ستثبت ما قامت به المقاومة، وحكما سيكون هناك تصوير لهذه العملية لأن أغلب عمليات المقاومة عند الحدود مصورة وقامت بنشرها.
وعن سبب هذه الواش يواش التي استخدمها السيد حسن نصر الله، والهدف من عدم إظهار نتيجة هذه العملية رأت آمال خليل بأن للمقاومة حسابات استراتيجية ولكنها كانت جيدة لتكشف المشككين تجاه المقاومة، فهذه الأصوات شككت بالعملية وبقدرات المقاومة، بينما العدو الإسرائيلي جن يومها، فنحن للأسف لا نقرأ إعلام العدو، ومن خلال متابعتنا الميدانية عندما نشاهد حجم الغارات هذه نقول "جن الإسرائيلي مدري المقاومة شو عاملة فيه".
آمال خليل تكشف رسالة الرئيس بري إلى هوكشتاين
وحول دعوة البعض حزب الله للانسحاب من الجنوب وتسليم الجيش مهام أمن الجنوب، وإن كان الحزب سيصل لهذه المرحلة ونشاهد منطقه خاليه من السلاح عبر الالتزام ب١٧٠١، اعتبرت خليل بأن هذه نفس مطالبات إسرائيل، وما يحكى عن مفاوضات يقوم بها هوكشتاين فلا يوجد مفاوضات هذه مناورات ومنذ بداية العدوان نشهد مناورات تدور حول مطلب واحد فقط وهو نفس الطلب منذ اتفاقيه الهدنة عام ١٩٤٩ وكل الاتفاقيات الدولية وكل هم المجتمع الدولي هو إقامة منطقه عازلة على حدود الكيان الصهيوني وذلك بهدف إراحة بال إسرائيل، فلا أحد يتكلم عن أهل الجنوب وعن الانتهاكات الإسرائيلية والخروقات قبل هذا العدوان بل من عام 2000 لم تتوقف، وكل همهم إقامة منطقه عازلة ليريحوا إسرائيل وهذا الحلم لم يتحقق منذ ١٩٤٩ عندها لم تكن المقاومة تملك هذه القدرات، ولم يكن أهل الجنوب بهذه القوة، ثم لا نستطيع الفصل بين حزب الله والجنوب، فأبناء القرى هم حزب الله نلاحظ أن الشهداء معظمهم من الضيع الجنوبية، فمطلب إقامة المنطقة العازلة كتبت عنه بالأخبار والآن يقدموه بأشكال مختلفة تراجع حزب الله من ٨ إلى١٠ كيلو متر، وآخر الأفكار بأن مجلس الأمن يشكل قوة دولية موازية لليونيفيل تتولى الانتشار في منطقه جنوب الليطاني ويتم نشر الجيش اللبناني على غرار ماحصل بعد عدوان تموز عام ٢٠٠٦ ولكن سيحصل تشدد في تطبيق ال١٧٠١ وربما إصدار قرار جديد.
وكشفت الصحفية آمال خليل بأن هوكشتاين آتى إلى تل أبيب ولن يأتي إلى لبنان لأن الرئيس بري بعث له برسائل وأخبره أن لا يأتي إلى لبنان لأن موقفنا لم يتغير وإذا لم تحل مشكلة إسرائيل بفلسطين المحتلة وإذا لم يقدم لنا شيئا جديدا فالموقف ثابت وهو وقف العدوان عن غزة ونحن جبهة إسناد ولا نريد الحرب، وأضافت بأن بري وقياديين من حزب الله قالوا عن انسحاب حزب الله الى عمق عشرة كيلومتر بأنهم لا يستطيعون فصل أولاد القرى عن ضيعهم.
شكوك حول دور اليونيفيل في لبنان
وحول المخاوف الكبيرة من التصعيد على الجنوب إن كانت نتيجة فشل الحراك الدبلوماسي الحاصل من ١١ شهر أو نتيجة أن الإسرائيلي انحشر وأصبح يقول حتى لو أقفلنا الحرب بغزة سنتوجه إلى شمال فلسطين المحتلة، رأت خليل بأن إسرائيل محشورة منذ اليوم الأول في حربها على الجبهة الشمالية ولولا دعم بعض الدول العربية للأسف ودعم الدول الغربية كانت إسرائيل أوقفت حربها منذ اليوم الأول فالذين يعطون جرعات الأوكسجين إلى إسرائيل هم بعض الدول العربية والمجتمع الدولي من أمريكا إلى بريطانيا وفرنسا واليونيفيل التي تلعب دورا أساسيا بدعم إسرائيل سواء قصدت أو لم تقصد، فالمقاومة استهدفت أجهزة التجسس والرصد ووجدنا هناك أطراف آمنت هذا البديل بالرصد وبالرؤية إلى العدو الإسرائيلي وهنا تطرح تساؤلات عن دور بحرية اليونيفيل عن مصادفة تركيب رادارت اليونيفيل بعز الحرب لا أعلم دورها وعددها ولماذا الجيش اللبناني وافق على تركيبها.
