أخبار

"جليد غرينلاند" يهدد الاستقرار البيئي في العالم

19 أيلول 2019 16:03

تحل ألواح الجليد السميكة محل الجليد الرقيق بسرعة عبر الغطاء الجليدي لجرينلاند نتيجةً للاحتباس الحراري، ولأن الجليد السميك لا يحتوي على مسامات تهوية كالجليد الرقيق، فهو لا يستطيع إعادة امتصاص الماء ا


تحل ألواح الجليد السميكة محل الجليد الرقيق بسرعة عبر الغطاء الجليدي لجرينلاند نتيجةً للاحتباس الحراري، ولأن الجليد السميك لا يحتوي على مسامات تهوية كالجليد الرقيق، فهو لا يستطيع إعادة امتصاص الماء الذائب، الذي يتسرب مباشرةً إلى المحيط.

تمتد جزيرة غرينلاند على مساحة شاسعة تبلغ 2.13 مليون كيلومتر مربع، وهي مساحة تزيد قليلا عن ضعف مساحة مصر. وفي الوقت الراهن، تلعب دورا فعالا في مشكلة الاحترار، فمع ارتفاع درجات الحرارة تفقد الكتلة الجليدية 244 مليار طن سنويا، وهذا قد يؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر إلى سبعة أمتار.

واكتشف الخبراء في دراسة جديدة أن هذا التحول لديه القدرة على زيادة مساهمة غرينلاند في ارتفاع مستوى سطح البحر بمقدار 2.9 بوصة هذا القرن.

ومن المثير للاهتمام قبل عقود من الزمن أن العلماء افترضوا أن المياه الذائبة بفعل التغير المناخي المصحوب بالارتفاع الحراري سيفعل هذا الشيء في الطبقات الجليدية في مناطق غرينلاند الجليدية، استناداً إلى القياسات والنظرية، وتظهر نتائج الدراسة أن فرضياتهم كانت قريبةً من ما يجري في غرينلاند اليوم.

مايك ماكفيرين هو باحث في جامعتي ""CIRES و""UC Boulder الذي قاد الدراسة أوضح أنه على الرغم من أن الجريان السطحي للألواح الجليدية قد أضاف أقل من ملليمتر واحد إلى مستويات سطح البحر العالمية حتى الآن، إلا أن هذه المساهمة ستنمو بشكل كبير مع استمرار الواح الجليد في التوسع ضمن التغير المناخي الحالي وارتفاع درجات الحرارة .

و قال ماكفيرين : " حتى في ظل توقعات المناخ المعتدلة، يمكن أن تضاعف ألواح الجليد حجم منطقة الجريان السطحي للمياه الذائبة بحلول عام 2100م، ففي ظل سيناريوهات الانبعاثات الأعلى، ستبلغ مساحة الجريان السطحي ثلاثة أضعاف المساحة الحالية تقريباً".

وفي عام 2000م، كانت منطقة الجريان السطحي لجرينلاند تقريباً بحجم ولاية نيو مكسيكو الأمريكية، وبحلول عام 2013م وسعت ألواح الجليد منطقة الجريان السطحي بحوالي 65000 كم مربع، وهو ما يمثل زيادة متوسطة بنسبة اثنين من ملاعب كرة القدم في الدقيقة.

ووجد الفريق أنه في ظل سيناريو معتدل للانبعاثات الحرارية، فمن المحتمل أن تتوسع منطقة الجريان السطحي بحجم ولاية كولورادو خلال هذا القرن، مما يساهم بنحو بوصة واحدة في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي، ففي ظل سيناريو أعلى للانبعاثات يمكن أن تزيد مساحة الجريان السطحي بحجم ولاية تكساس، حيث تسهم بقدر 2.9 بوصة في ارتفاع مستوى سطح البحر.

في عام 2012ملاحظ فريق ماكفيرين أقساماً كبيرة من الجليد الصلب في عينات الطبقات الجليدية، بدلاً من الطبقات الجليدية الرقيقة التي توقعوها، ووفقاً لماكفيرين  فهم لم يروا شيئاً كهذا من قبل.

منذ الاكتشاف الأولي للألواح الجليدية السميكة استخدم الباحثون رادارات اختراق الأرض لرسم خريطة لمدى وحكم الألواح، كما استخدم العلماء نماذج ناسا الجليدية ونماذج المناخ لفهم كيفية توسع الألواح والتنبؤ بكيفية استمرار نموها.

وقالت مؤلفة الدراسة ماهسا موسوي:"مع استمرار ارتفاع درجة حرارة المناخ، ستستمر هذه الألواح الجليدية في النمو وتعزيز التغذية المرتدة من المياه الذائبة، إنه تأثير كرة ثلجية بكل بساطة، فالمزيد من الذوبان سيخلق المزيد من ألواح الجليد، مما يخلق المزيد من الذوبان، مما يخلق مرة أخرى المزيد من ألواح الجليد وهكذا في عملية مستمرة".

سيتم تحديد المساهمة المستقبلية للألواح الجليدية في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي من خلال معدل انبعاثات غازات الدفيئة في الغلاف الجوي و التغيرات الجوية المستقبلية . و يقول ماكفيرين : " لدى البشر خيار حول الطريقة التي سيسير بها هذا الأمر ".