أي فعل ضد إسرائيل مسرحية.. صرخة في وجه الاستخفاف بالعقول وتزوير الواقع

أخبار

صرخة ضد الاستخفاف بالعقول العربية بوجه من يصف أي فعل لمحاربة إسرائيل مسرحية

18 نيسان 2024

كتبت الدكتورة عصمت حوسو مؤسّسة ورئيسة مركز الجندر (النوع الاجتماعي) للاستشارات النسوية والاجتماعية والتدريب، منشورا في حسابها على تطبيق X، بعنوان "‏كفاكم مسرحيات واستخفافًا بنا" جاء فيه:

‏كان اللعب سابقًا بالمستور؛ فلم يشعر المواطن المثقف قبل البسيط بالاستخفاف (الصارخ) كما يشعر به الأطفال الآن قبل الكبار، الاستخفاف في العقول واللعب في الشعوب عالمكشوف في "سوق الخردة العربية" هو الطاغي حاليًا للأسف الشديد.

‏ليس من المعقول ولا حتى من المقبول ونحن في عصر الثورة الصناعية الرابعة، وعصر الانفتاح الثقافي، والانبطاح الافتراضي، وسرعة انتشار المعلومة، ويُمارس علينا اليوم تمرير "الأجندات" بتلك الطرق السخيفة ذاتها التي لا تنطلي على أي كائن آخر قبل بني آدم، فاحترموا عقولنا يا سادة، مش لهالدرجة الاستخفاف.

‏الاستخفاف بالآخرين هو استعلاء، وهو حقيقةً (عاهة نفسية) تتلبّس مرضى "الزعامة" والسلطة، وتولّد لديهم (ذات خيالية)، تتشابه في أعراضها مع ذلك المُصاب بالهلاوس السمعية والبصرية وعقدة " الفوقية"، حيث تقود الأخيرة الشخص للشعور بداء " العظمة" الى حدّ يرى جميع من حوله (أقزام) !!

‏أما الحقيقة فهي لا تتعدّى فكر المجانين الذين يظنون إنجازاتهم العظيمة (المزعومة) تمنحهم الحق في احتقار من هم دونهم -سلطةً لا شأنًا-، والاستخفاف بهم، اعتقادًا منهم أنها (وجاهة) ولكنها في جوهرها (بجاحة) وربما أكثر، وفعليًا فإنّ كل ما صنعه هؤلاء المستخفّون لا يتعدّى حدود السراب، وهؤلاء ذاتهم يا سادة باتوا يستخفّون بعقولنا،، ويا لعار من يصدقهم عندما يصفون أي فعل لمحاربة الكيان -عدونا الوحيد- "مسرحية"، وفي المقابل لم يفعلوا شيئًا سوى "التنظير" والانتقاد والخذلان وتسويق الأوهام المرغوبة لديهم مثل "غزة انهزمت" والمقاومة انتهت وغيرها من الترّهات..

‏طمس الحقائق وتلوينها حسب المصالح هو ليس فقط استخفاف بالعقل العربي، وإنما هو جريمة بحق الجين البشري كذلك، ونحن وإن اعتدنا على انتهاك حقوقنا، وتشويه ماضينا، وتزوير تاريخنا، لكننا لن نقبل على الإطلاق زيادة جرعة الاستخفاف لدرجة تزوير الواقع الذي نحياه، ونسمع ضوضائه يعزف بنشاز على أوتار آذاننا، ورغم كل ذلك لم نُصاب بالطرش بعد، ولم نُصاب بالعمى أيضًا، ونحن نرى ونبصر تمامًا كيف تُدار الأمور.

‏لكن أن تطلبوا منا الإصابة ( بالتخلف العقلي) قسرًا، فهذا خارج عن قدراتنا، وبالعامية كتييرر هيك، بمعنى أنّ جلّ ما نطلبه في الحدّ الأدنى هو مخاطبة عقولنا بحجج منطقية عند أي حدث يُذهب العقل من هوله، أليس هذا من حقنا يا كرام؟؟

‏وننوّه هنا أنّ ليس الجميع يمشي على نهج ثقافة القطيع، فإنّ ما يجري الآن من أحداث عربية وعالمية "مذهلة" ومتسارعة يجعلنا نصرخ إكرامًا لعقولنا؛ مش لهالدرجة الاستخفاف !!

‏ونضيف كذلك، ليس كل الشعب مُصاب بسطحية التفكير وضحالته، ولا تنطلي تلك السذاجة على الكلّ، كما لا يُجيد الجميع سرعة الاقتناع؛ فلا تخاطبونا وكأننا شعوب العصر الحجري، ولا تجعلوا من حججكم وتبريراتكم وتحليلاتكم هزيلة وتتميز بالشطط، حتى لو صدقوكم بعض ذوي العلم والشهادات المنتفعين؛ فلن تلقى طروحاتكم رواجًا لدى الجميع طالما تستخفّون بعقولنا أو بالعقول الواعية في أقل تقدير، كفاكم وكفانا خيبة.

‏لا أدري من علّم الغرب أننا سُذّج لهذا الحدّ حتى يستغلّنا نحن العرب في ثوب الغفلة..

‏تذكروا جيدًا أنّ الأحداث الساخنة جدًا لا يمكن أن تندثر وتنطوي في عالم النسيان في العقل العربي، واعلموا كذلك أنّ الذي يصرّ على هذا الاستخفاف سيُصعب عليه مجانبة الصواب، وسيشرب من وحل الخطأ بالمغراف.

‏وأخيرًا إن كنتم تصفون "البطولة" بالمسرحية، فالجماهير العربية والإسلامية تطلب منكم مشهدا واحد على الأقل من هذه المسرحية، أفضل لكم من أن تبقوا في حدود مسرحية "شاهد ما شافش حاجة"، دعونا نشاهد مسرحية استعراضية شبيهة لكم حتى نقول "العيال كبرت"..