لطالما كان معروفا أن بعض مضاعفات الحمل يمكن أن تزيد من خطر مشاكل القلب لدى المرأة في وقت لاحق من حياتها، ومع ذلك أظهرت الأبحاث الجديدة أن الأخوات اللواتي لم يختبرن هذه المضاعفات قد يواجهن أيضا خطرا أعلى لمشاكل القلب، مما يشير إلى أن هذه المخاطر قد تكون موروثة في العائلات.
دور الجينات في زيادة خطر مشاكل القلب
قالت الباحثة الرئيسة، آنگلا مانتل، أستاذة الطب السريري في معهد كارولينسكا في سولنا، السويد: "قد يكون من المهم تحديد هذه النساء مبكرا لتقديم العلاج الوقائي لمضاعفات الحمل بالإضافة إلى الاستشارات المتعلقة بنمط الحياة والمتابعة للمخاطر المتعلقة بأمراض القلب".
مضاعفات الحمل وتأثيرها على صحة القلب
تعتبر حالات مثل الولادة المبكرة وارتفاع ضغط الدم المرتبط بتسمم الحمل من المضاعفات الشائعة والخطيرة أثناء الحمل، وأظهرت العديد من الدراسات أن تجربة هذه المشاكل تجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في المستقبل. وقد تساءل فريق مانتل عن دور الجينات في هذا الاستعداد.
دراسة استمرت 14 عاما على النساء السويديات
للتحقق من ذلك، قام الفريق بمراجعة السجلات الطبية لأكثر من 1.2 مليون امرأة سويدية، جميعهن كن خاليات من أمراض القلب عند بداية الدراسة، معظمهن لم يواجهن أي مضاعفات في الحمل، ولكن الدراسة شملت أيضا نحو 166,000 امرأة تعرضن لهذه المضاعفات، بالإضافة إلى حوالي 61,000 من أخواتهن اللواتي لم يختبرن أي مضاعفات في الحمل.
النتائج: الأخوات أكثر عرضة لمشاكل القلب
بعد متابعة السجلات الطبية لمدة 14 عاما (متوسط المدة)، وجد الباحثون أن النساء اللاتي لديهن تاريخ من مضاعفات الحمل كن أكثر عرضة للمشاكل القلبية مقارنة بالنساء اللاتي لم يختبرن مثل هذه المضاعفات، ولكن عند فحص سجلات الأخوات اللاتي لم يعانين من مضاعفات، وجد الباحثون أنهن أيضا عرضة لزيادة خطر الإصابة بمشاكل القلب بنسبة 40% مقارنة بالنساء اللاتي لم يكن لديهن أي مضاعفات في الحمل.
التأثيرات الجينية والبيئية على صحة القلب
قالت مانتل: "تُظهر هذه النتائج أن خطر الإصابة بأمراض القلب بعد مضاعفات الحمل لا يعتمد فقط على الحمل نفسه، بل يمكن أن يتأثر أيضا بالعوامل الجينية والبيئية"، بمعنى آخر، قد تشير مضاعفات الحمل إلى خطر إضافي للإصابة بمشاكل القلب للأشخاص الأقرب صلة بالمرأة التي عانت منها.