وجود آلام في الصدر ليس العلامة الوحيدة والدائمة التي تدل على الإصابة بالنوبات القلبية، ففي بعض الأحيان يمكن العثور على علامة في فم الشخص، وبشكل أكثر تحديدا في اللثة.
في الآونة الأخيرة، بدأ أطباء الأسنان والباحثون والأطباء في فحص الصلة بين صحة الفم والصحة العامة للجسم. حيث أن أحد المجالات التي ركزوا عليها في دراستهم هو العلاقة بين أمراض اللثة وأمراض القلب.
والجدير أن أمراض اللثة تتمثل بحدوث التهاب في اللثة، والذي يمكن أن يؤدي إلى انهيار اللثة والأسنان وأنسجة العظام التي تثبتها في مكانها. حيث يبدأ تشخيص الشخص بإصابته بمرض اللثة عندما يشير أطباء الأسنان إلى وجود الغشاء اللزج المليء بالبكتيريا الناجم عن تراكم مادة البلاك حول الأسنان.
حيث تتكون مادة البلاك هذه من الدهون والكوليسترول والكالسيوم والمواد الأخرى الموجودة في الدم، والتي يمكن أن تتراكم داخل الشرايين، مما يسبب حالة مرضية تعرف باسم تصلب الشرايين، وهي السمة المميزة والأرض الخصبة لأمراض القلب والنوبات القلبية.
وقالت الدكتورة هاتيس هاستورك من معهد فورسيث التابع لجامعة هارفارد، وهو مركز بحثي يركز على صحة الفم والأسنان: "أمراض اللثة تزيد من عبء التهاب الجسم. فالالتهاب الحاد الذي ينطوي على تدفق الخلايا المناعية التي تهاجم المهيجات والميكروبات، يعزز الشفاء على المدى القصير، في حين أن الالتهاب طويل الأمد يعتبر عاملا رئيسي في العديد من المشاكل الصحية الأخرى".
وتجدر الإشارة إلى أن العلاقة بين أمراض الفم وأمراض القلب والأوعية الدموية لم تكن معروفة جيدا من قبل، لذلك أجرى الباحثون تحليلا ثانويا لنظام مراقبة عوامل الخطر السلوكي لعام 2014، والذي نظر في فقدان الأسنان غير الناجم عن الصدمات، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والذبحة الصدرية والسكتة الدماغية.
النهضة نيوز