ولفتت إلى أن الرادار الاسباني تم تركيبه بقاعدة القوة الإسبانية بقبلة السقي، ولكن بعد أن كتبنا مقالا بجريدة الأخبار عن هذا الشيء تم إيقافه وإبلاغ الجيش اللبناني بأن الرادار الاسباني في قاعدة قبلة السقي والذي كان يرصد الجولان وقطاع الشرقي توقف العمل به بعد اعتراضات من جهات لبنانية لم تكن تعرف ولكن الجيش اللبناني كان قد أعطى الإذن بتركيب هذا الرادار، كما ثبت رادار فرنسي بقاعدة اليونيفيل برأس الناقورة والسؤال هل تم تركيبه ليعوض الإسرائيلي خسارة كاميرات في جبل العالم وفي رأس الناقورة، هل نعوض الإسرائيليين بتركيب هذا الرادار الذي يرصد كامل ساحل جنوب صور وأيضا يرصد البحر ويوجد أيضا رادار المسترال المتنقل وهو مستمر بشكل كامل، ودائما قيادة الجيش تعطي الإذن لوحدات اليونيفيل أن يتنقل المسترال وهو رادار غير ثابت ينقل على منصة من كتيبة لكتيبة بهذه الظروف ما هو الداعي لهذا الرادار إذا قلنا إن الرادار لا يهدف إلى رصد من أين تخرج المسيرات وصواريخ المقاومة، وبأنها تهدف إلى الإبلاغ عن الغارات المحتملة من قبل العدو الإسرائيلي، فلماذا لا يتم إبلاغ الجيش اللبناني بمعنى أن اليونيفيل يبلغ العدو الإسرائيلي بالنزول إلى الملاجئ ويطلق صفارات الانذار فلماذا لا يقوم بإبلاغ الجيش اللبناني بأخذ الحيطة والحذر، فهناك تساؤلات كثيرة تطرح عن الدول والجهات التي تساعد إسرائيل.
وردت خليل على سؤال عن التشكيك بحيادية اليونيفيل رغم الموقف الرسمي الحريص عليه وعلى الالتزام بالقرار ١٧٠١، بالقول بأنها ذكرت منذ بدايه العدوان في مقالاتي حول دور اليونيفل وحول دور الرادارات في معطيات استثمرتها إسرائيل في شن غارات على مناطق معينة والأهالي دائما يرصدون دوريات راجلة ليلا بالأحراش، فما هو الداعي لها في هذه الظروف، مؤكدة بأنها تشكك بحيادية اليونيفيل، فمنذ ٢٠٠٦ ماذا فعلت اليونيفيل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية أي إذا حصل أي إشكال مع الأهالي مباشرة يصبح هناك تقرير طويل عريض يرسل إلى مجلس الأمن يعني يتم الشكوى على الناس بينما لم تقم بأي عمل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية سواء في عدوان تموز أو في هذا العدوان لحماية المدنيين والذي هو من صلب ١٧٠١، ولفتت إلى أن اليونيفيل اعترضت على مقالاتي بجريدة الأخبار واتهمتنا بالتحريض عليهم، فهم موجودين مع الأهالي والأهالي يرون ماذا يفعلون، فهل يجدون أنفسهم حياديين أم هم منحاذين إلى مصلحة العدو أو يلعبون دور الحياد السلبي تجاه مصلحة أهل الجنوب.
وحول تنسيق اليونيفيل مع الجيش اللبناني قالت خليل: عندما نراجع بعض ضباط الجيش اللبناني يقولون أن بعض الدوريات التي يقوم بها جنود اليونيفيل ليس لدينا علم بها، علما أنه يجب أن ترافق قوة من الجيش اللبناني دوريات اليونيفيل، والسؤال لماذا قاموا بمعركة مستميتة للحصول على حرية الحركة وهم انتزعوا هذه الصلاحية السنة الماضية بالتمديد لقوات اليونيفيل، يوميا هناك إشكالات بين الأهالي واليونيفيل لأنهم ليسوا برفقة دورية للجيش اللبناني وآخر مشكلة حصلت في بر عشي، عندما وجد الأهالي في الصباح الباكر دورية لليونيفيل راجلة مشاة نازلة على واد أو داخلة إلى حرش ولاحقا يتم استهداف هذا المكان، فمن حق الأهالي أن يسألوا.
