الشاعر اللبناني نهيد الدرجاني

ثقافة وأدب

أحمد هاتف: أنا بريء من دم هذا الدرجاني

أحمد هاتف

14 أيلول 2020 18:04

نهيد درجاني ..شاعر لبناني أصدر العام الفائت مجموعته الشعرية " أنا بريء من دم هذا الشعر " وهذا النص بمناسبة ميلاده الحادي والستين. 

أنا بريء من هذا الدرجاني 

" أنا بريء من سحر هذا الشاعر " ..بريء من " عربدة القاف في قتله " بريء من " غرور الميم في ما أحلاه " ..بريء من حبق يديه الينجب بساتينا من سهرات الريح وسكر الغيمة " ..بريء من " يهز السموات ويعجز الكتب " ..هذا المحتال الذي يطرطش ماء الكلمة فيتشاجر الشعر والمطر .. هذا المفتون من أعالي سواده لوديان بياضه..

أنا بريء من " هذا النهيد الدرجاني " لم اشاركه الفطنة، ولم اك قابلة غير مأذونة لصلوات يديه .. أنا بريء من " ثرثراته التي جاوزت الشعر .. ومدت لسانها بوجه الشعراء " .... 

أنا بريء من " ماذا تفعل يا رجل " بريء من " لارعاك الله كف عن التحليق لاتزعج السماء "

لذا اقف بكامل فقه العفة لأعلن .. " هذا الفارس هو الطاولة المستديرة والسيف وخيوله المارقة هي من تعلمت قطع مسافات الشعر بجنون ..دون أن يرعاها فقه اللغة .. وما وراء الإيجاز.. وراكمت صورها أمامي وأمامكم بوقاحة الزهاد وعنجهية البياض " ..

أنا بريء من " توسطه بين الميزان والعذراء " من مروقه في " صلوات السكنات وقداس الإعجاز " ..بريء من " هذا اليسبق نفسه حتى انه لم يعها جيدا " فقد اتسعت في الفعل كثيرا "..

أنا بريء من " أنا بريء من دم هذا الشعر " لأن هذا الكتاب هو كتاب الدرجاني المتكبر .. بجملته التي جنحت لإرباك الشعر .. وقلب طاولة اللغة .. واستيلاد المعجز من ثياب القواميس المهلهلة...

أنا بريء من طقطقة الحروف في كيبورده العجوز .. وبريء من اناجيله التي تغني بصوت ارزة ختياره ..لذا يأتي صوتها طاعنا ببهار فطائر الجدات ..

أنا بريء من " خميس السكارى " ..من " طاولته المشتركة مع الجاني فوزي يمين لا عظم الله تواضعه " ..بريء مما يفعلانه بفعل الأمر .. ومايكتبانه في الماضي والمضارع.. فهذان الحانقان على السكون هما السبب الأول في قطع نسل القصيدة التي ترتدي فساتين السهرة .. وتمارس الدعارة في الأمسيات "

أنا بريء من " ذاك المساء الذي نزل في الدرجاني مرتديا عاميته الصارخة ليكلمني الله دهشا متسائلا " من هذا الجانح للنبوه "

أنا بريء من قهوة صباحه وكتبه وشخبطاته ..وخطواته على صدر الجبل ..بريء من ورده وعطره ..وابتهالات المزامير في كأسه واماسيه .... 

أنا بريء من السنة ال " 61 " التي احتفل بها زورا ..واشهد انه " شيخ الشباب " والصبي العرفاني والاشد وقاحة في سطر الشعر 

أنا بريء من هذا النهيد الدرجاني



النهضة نيوز _ بيروت