اصطنع ناشطون سوريون من حلب، معمل شبه بدائي لاستخلاص الأكسجين من الهواء، في مسعى لتلبية حاجة المرضى في المنازل إلى (منافس) هي الأخرى تم اصطناع نماذج يدوية منها كحل سريع لتلافي مخاطر الموت التي تلاحق مصابي الفيروس.
اصنطاع المشافي جاء تلبية للحاجات المرضية مع نقص توفر اللوازم الطبية بفعل قانون قيصر والعقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا
ولعل الصعوبة الأكبر التي واجهت ذوي المرضى هي تأمين أسطوانات الأكسجين التي تعتبر أساسيّة في المراحل الخطرة من العلاج، حيث يعمل الفايروس على مهاجمة الخلايا الرئويّة لدى المريض، الأمر الذي يؤدي إلى هبوط في معدل أكسجين الدم ما قد يسبب مشاكل كبير وخطيرة لباقي أعضاء الجسم في حال عدم تزويد المريض بكمية الأكسجين المناسبة والكافية.
وأطلقت العديد من المجموعات الشبابية والمجتمع المدني مبادرات رامية لتقديم المساعدة والوقوف إلى جانب مرضى فايروس كورونا عبر تزويدهم بالأدوية وأجهزة المراقبة وأسطوانات الأكسجين مجاناً، حيث شهدت مدينة حلب العاصمة الصناعية السورية ولادة مثل هذه المبادرات التي كان لها يدّ طولا في المساهمة بشفاء العديد من المصابين، وكان أبرزها مبادرتي "درب حلب" و"شهيق وزفير".
يقول شفيق الحريري أحد القائمين على مبادرة "درب حلب" خلال حديثه لـ سبوتنيك، أنَّ عمر مبادرة "درب حلب" أصبح حوالي 20 يوماً استطاعت خلالها تأمين الأكسجين لما يقارب الـ 17 حالة مصابة ضمن مدينة حلب، شملت تقديم أسطوانات الأكسجين وتبديلها وتعبئتها وتوصيلها بالمجان وعلى مدار الساعة، وأضاف "لدينا الآن حالتي شفاء من المصابين الذين استفادوا من خدمات المبادرة".
من جهته منتصر كيالي أحد مؤسسي المبادرة أكد أن "المبادرة نشأت كتعبير عن الشعور بمرضى فايروس كورونا والمعاناة التي يعيشونها خلال رحلة العلاج خاصة في الظروف الصعبة التي تعيشها البلاد، وما يعانيه القطاع الصحي من آثار العقوبات القسريّة الظالمة".
وأضاف أن المبادرة بدأت بخمس أسطوانات أكسجين قُدمت من متبرعين حلبيين، لتصبح اليوم حوالي 29 أسطوانة، حيث ساعدت المبادرة حتى الآن حوالي 50 حالة مصابة في مدينة حلب من خلال تقديم الأكسجين مجاناً، ومداورة الأسطوانات بين المرضى بعد التماثل للشفاء.
ويتابع كيالي: "هناك بعض الحالات كنّا نزودها بأكثر من أسطوانة أكسجين، وذلك تبعاً لدرجة الحاجة ومعدل الأكسجين في الدم الذي يجب أن تكون درجته فوق الـ 92 على جهاز قياس الأوكسيمتر" لافتاً إلى أن عدد المستفيدين اليومي وصل إلى 15 مريضاً.
وتقدّم مبادرة "شهيق وزفير"، المكوّنة من 15 متطوع بينهم أطباء وصيادلة ومن مختلف التخصصات والشرائح الاجتماعية، خدمات أخرى مجانيّة بالتعاون مع المراكز الطبيّة في مدينة حلب مثل التحاليل والتصوير الشعاعي والاستشارات الطبية".
النضهة نيوز - بيروت