الطائر ميتالورا فيبي

علوم

هذا الطائر الطنان ينجو من الليالي الباردة عن طريق تجميد نفسه

9 أيلول 2020 20:20

تعد جبال الأنديز الشاهقة في البيرو جنة للطيور الطنانة، فهي غنية برحيق الزهور البرية ولا تحتوي على العديد من الحيوانات المفترسة، لكن هناك مشكلة واحدة تواجهها، وهي البرد القارس.


وغالباً ما تنخفض درجات الحرارة أثناء الليل إلى ما دون درجة التجمد في هذه المرتفعات الاستوائية الممطرة، مما يطرح سؤالا مهمة عن كيفية استطاعة طائر لا يتجاوز وزنه ستة جرامات ويحتاج إلى رحيق 500 زهرة في اليوم للبقاء على قيد الحياة الحصول على طاقة إضافية كافية للحفاظ على دفئه طوال الليل؟

واكتشف الباحثون أنه مع انخفاض درجات الحرارة مع غروب الشمس، تدخل هذه الطيور الطنانة حالة من التجمد الشكلي، المعروفة باسم السبات. وأفاد باحثون مساء اليوم الأربعاء في دراسة لعلم الأحياء أن أحد الأنواع، وهو الطائر الطنان ذو الذيل المعدني الأسود (ميتالورا فيبي)، يمكن أن يخفض درجة حرارته إلى 3.26 درجة مئوية، وهي أبرد درجة حرارة للجسم سجلت على الإطلاق في طائر أو حيوان ثديي على الإطلاق.

يقول بلير وولف، عالم البيئة الفسيولوجية في جامعة نيو مكسيكو: "إن هذه الطيور تصبح باردة كالصخور. فإذا لم تكن تعرف الأمر ستعتقد أنها ميتة. حيث أن درجة التبريد التي تصل إليها شبيهة بدرجات الحرارة التي تصل إلى الأجسام عند الموت، مما يتيح للطيور الطنانة توفير الطاقة الثمينة ويسمح لها بالبقاء على قيد الحياة في الليل البارد والاستعداد للتغذية في اليوم التالي.

والجدير بالذكر أنه قد تم ملاحظة مثل هذه الأمر في العديد من الطيور الطنانة ، لكن وولف وزملائه أرادوا صورة أكثر تفصيلا عن الأمر، حيث وضعوا 26 فرداً من ستة أنواع مختلفة من هذه الطيور في أقفاص طوال الليل وأدخلوا ما يعادل موازين الحرارة الشرجية المصغرة فيها.

وخلال التجربة، بقيت الطوير جاثمة ومنتصبة وهي تواجه الحرارة الباردة،  قامت بنفش ريشها وتوقفت عن الحركة تمام.

ودخلت جميع الأنواع نوعا من السبات، لكن الطائرة الطنان ذو الذيل المعدني الأسود كان أكثرها برودة، حيث انخفضت درجة حرارته التي تبلغ في النهار حوالي 40 درجة مئوية إلى درجة حرارة أعلى بقليل من درجة التجمد.

 كما وتجدر الإشارة إلى أنه خلال النهار، يمكن لقلوب هذه الطيور الطنانة المتناهية الصغر أن تدق 1200 مرة في الدقيقة لتعزيز أسلوب حياتها المحموم. ولكن أثناء السبات، تنخفض معدلات ضربات القلب لديهم إلى 40 نبضة في الدقيقة.

ويقول وولف: "إنه انخفاض مذهل حقاً، فهذا يسمح لهذه الطيور الصغيرة بخفض استهلاكها من الطاقة بنحو 95 % تقريباً. ومن خلال عدم إهدار الطاقة في محاولة البقاء دافئة، يمكن لهذه الطيور أن تطير على ارتفاع يصل إلى 5000 متر فوق مستوى سطح البحر، إنه تكيف رائع للغاية".

وعند شروق الشمس، تبدأ نبضات قلب هذه الطيور الطنانة في التسارع، وتزيد درجة حرارتها بحوالي درجة في الدقيقة عن طريق اهتزاز عضلاتها. ويقول وولف: "كان يمكننا أن نرى الطائر يهتز في القفص، ثم يفتح عيناه فجأة ويصبح جاهزا للطيران من جديد".

النهضة نيوز