آمال خليل: الجيش اللبناني يعاني من مؤامرة كونية
وفيما يخص الدعوات إلى نشر الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية وإمكانية أن يكون الجيش اللبناني لوحده قادر على مواجهة إسرائيل، أوضحت خليل بأن الجيش اللبناني عندما انتشر بالجنوب عقب عدوان تموز ٢٠٠٦ الناس رشت عليه الرز وفتحت له بيوتها وهللت فيه ولكن لاحقا تحول إلى ضحية مثله متل أهل الجنوب من قبل العدو الإسرائيلي، وهو بأغلب الأحوال غير قادر للدفاع عن نفسه بسبب قرار دولي لمنع تسليح الجيش اللبناني، مضيفة: "أنا أتمنى أن يحل الجيش اللبناني مكان المقاومة وهذا ما يقوله السيد حسن نصرالله، ولكن هل الجيش اللبناني الذي لا يخبر عن الاعتداءات التي يتعرض لها ولا يصدر بيانات عن تعرض مراكزه أو جنوده لعدوان إسرائيلي، هل يمكن لهذه القيادة أن تتصدى، هذا الجيش اللبناني يعاني من مؤامرة كونيه عليه ولا أحد من هذه الدول العظمى يريده أن يتطور وأن يصبح قادرا على مواجهة إسرائيل هم لا يريدون الجيش اللبناني أن يكون معاد لإسرائيل وهذا بعيد جدا عن عقيدته ومبادئه.
آمال خليل: نحن في حرب استنزاف طويلة ومفتوحة
ونفت آمال خليل ما نشرته جريدة النهار عن طلب حزب الله من أهالي بلدات جنوبية إخلاءها تحسبا لعمليات إسرائيلية واسعة، مؤكدة على أن هذا الخبر عار من الصحة جملة وتفصيلا ولا أساس له على الاطلاق، لافتة إلى ما يتم مشاهدته في الفيديوهات من حشود موجودة في البلدات الحدودية على هامش تشييع الشهداء، فهؤلاء الناس كيف تقنعيهم بأن يخافوا من إسرائيل، وكيف تقنعي الرأي العام بأن المقاومة التي تدعو الناس لأن تبقى في قراها وتزورها وتعود لحياتها الطبيعية تطلب منهم العكس.
وعن إمكانية وجود تطمينات دولية بأنه لن يكون هنالك تصعيد على الجبهة الجنوبية، أم أننا أمام معركة طويلة الأمد أم معركة كبرى وحرب شاملة، أكدت خليل عدم وجود تطمينات أبدا والمعلومات لدى المقاومة بأننا دخلنا حرب استنزاف طويلة ومفتوحه يمكن أن تستمر لكل سنه ٢٠٢٥ ويمكن أن تصل ٢٠٢٦ لأن اسرائيل لو كان الأمر لها كانت أوقفت الحرب من شهور ولكن هناك دولا عربية وأجنبية تريد استغلال الفرصة للقضاء على المقاومة اللبنانية والفلسطينية، ولن أسميها ولكن هناك تسريبات من بعض إعلام العدو والإعلام الخليجي والعربي، ونستطيع أن نعرف من هي الدول التي استخدمت مجالها الجوي لحمايه إسرائيل حتى لا تصل الصواريخ والمسيرات إلى إسرائيل.
