في دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الباحثين، تم استكشاف العلاقة بين العوامل البيئية والاجتماعية والاختلافات الجسدية بين الرجال والنساء في مختلف أنحاء العالم، وتهدف هذه الدراسة إلى فحص التأثيرات المحتملة للظروف الاقتصادية والاجتماعية على تطور الجسم البشري، مع التركيز على كيفية تأثير التحسينات في مستوى الرفاهية في البلدان على خصائص الطول والوزن لدى الأفراد.
تأثير التحسينات الاقتصادية والاجتماعية على الطول والوزن
كشف الباحثون أن الرجال يزدادون طولا ووزنا بمعدل يزيد عن الضعف مقارنة بالنساء مع تحسن الظروف الاقتصادية والاجتماعية في الدول، تم جمع وتحليل بيانات أكثر من 135,600 رجل وامرأة غير مصابين بالسمنة من مختلف أنحاء العالم، مع ربط هذه البيانات بمستويات الازدهار الوطني، وأظهرت النتائج أن تحسين الظروف الاجتماعية، مثل توافر الغذاء، وتحسن الرعاية الصحية، وانخفاض معدلات الأمراض، يؤدي إلى زيادة الطول والوزن لدى البشر، لكن هذه الزيادة تكون أكبر بكثير لدى الرجال مقارنة بالنساء، ما يعزز الاختلاف في الحجم بين الجنسين.
التفسير العلمي وراء الاختلافات بين الجنسين
أشار الباحثون من إيطاليا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى أن هذه الزيادة الأكبر لدى الرجال قد تكون مرتبطة بالتفضيلات الجنسية الحديثة، حيث تميل النساء إلى اختيار الرجال الأطول والأكثر قوة كشركاء، مما يعزز فرص هؤلاء الرجال في الزواج ونقل جيناتهم، في المقابل لا يهتم الرجال بنفس الدرجة بطول النساء، وقد فسر الباحثون هذا التوجه جزئياً بأنه يعكس تطوراً اجتماعيا وثقافيا يرتبط بجاذبية الطول والقوة لدى الرجال.
التأثير البيئي والهرموني على تطور الجسد البشري
كما أوضح الباحثون، فإن الفجوة الكبيرة في زيادة الطول بين الجنسين في الدول الأكثر ازدهارا تشير إلى أن مورفولوجيا الرجال قد تكون أكثر تأثراً بالتغيرات البيئية مقارنة بالنساء، ويرتبط ذلك باحتمالية وجود اختلافات هرمونية أو جينية بين الجنسين قد تجعل الرجال أكثر استجابة لتحسن الموارد، ووفقا لما ذكره عالم الأحياء بوغوسلاف بافلوفسكي من جامعة فروتسواف في بولندا، والذي لم يشارك في الدراسة، "عندما تتحسن الظروف البيئية أو الاقتصادية ويتوفر وصول أفضل إلى الموارد، يحصل الرجال على فوائد بيولوجية أكثر من النساء. ولكن يحدث العكس عندما تكون الموارد نادرة، حيث يعاني الذكور أكثر من الإناث".
استخدام الطول والوزن كعلامات حيوية للتغيرات الصحية
على الرغم من أن الباحثين أكدوا أن نتائجهم تظهر فقط وجود ارتباط بين البيانات وليس علاقة سببية محددة، إلا أنهم اقترحوا أن طول الرجال والاختلافات القائمة على الجنس في الطول قد تكون مؤشرات حيوية مفيدة لمراقبة التغيرات في صحة السكان.