الرصد العسكري

حيث يوجد ربع غاز الأرض.. روسيا تجري أكبر مناورات بحرية منذ العهد السوفيتي

البحرية

1 أيلول 2020 18:18

أعلن الجيش الروسي يوم الجمعة الماضي عن قيام البحرية بإجراء مناورات حربية كبرى بالقرب من ألاسكا ، و التي شملت عشرات السفن و الطائرات الحربية، و هي أكبر تدريبات من هذا النوع في المنطقة منذ العهد السوفيتي.



وصرح قائد البحرية الروسية الأدميرال نيكولاي يفمينوف أن أكثر من 50 سفينة حربية و نحو 40 طائرة شاركت في التدريبات في بحر بيرنغ، وتضمنت عمليات إطلاق صواريخ متعددة. مضيفا في بيان أصدرته وزارة الدفاع الروسية : " نجري مثل هذه التدريبات المكثفة في تلك المنطقة للمرة الأولى على الإطلاق ".

تجدر الإشارة إلى أنه لم يتضح على الفور متى بدأت التدريبات أو ما إذا كانت قد انتهت أم لا .

وأكد يفمينوف أن المناورات الحربية هي جزء من جهود روسيا لتعزيز وجودها في منطقة القطب الشمالي و حماية مواردها و حدودها الشمالية ، حيث قال : " نحن نبني قواتنا لضمان التنمية الاقتصادية في المنطقة . و قد اعتدنا على العمل في المساحات القطبية الشمالية".

و الجدير بالذكر ان الجيش الروسي قام بإعادة بناء و توسيع العديد من المرافق في جميع أنحاء المنطقة القطبية خلال السنوات الأخيرة ، و قام بتجديد مدارج الطائرات و نشر أصول دفاع جوي إضافية هناك .

وأعطت روسيا الأولوية لتعزيز وجودها العسكري في منطقة القطب الشمالي ، و التي يعتقد أنها تحتوي على ما يصل إلى ربع النفط و الغاز غير المكتشفين على كوكب الأرض ، حيث استشهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتقديرات قدرت قيمة الثروات المعدنية في القطب الشمالي بنحو 30 تريليون دولار .

و قال أسطول المحيط الهادئ الروسي ، الذي شاركت سفنه الحربية في المناورات ، إن غواصة أومسك النووية و طراد صواريخ فارياج الروسي قد أطلقوا صواريخ كروز على هدف تدريب في بحر بيرنغ كجزء من المناورات ، و أن تلك المناورات قد شهدت أيضا إطلاق صواريخ كروز من نوع أونيكس على هدف تدريب في خليج أنادير بالقرب من ساحل شبه جزيرة تشوكشي .

فمع استمرار التدريبات ، رصد الجيش الأمريكي غواصة روسية تطفو على السطح بالقرب من ألاسكا يوم الخميس الماضي ، و قد أشار المتحدث باسم القيادة الشمالية الأمريكية بيل لويس إلى أن التدريبات العسكرية الروسية تجري في المياه الدولية ، أي خارج الأراضي الأمريكية.

و قد أضاف لويس أن قيادة الدفاع الجوي الأمريكية تراقبان الغواصة عن كثب، وأنهم لم يتلقوا أي طلبات مساعدة من البحرية الروسية لكنهم على استعداد لمساعدهم في حال تعرضوا لمحنة .

كما و نقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء عن مصادر أسطول المحيط الهادي الروسي قولها أن ظهور غواصة أومسك النووية أمر روتيني .

و في وقت متأخر من يوم الخميس الماضي ، أرسلت قوات الدفاع الجوي الأمريكي طائرات مقاتلة من طراز F-22 لاعتراض ثلاث مجموعات من طائرات روسية من طراز Tu-142 كانت على مقربة من ألاسكا . حيث بقيت الطائرات الروسية في المنطقة لمدة خمس ساعات و حلقت على بعد 50 ميلا بحريا من ألاسكا .

وقال مسؤولون أمريكيون أن الطائرات الروسية ظلت في المجال الجوي الدولي و لم تدخل المجال الجوي للولايات المتحدة أو كندا على الإطلاق .

بالإضافة إلى ذلك ، قال الجنرال جلين دي فانهيرك ، قائد قواد الدفاع الجوي الأمريكي ، في بيان صادر عنه: "إن نهجنا الشمالي في الدفاع الجوي قد زاد بسبب النشاط العسكري الأجنبي ، حيث يواصل منافسونا توسيع وجودهم العسكري و التحقيق في دفاعاتنا . فخلال هذا العام ، أجرينا أكثر من عشرة اعتراضات ، و التي كانت أكبرها مقاربة بالسنوات الأخيرة، و لم تكن أهمية جهودنا المستمرة لإبراز عمليات الدفاع الجوي في الشمال و عبره أكثر وضوحا من أي وقت مضى ".

و نقلت وكالة "ريا نوفوستي" عن رئيس أركان البحرية الروسية السابق ، الأدميرال المتقاعد فيكتور كرافشينكو ، قوله أنه من خلال ظهور سطح الغواصة في المنطقة ، ربما تكون البحرية الروسية قد أرادت إرسال إشارة متعمدة . مضيفا : " إنها إشارة إلى أننا لسنا نائمين و أننا نصل إلى أي مكان نريده".

الجدير بالذكر إن وجود أصول عسكرية روسية في المنطقة قد تسبب في ضجة لسفن الصيد التجارية الأمريكية في بحر بيرنغ يوم الأربعاء . و قد قال المتحدث باسم خفر السواحل الأمريكي كيب وادلو يوم الخميس : " لقد تم إخطارنا من قبل العديد من سفن الصيد التي كانت تعمل في بحر بيرنغ بأنهم صادفوا هذه السفن و كانوا قلقين منها".

كما و قال وادلو أن خفر السواحل اتصل بقيادة ألاسكا في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون المشتركة، و التي أكدت أن السفن كانت هناك كجزء من مناورة عسكرية روسية مخطط لها مسبقا ، و أنها كانت معروفة لبعض المسؤولين العسكريين الأمريكيين.

الجدير بالذكر أن الجيش الروسي قد قام بتوسيع عدد و نطاق مناوراته الحربية في السنوات الأخيرة ، حيث تراجعت العلاقات بين روسيا و الغرب إلى أدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم من أوكرانيا عام 2014 ، بالإضافة إلى بعض الأزمات الأخرى .