وأشارت إلى أن السيد حسن نصرالله قال بأن كل ما سيحصل هو ربط بمجريات المعركة الميدانية، ولكن آخر المعطيات تقول نحن بحرب مفتوحة، المقاومة استعدت لخوضها ونحن نشهدها منذ ١١شهرا ولكن لم تبلغ مرحلة الحرب الكبرى، لا أحد يعلم هل مجريات الميدان تقودنا من الحرب المفتوحة إلى الكبرى ولكن ما نشهده من قبل المقاومة هو حرب واسعة ومن مواكبتنا الميدانية لم نلاحظ وجود تحشيد لمواجهة، ما يحصل هو تحشيد كل قوى هذا المجتمع للانخراط في هذا التصدي لهذه الحرب الطويلة، مثلا هناك دور بارز ومستجد لسرايا لبنانية لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي، قبل هذا العدوان لم يكن لها هذا الدور الفعال لم يكن هناك موجبات تفرض هذا الدور، ومن معلوماتي الميدانية بأن عناصر ومقاومي السرايا اللبنانية يتلقون منذ أشهر تدريبا عاليا وتدريب اختصاص كما يتلقى عناصر حزب الله وهذا لأول مرة بتاريخ حزب الله يفتح الباب لتدريب عناصر من خارج جسمه، وأنا أجده إيجابي لأن كل هذا المجتمع يجب أن ينخرط في هذه المواجهة.
عودة النازحين السوريين مقابل توطين اللاجئين الفلسطينيين
وفيما يخص اعتبار البعض بأن وضع المخيمات أخطر بكثير مما يحصل في الجنوب، وما يحكى عن مقايضة ما بين عودة النازحين السوريين مقابل توطين الفلسطينيين في لبنان، اعتبرت خليل بأن المشغل واحد ومن يريد إنهاء المقاومة اللبنانية هو نفسه من يريد إنهاء المقاومة الفلسطينية لأن هذا المشروع يخدم إسرائيل وهناك جهات همها أن تريح إسرائيل وللأسف تستخدم ورقة المخيمات لتوتير الوضع الداخلي ولكن أيضا لإنهاء القضية الفلسطينية وحق العودة وهذا ما تريده إسرائيل، ونحن نعيش حاليا الذكرى الأولى لاشتباكات عين حلوة السنة الماضية جولتين من الاشتباكات كانت مدمرة وقلنا وقتها أن ما يحصل يهدد قضية حق العودة، للأسف نفس الأدوات تعيد تحريكها هذا الجهات في المخيم سواء عبر إشكالات فردية أو عبر تحريض مذهبي وكله يخدم أن يزعزع هذا الجيل الجديد من أبناء المخيمات بوصلته نحو القضية الفلسطينية ونحو فلسطين ويصبح مشغولا بزواريب مختلفة دائماً يتم اللعب بورقة المخيمات ويهدد أهل المخيمات بمصيرهم ليكونوا ضحية مؤامرات داخلية أو غربية تؤدي في النهاية إلى إنهاء حق العودة.
وتحدثت خليل بأنها كتبت منذ أشهر عن مقترح وصل إلى الرئيس ميقاتي بشباط الماضي مقايضة بين إعادة النازحين السوريين إلى بلادهم مقابل موافقة الدولة اللبنانية على توطين اللاجئين الفلسطينيين، لنتفاجأ بأن وكالة الأونروا أعدت خلال شهر آب الماضي خطة طوارئ الاستجابة في حال حصل شيء ما في لبنان وجهزت ١٢ مركز إيواء للاجئين الفلسطينيين الذين قد يخرجوا من المخيمات وجهزته بالتموين وبجميع الإمكانات اللوجستية، ويحق لنا أن نسأل أن الأونروا كانت تشكو منذ عام من ضعف وحجب التمويل وما يعني هذا من إنهاء دور الأونروا وبالتالي إنهاء القضية الفلسطينية وحق العودة، وفجأة أصبح هناك إمكانات هائلة عند الأونروا وقامت بتجهيز ١٢ مركز إيواء، فما هي حالة الطوارئ المستجدة التي ستحصل بالداخل اللبناني والتي تستدعي مغادرة أهل المخيمات هل لدى الأونروا معلومات بأن هناك خطة إسرائيلية للعدوان وتنفيذ ضربات على المخيمات الفلسطينية.
وحول ما إذا كانت هذه الخطوات استباقية لحماية أكبر عدد من المدنيين، قالت خليل: صحيح لكن الحرب معروفة أين هي والعدوان أين، فهل لديهم معلومات بأنه قد يتمدد، لدينا معلومات سمعناها من بعض الجهات الفلسطينية نقلا عن مسؤولين أمنيين نقلوا عن مسؤولين غربيين أنه في هذه المرة اذا حصل اشتباك أو ضربة على عين حلوة وغيرها واضطر أهل المخيمات أن يغادرونها لن يسمح لهم بالعودة، أي سنعود إلى مصطلح تفكيك المخيمات الذي سمعناه العام الماضي وقبلها من ضمن النوايا الإسرائيلية والأمريكية لإنهاء القضية الفلسطينية.
