هذا هو «المنطق الوحيد» لما حصل في مرفأ بيروت!

أخبار لبنان

عن انفجار مرفأ بيروت.. مرتضى: القطع المعدنية التي تطايرت لم تكن أجزاء من صواريخ، بل كتل من جسم العنبر الرقم 12

26 أيلول 2020 09:57

كتب رضوان مرتضى في جريدة "الأخبار" اللبنانية: كان الخبراء الفرنسيون أول المحققين الغربيين الذين وصلوا إلى مرفأ بيروت بعد تفجير 4 آب الماضي.

أتوا بعد يومين على وقوع الجريمة، بطلب من المدّعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات. وبعد نحو 10 أيام، انضمّ إليهم محققون بريطانيون، ثم آخرون من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI)، بناءً على موافقة رئيس الجمهورية ميشال عون. حصلت "الأخبار" على خلاصة محاضر اجتماعات الأميركيين مع محققين لبنانيين. أبرز ما فيها أن "الاجانب" لم يقدّموا إضافة كبيرة إلى التحقيق، مكتفين بتأييد الخلاصات التي توصل إليها المحققون اللبنانيون.

لم يتسلٌّم المحقق العدلي في تفجير المرفأ، القاضي فادي صوّان، بعد، تقارير الخبراء الفرنسيين والبريطانيين والأميركيين الذي أتوا إلى لبنان للمساعدة في التحقيق في انفجار محتويات العنبر الرقم 12 في مرفأ بيروت يوم 4 آب 2020.

أنهى المحققون الغربيون ما جاؤوا من أجله ثمّ غادروا. أبلغوا القضاء والأجهزة الأمنية بتقديرات وخلاصات أولية لمعاينتهم مسرح الجريمة، واعدين بتقارير تفصيلية يُرتقب صدورها في غضون أسابيع. وقد حدّدوا مدة شهرين منذ مغادرتهم التي تمت قبل نحو أسبوعين.

وردّاً على سؤال الضباط اللبنانيين عن تقديره لقوة الانفجار لتحديد كمية المواد التي انفجرت إذا ما كانت ٢٧٥٥ طنّاً فعلياً، أجاب بأنّ الاعتقاد السائد عن أنّ نيترات الأمونيوم لا تنفجر من دون مواد أخرى تضاف إليها هو اعتقاد خاطئ. عندها سُئل عن قدرة المفرقعات على تشكيل موجة الصدم الأولية استناداً إلى معطيات فنية تُفيد بأنّ المفرقعات المكدّسة تُحدث موجة صدم شبيهة بمتفجرات RDX، فأجاب بأنّ ذلك صحيح، كاشفاً أنّ مادة الـ Flash powder التي تدخل في تركيب المفرقعات النارية تُحدث هذه الموجة الكافية لتفجير نيترات الأمونيوم في حالتها الخام. واعتبر أنّ تكديس النيترات يؤدي إلى انفجارها بشكل كُلّي.

وبالنظر إلى إفادات مواطنين عن العثور على قطع معدنية ظناً منهم أنها أجزاء من صواريخ وذخائر عسكرية، إلا أنّه تبين بعد الكشف عليها من قبل مكتب المتفجرات في الشرطة القضائية أنها كتل معدنية متطايرة من جسم العنبر الرقم 12. وردّاً على سؤال ضباط فرع المعلومات للخبير الأميركي بشأن تحليل المحققين اللبنانيين للانفجار، أجاب بأنها صائبة وتتوافق مع مشاهداته وتحليلاته بشكل كبير. غير أنّ ريغوبولوس رأى أنّ فريق «FBI» لا يزال يقوم بالدراسات والتقييمات لتحديد كمية المواد التي انفجرت، ولا سيما أنّهم لم يجزموا بإمكانية تحديد إذا ما كان ثمة قسم من نيترات الامونيوم التي كانت في العنبر الرقم 12 في المرفأ قد احترقت أو تناثرت في الهواء بفعل عصف الانفجار، حيث أجابوا بأنه يصعب الجزم، لكنهم لا يعتقدون بأنّ الكمية كانت موجودة كاملة. وأعرب الوفد الأميركي عن اعتقاده بداية بأن العنبر لا يتّسع لكمية ٢٧٥٥ طناً من نيترات الأمونيوم، لكنه عاد ليلفت إلى أنّ أكياس النيترات، وفي حال كانت موضوعة بعضها فوق البعض الآخر كما في الصور المتداولة، فإنّ كمية النيترات المذكورة يمكن أن تتسع في مساحة لا تتعدى ثلث العنبر.

هذه المعلومات وردت في دراسة أرفقتها «شركة بارودي للمحاماة» في مراسلتها إلى مدير عام النقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي بعد أربعة أشهر على رسوّ سفينة روسوس في مرفأ بيروت (2013)، محمّلة بـ2700 طن من نيترات الأمونيوم، وذلك للتحذير من خطورة هذه المادة والحوادث الكارثية التي تسبّبت فيها في عدد من دول العالم في القرن الماضي.


النهضة نيوز