أهل جنوب لبنان يقدمون عشرات الشهداء والجرحى لتحرير أرضهم بعد رفض القوات الإسرائيلية الانسحاب منها

شعب الجنوب اللبناني سلاح المقاومة الأمضى لتحرير الأرض

سجل أهل الجنوب اللبناني مشهدا تاريخيا جديدا من العزة والكرامة والتحدي، مثبتين أن الأرض لا يحررها إلا أبناءها، وأنهم سلاح المقاومة الأمضى في مواجهة الجيش الإسرائيلي الناكث للعهود والخارق للاتفاقيات.

سكان جنوب لبنان يعودون لأرضهم رغم وجود القوات الإسرائيلية

حيث هب الآلاف من سكان بلدات وقرى جنوب لبنان منذ صباح اليوم الأحد، للعودة إلى مناطقهم راكبين وراجلين، بعد انتهاء مهلة الستين يوما لانسحاب القوات الإسرائيلية وفق اتفاق وقف النار بين إسرائيل ولبنان، وذلك على الرغم من خرق العدو لهذه المهلة وعدم سحبه لقواته من قرى الجنوب.

وأقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى إطلاق النار والقذائف على السكان المدنيين في محاولة لمنعهم من العودة إلى قراهم، وسط إصرار لافت منهم على دخولها غير آبهين بتحذيرات الجيش الإسرائيلي ولا بنيرانه التي تسببت بسقوط عشرات الشهداء والجرحى.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية استشهاد 11 شخصا وإصابة 83، في حصيلة غير نهائية لاعتداءات العدو الإسرائيلي على الأهالي العائدين إلى قراهم جنوبي لبنان.

ومن جهته أعلن الجيش اللبناني، استشهاد أحد العسكريين على طريق مروحين الضهيرة صور، وإصابة آخر في بلدة ميس الجبل مرجعيون، نتيجة استهدافهما بإطلاق نار من قبل العدو الإسرائيلي، في سياق اعتداءاته المتواصلة على المواطنين وعناصر الجيش في المناطق الحدودية الجنوبية.

وكان المدنيون من بلدتي حولا وميس الجبل جنوب لبنان، قد تحركوا إليهما سيرا على الأقدام، فيما نجح آخرون من الوصول بسياراتهم بعد ردم جرافة للحفر التي حفرها الجيش الإسرائيلي في الطريق لمنع عودتهم، وتعرضوا خلال ذلك لإطلاق النار من الجنود ورشاشات الدبابات الإسرائيلية، مما أدى لإصابات في صفوفهم.

وأصر سكان بلدة كفركلا على دخول بلدتهم رغم إطلاق قوات الاحتلال النار لمنعهم وتعرض بعضهم لإصابات، وعبرت سيارات المدنيين منطقة الخردلي باتجاه قرى قضاء مرجعيون جنوب لبنان، ودخل أهالي بلدة حانين بقضاء بنت جبيل إلى بلدتهم ومثلهم أهالي بلدة الطيبة ومارون الراس، كما دخل أهالي مدينة الخيام بمسيرات سيارة إلى بلدتهم، رغم اعتداءات القوات الإسرائيلية عليهم.

وواكب الجيش اللبناني دخول سكان الجنوب إلى قراهم، بعد تأكيده الوقوف إلى جانب المواطنين في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ودخلت دورياته بلدات عيتا الشعب والضهيرة ومارون الراس ومناطق حدودية أخرى.

وجاء ذلك على الرغم من تحذيرات الجيش الإسرائيلي التي بثها عبر موجات الراديو، والتي حظر بها على سكان جنوب لبنان العودة إلى قراهم وبلداتهم.

ويذكر أن مهلة الـ60 يوما لانسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان والمحددة في اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، قد انتهت فجر اليوم الأحد، دون أن تنسحب القوات الإسرائيلية من كامل قرى جنوب لبنان.

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد كشف يوم الجمعة الماضي، عن نيته عدم سحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما.