علماء يكتشفون أقدم حيوان منوي تم تسجيله يعود الى ملايين السنين

علوم

في قشريات مغطاة بالعنبر.. علماء يعثرون على حيوان منوي متحجر عملاق عمره 100 مليون عام

18 أيلول 2020 13:21

اكتشف العلماء أكبر وأقدم حيوان منوي تم تسجيله على الإطلاق، والذي تم اكتشافه في إحدى القشريات المتحجرة المغطاة بالعنبر، ويعود تاريخها إلى ما يقرب من 100 مليون سنة. 


ووفقا للدراسة التي نشرت يوم الأربعاء في مجلة Proceedings of the Royal Society B  العلمية، فإن الخلايا الجنسية في العصر الطباشيري لم تكون أكبر بعدة مرات من الحيوانات المنوية البشرية فحسب، بل أن ما ميزها هو أنها أتت من كائنات ذات الصدفتين (الرخويات)، وكانت بحجم بذرة الخشخاش ، أي حوالي 0.6 ملم .

والجدير بالذكر أن هذا الحيوان المنوي الذي تم اكتشافه ينتمي إلى فئة "الحيوانات المنوية العملاقة" الشائعة بين بعض "القشريات الدقيقة" المعروفة باسم ostracods، والتي تضم في يومنا هذا حيوان الجمبري صغير الحجم.

كما أنه من المعروف أن الحيوانات المنوية في فصيلة الـ  ostracods تكون أكبر بعشر مرات من جسم الحيوان نفسه. وكمثال آخر، تمتلك ذبابة الفاكهة الحديثة أيضا حيوانات منوية ضخمة يقدر حجمها بـ 2.2 بوصة، أي حوالي 20 ضعف حجم جسم الحشرة نفسها.

ومقارنة بالنتائج البحرية، فإن النسبة المكافئة للبشر ستكون 24 قدما من الحيوانات المنوية، وذلك وفقا للمؤلفة المشاركة في الدراسة، الدكتورة رينات ماتزكي كاراسز، عالمة الأحياء الجيولوجية في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ.

وتقول الدكتورة كاراسز: " في السابق، لم نكن متأكدين مما إذا كانت الحيوانات التي كانت تستخدم هذه الحيوانات المنوية العملاقة في مرحلة معينة من تاريخها كان محكوم عليها بالانقراض بسرعة أكبر من غيرها . و لكن ما وجدناه في فصيلة القشريات ostracods، فيبدو أنها احتفظت بها لأكثر من 100 مليون سنة ، وهذا أمر مدهش حقاً! ".

بالإضافة إلى ذلك، قام الباحثين بفحص العينة التي تم العثور عليها في ميانمار ، باستخدام ماسح التصوير المقطعي المحوسب (CT) المجهري لتحليل المواد الموجودة في العنبر ، فكما اتضح ، كانت قطعة العنبر مليئة بـ 39 نوعا مختلفا من المحار الدقيق . حيث تلقي دراستهم الضوء على خصائص قشريات فصيلة ostracods القديمة التي لا تزال موجودة حتى يومنا هذا.

كما ويعترف علماء الأحياء بأنهم غير قادرين على قياس الخلايا الذكرية بدقة ، لكنهم يقدرون أن طولها لا يقل عن 0.2 ملم ، و هو ما يصل إلى عرض خيطين من الشعر، أي حوالي ثلث حجم العوالق البدائية.

وفي الحقيقة، أن تكون الحيوانات المنوية في فصيلة الـ ostracod كبيرة نسبيا تأتي بتكلفة تطورية ، ففي بعض الأنواع الحديثة ، يمكن أن يشغل جهازها التناسلي ثلث جسمها بالكامل.

النهضة نيوز