آمال خليل: إسرائيل كانت تنوي شن حرب ضد حزب الله
وردا على ما يقوله البعض من أن تحرك حماس بافتعال طوفان الأقصى هو تحرك غير مدروس وغير مسؤول لأنه أدخل المنطقة بحرب كبيرة ستكون بصالح إسرائيل من خلال توسعهم بفلسطين وطردهم الفلسطينيين وتوطينهم بالدول المجاورة، وتساءل الداخل اللبناني ماذا استفاد حزب الله من دخول في هذا المعركة.
أجابت آمال بأن ما تعرضت له المقاومة الفلسطينية وعملية طوفان الأقصى من تحريض هو نفس ما سمعناه ضد حزب الله عندما قام بعملية الأسر بعدوان تموز عام ٢٠٠٦، فهذا حق لكل الأسرى بأن تقوم المقاومة بما يجب لتحريرهم وهم جزء من تحرير الأرض.
وشددت على أن إسرائيل دائما لديها نوايا عدوانية تجاه لبنان أو فلسطين، ومن خلال متابعتي من ٢٠٠٥ كان يحكى أن هناك قوة طوارئ جديدة سوف تشكل، وكان المسؤولون الإسرائيليون يهددون بشن حرب على لبنان قبل سبعة أكتوبر، وكانت المناورات التي حصلت على الحدود الجنوبية، وهذا يثبت بأن إسرائيل لديها نية للبدء بالعدوان وهي تنتظر الفرصة المناسبة، وقد تبين بعدوان تموز لاحقا ومن خلال ويكليكس بأن إسرائيل كان عندها نية بضرب المقاومة واستغلت عملية الأسر كذريعة، والآن نشهد ذات السيناريو مع المقاومة الفلسطينية بفلسطين ومع المقاومة اللبنانية بلبنان هناك معطيات مؤكدة بأن إسرائيل كانت تنوي شن حرب ضد حزب الله ولكنها استثمرت واستغلت ما حصل في فلسطين وانخراط حزب الله بجبهة الإسناد لتوسيع العدوان وتنفيذ أهداف وتصفية حسابات قديمة مع المقاومة.
وحول تشكيك البعض بقدرة المقاومة على الاستمرار في حرب الاستنزاف، وهل هي قادرة على خوض هذه المعركة كما بدأت ب ٨ أكتوبر، بينت خليل بأن مجريات المعركة والعمليات التي تقوم بها اليوم والقدرة على إطلاق المزيد من الصواريخ تبرهن بأنها لم تتأثر قدراتها بهذا العدوان، وتؤكد بأن المقاومة لا تزال تلتزم بسقف قواعد الاشتباك ولم تظهر كل ما لديها.
وعن اعتبار البعض بأن الالتزام بقواعد الاشتباك وعدم إظهار المقاومة كل ما لديها هو نقطة ضعف، وأن حزب الله نادم على دخول هذا المعركة وإلا كان يمكن أن يكون الرد على اغتيال القائد فؤاد شكر أقوى، أو كان حزب الله أعلن انطلاق المعركة الكبرى ضد إسرائيل، لفتت خليل إلى عملية جليلوت ردا على اغتيال فؤاد شكر وأن المقاومة ستكشف لاحقا عن الخسائر الحقيقة التي لم يعلن عنها حتى الآن.
وأشارت إلى أن هناك كثير من المعطيات التي تتكشف عن نوايا إسرائيل عندما تقول عندما أتخلص من غزة سأذهب للبنان هذا دليل على أن هناك نية إسرائيلية لشن العدوان على لبنان وتصفية حساباتها مع المقاومة اللبنانية، وهناك معطيات عن تحضير إسرائيل لتوغل بري عند الحدود الجنوبية وهي لن تصمد كثيرا أمام المقاومة ولكنها تهدف إلى نشر قوة دولية وإعادة ترتيب الوضع الميداني في جنوب لبنان، كما أن هناك معطيات عن نية إسرائيل للقيام بعمليات اغتيال داخل العمق اللبناني أو حتى عملية أسر اي تريد أن تستبيح هذا العمق اللبناني لتصفية حسابتها مع المقاومة بكل ما أوتيت من قوة، فهذه المقاومة التي تلتزم بسقف جبهة الإسناد يقابلها التصعيد من قبل إسرائيل.
وختمت الصحفية آمال خليل بالقول بأن المقاومة لم تدخل بحرب موسعة، تحسبا لردة فعل أكثر تدميرية من قبل إسرائيل.