الكلب "قيصر" يتحول لبطل عظيم بعد انقاذ مالكه في الامارات

لم يكن يتوقع سعيد البياتي مدير تطوير الأعمال في شركة مقرها دبي أن الكلب "قيصر" الذي رباه منذ 4 سنوات ونصف سينقذ حياته بعد اصابته بالتواء في الكاحل لاسيما وأنه مصاب بمرض الربو، ويتحول لبطل عظيم عبر موا

لم يكن يتوقع سعيد البياتي مدير تطوير الأعمال في شركة مقرها دبي أن الكلب "قيصر" الذي رباه منذ 4 سنوات ونصف سينقذ حياته بعد اصابته بالتواء في الكاحل لاسيما وأنه مصاب بمرض الربو، ويتحول لبطل عظيم عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

فالكلب الذي أطلق عليه "قيصر" هو من فصيلة "سبيتز" اليابانية، رأى أن مالكه سعيد البياتي يعاني من حالة طبية حرجة في المنزل، فكان أول المستجيبين فأنقذ حياته، ومن حينها أصبح بطلاً حقيقياً.

بدأت قصة سعيد البياتي (33 عاماً) في ليلة الـ 25 من أغسطس، فمنزله مكون من ثلاث طوابق في منطقة نخلة جميرا ويشاركه مع ثلاثة من أصدقائه الأجانب إضافة إلى الخادمة.

كان سعيد يهم بالخروج من المنزل متوجهاً للدرج حينما سقط وتسبب في التواء كاحله.

البياتي مصابٌ بمرض الربو وقد أصيب بالذعر بسبب السقطة الرهيبة مع الألم المصاحب بالتواء الكاحل حيث بدأ بالتعرق وسرعان ما بدأ يفقد الوعي بسبب مشاكل التنفس حينما بدأ يصرخ طلباً للمساعدة لكن دون جدوى.

كانت الساعة تُشير إلى الـ10 مساءً، وكانت زميلته في المنزل نائمةً في غرفتها في الطابق الثاني، بينما كان صديقه الأخر يشاهد التلفزيون في الطابق الأرضي، بينما الخادمة كانت نائمةً أيضاً ومع عدم استجابة أي شخص، بدأ يهتف بأسماء جميع الأشخاص في المنزل، بما في ذلك كلبه الأليف قيصر، والذي استجاب لنداء استغاثة مالكه المصاب على الفور.

"قيصر" وصل إلى الطابق العلوي في لمح البصر ولكن، كان الباب مغلقاً، يقول البياتي: "سمعت الكلب وهو يتنفس تحت الباب أنا متأكد أنه شعر أنني في محنة وبدأ على الفور في النباح بكل ما استطاع من قوة ظل ينبح باستمرار، وذهب مراراً وتكراراً إلى كل فرد من أفراد المنزل حتى اهتم شخص ما وتبعه".

زميلته النائمة تقول: "حاول قيصر المجيء إلى كل واحد منا وواصل النباح لأكثر من 15 دقيقة وتأكد من لفت انتباهنا جميعاً في النهاية كان ريس صديق البياتي الذي كان في الطابق الأرضي يدرك أن قيصر يحاول قول شيء ما، حيث تبع الكلب إلى الطابق العلوي وساعد البياتي على النزول".

في غضون ذلك، استيقظت بريا والخادمة، وتم استدعاء سيارة إسعاف ونقل البياتي إلى المستشفى.

ومنذ تلك الفترة أصبح "قيصر" بطلاً عبر مواقع الإنترنت، حيث تواصلت بريا مع مجموعة محبي الكلاب في دبي عبر الفيسبوك لنشر قصة قيصر البطولية، مرفقة صورةً لـ "البياتي" و"قيصر" في المجموعة المغلقة تحت اسم "الكلاب" في دبي"، وسرعان ما أصبح كلب السبيتز مشهوراً للغاية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

أحد المستخدمين كتب معلقاً: "هذه قصة رائعة، أحسنت قيصر"، وكتب آخر: "غرائز الحيوانات مذهلة حقاً وفي هذه الحالة تنقذ الحياة إنها قصة تدفء القلب حقاً لقراءتها أتمنى لصديقك الشفاء العاجل".

