مسدس ماكروف: الأكثر انتشاراً والأطول عمراً
مسدس ماكاروف PM الروسي ليس مجرد سلاحٍ عسكري، بل هو ظاهرة تاريخية، صُنع عام 1949، وما زال يُستخدم حتى اليوم في 40 دولة، مما يجعله المسدس الأقدم والأشهر عالميّا في فئة الأسلحة الشخصية، حمله جنود الجيش الأحمر، وجواسيس الـKGB، ومقاتلو حركات التحرر من أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية في السبعينات والثمانينات، وحتى الآن، لا تزال نسخٌ منه تُنتج في روسيا والصين!
التفاصيل الرئيسية
النوع: مسدس نصف أوتوماتيك
مكان المنشأ: الاتحاد السوفيتي
سجل الخدمة: 1951–الآن
المصمم: نيكولاي ماكاروف (1948)
المصنعون: إيجيفسك الميكانيكية (1949–2013)
- شركة كلاشينكوف (2013–الآن)
- أرسنال م (بلغاريا)
- نورينكو (الصين)
الذخيرة: 9×18 ملم ماكاروف
قصة التصميم:
في عام 1948 فاز المهندس نيكولاي ماكاروف بمسابقة ستالين لتصميم مسدس جديد، بمواصفات ثورية:
- بساطة التصنيع: ليتناسب مع الإنتاج الجماعي.
- تحمُّل الظروف القاسية: من صحراء أفغانستان إلى أدغال فيتنام.
- تكلفة منخفضة: لإمداد حلفاء الاتحاد السوفيتي مجانا كـ"دعم عسكري".
بدأ الإنتاج الفعلي عام 1949 في مصنع إيجيفسك الميكانيكية، الذي أنتج 5 ملايين قطعة حتى توقف تصنيعه عام 2013، لتحل محله شركة كلاشينكوف بنسخ مُطوَّرة.
المواصفات الفنية الدقيقة
الوزن: 730 جرامًا (فارغ)
الطول الكلي: 161.5 ملم
طول السبطانة: 93.5 ملم
العرض: 29.4 ملم
سرعة الرصاصة: 315 م/ث
المدى الفعال: 50 مترا
سعة المخزن: 8 طلقات
نظام التشغيل: ارتداد حر (blowback)
لماذا نجح بتفوق؟
1. التفكيك السريع: يُفكك إلى 6 أجزاء دون أدوات في 10 ثوانٍ.
2. الموثوقية القصوى: يعمل تحت الماء أو مع وجود أتربة!
3. ذخيرة فريدة: طلقة 9×18 ملم تخترق السترات الواقية أفضل من عيار 9×19 ملم الغربي.
الانتشار العالمي... من الجيش إلى الميليشيات
المستخدمون الرئيسيون:
1. الدول والحكومات:
- الجيش السوفيتي (سلاح ضباط الصف).
- أجهزة الأمن (KGB، الستاسي الألماني).
- الشرطة السرية في كوريا الشمالية.
2. حركات التحرر:
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (استخدمته في عمليات عسكرية ببيروت 1982).
- جبهة التحرير الموزمبيقية (حرب الاستقلال ضد البرتغال).
- القوات الساندينية في نيكاراغوا (الثورة ضد الديكتاتورية 1979).
3. الجماعات المسلحة الحديثة:
- الحوثيون في اليمن (نسخ صينية).
- جماعات في سوريا والعراق (نسخ بلغارية).
حقائق مُدهشة:
- في الثمانينات، وزع السوفيت مليون مسدس مجانا على حلفائهم!
- لا يزال الجيش الروسي يستخدم نسخة مطورة منه (MP-448) كسلاح احتياطي.
الإرث الذي لا ينتهي
أسباب بقائه 70 عاما:
- التكلفة الزهيدة: ثمن الوحدة لا يتجاوز 150 دولارا.
- الإنتاج العالمي: تُنتجه 7 دول، منها الصين (Type 59) وبلغاريا (Makarov AR).
- الرمزية السياسية: ما زال يُهدى كـ"دعم" من روسيا لحلفائها، مثل فنزويلا وسوريا.
هل سيختفي؟
رغم ظهور مسدسات أكثر تطورًا (مثل Glock 17)، يبقى الماكاروف سلاحا مفضلا لـ:
- الجماعات غير النظامية: لسهولة الحصول عليه.
- الشرطة في الدول الفقيرة: لانخفاض تكلفة صيانته.
من ستالين إلى بوتين... سلاحٌ لا يموت
ماكاروف لم يكن مجرد مسدس، بل كان أداة إستراتيجية في يد القوة السوفيتية، ووريثتها روسيا، حمله الثوار كرمز للتحرر، وحمله الدكتاتوريون لقمع الشعوب، اليوم تحول إلى أيقونة ثقافية، لكنه يذكرنا بأن التاريخ يُكتب أحيانا بفوهة مسدس!