حتى أن عيادة الحيوانات الأليفة في دبي قد عرضت جلسة حلاقةٍ مجانية للكلب قيصر وأضافت بريا: "لقد وافقنا على العرض وتم التعامل مع قيصر بشكلٍ يليق بالأبطال أمثاله، هذه الكلاب ودية جداً ولكنها دفاعية حقاً".

وأضافت بريا: "لقد اشتريناه من متجر في أبراج بحيرة الجميرا عندما كان عمره أسبوعين فقط عادةً ما ينام بجواري، إنه طفلي، يذهب معي في كل مكان".

وأشارت إلى أنه كلبٌ ودودٌ حقاً ولكنه يحمي كل من في المنزل بشكل مفرط حتى أنه ينبح على أهالينا إذا كان يعتقد أنهم يطاردوننا عندما يزوروننا في دبي ويبقون معنا قليلاً.

الكلاب تنقذ الأرواح

ليس شيئاً جديداً أن يقول أصحاب الكلاب إن حيواناتهم الأليفة أنقذت حياتهم، ففي يناير، نشرت مجلة جلف نيوز تقريراً عن إنقاذ كلب ضال لحياة طبيب هندي أنقذه ورعاه سابقاً.

حيث نبه الكلب أحد الجيران مباشرة بعد تعرض الطبيب البالغ من العمر 65 عاماً لتوقف قلبه عن العمل مما أفقده الوعي.

وفي يوليو من هذا العام، نشر الموقع الإخباري الأمريكي kutv.com"" قصةً مماثلة عن امرأة في شمال سولت ليك، تدعى ستايسي كينج التي تعاني من متلازمة الضمور الوجداني الوخيم والاضطراب المنعكس، وهو اضطراب نادر في الشعور بالألم، مما يعني أنها تعاني باستمرار من الألم حيث تتحدث القصة عن كيفية إنقاذ كلبها لحياتها أكثر من مرة.

الكلاب تستطيع أن تشعر بمحنة مالكيها البشر

وفي ذات السياق فقد أظهرت الأبحاث أنه عندما يبكي البشر تشعر كلابهم أيضاً بالضيق بسببهم وتتعاطف معهم.

ففي ورقة بحثية نشرت في يوليو 2018م بعنوان "التعاطف والمساعدة الاجتماعية في الكلاب"، أظهر الباحثون أن الكلاب ذات الروابط القوية مع مالكيهم كانوا دائماً ما يسرعون في دفع الباب إن سمعوا مالكيهم يبكون في غرفهم".

فيما وجدت الدراسة الجديدة المنشورة في مجلة "Learning and Behaviour" أن الكلاب لا تشعر فقط بالضيق عندما يرون أن أصحابها يشعرون بالحزن ولكنهم سيحاولون أيضاً القيام بشيء للمساعدة وتخفيف حزن مالكيهم.

وتُشير دراسة نشرت عام 2012م على الإنترنت في مجلة Animal Cognition"" ،إلى أن الباحثون في جامعة لندن وجدوا أن الكلاب كانت أكثر عرضةً للاقتراب من الشخص الذي يبكي أكثر من أي شخص كان يتحدث، وأنهم عادةً ما يستجيبون للبكاء بالسلوكيات الخاضعة والاستعطاف.

وقالت الباحثة في الدراسة والعالمة النفسية ديبورا كوستانس ضمن بيان الدراسة: "حقيقة أن الكلاب تفرق بين البكاء والهمهمة تشير إلى أن استجابتهم للبكاء لم تكن مدفوعة بالفضول الخالص فبدلاً من ذلك، حمل البكاء معنىً عاطفياً أكبر للكلاب وأثار استجابة شاملة أقوى".

الكلب هو حقا أفضل صديق للإنسان فإذا كنت ترغب في تبني صديق أكثر دفئاً، فقم بإلقاء نظرة على تلك الجراء البائسة التي تبحث عن منزل أو متبني، في مواقع إنقاذ الحيوانات.