يصنف مرض الهربس التناسلي على أنه مرض فيروسي شائع ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، أي أنه ينتقل من شخص لآخر عن طريق العلاقة الجنسية بسهولة، وعلى الرغم من أعراضه الواضحة، إلا أن بعض الأشخاص الذين لا تظهر عليهم أي أعراض إصابة لا يزال بإمكانهم نقل العدوى الفيروسية لشركائهم.
وعلى الرغم من أنه قد يبدو مرضاً خطيراً، إلا أنه ينجم عن فيروس الهربس البسيط (HSV)، والذي يوجد منه نوعان هما:
النوع 1 (HSV-1) والذي عادة ما يسبب الهربس الفموي، حيث تحدث العدوى في الشفتين والفم، وتكون الأعراض الشائعة شبيهة بتقرحات البرد أو بثور الحمى.
تجدر الإشارة إلى أنه حتى وقت حديث من القرن الماضي، لم يكن معروفاً أن هذا الفيروس البسيط يسبب الهربس التناسلي، ولكن يبدو أن الأمور تتغير خاصة بين الأشخاص الذين بدأوا في ممارسة الجنس في سن مبكرة.
مرض الهربس التناسلي
ومع ذلك، فيما يتعلق بمعظم الحالات، يحدث الهربس التناسلي بسبب النوع الثاني من فيروس الهربس (HSV-2)، والذي يعيش في الأعصاب بشكل رئيسي. حيث ينتقل الفيروس إلى سطح المنطقة المصابة ويكرر نفسه عندما يكون نشطاً، وتعرف عملية التكرار هذه باسم "التخلص" لمجرد أن هذه الفيروسات الجديدة يمكنها أن تتفكك لتنتقل إلى شخص آخر، ثم ينتقل الفيروس عائداً إلى أسفل العصب إلى العقدة العصبية التي تكون عادة في قاعدة العمود الفقري، حيث يظل نائماً لفترة من الوقت.
• أعراض الهربس التناسلي
أعراض عدوى فيروس الهربس البسيط عديدة ومميزة، وبالنسبة للعدوى الشائعة، قد يؤثر المرض على الجلد أو الغشاء المخاطي في الوجه والفم (الهربس الفموي) أو على الأعضاء التناسلية (الهربس التناسلي) أو اليدين (الهربس الهربسي).
ولكن هناك حالات أخرى تحدث فيها اضطرابات أكثر خطورة، والتي يمكن أن تحدث عندما يصيب الفيروس العين ويدمرها (التهاب القرنية بالهربس)، أو يغزو الجهاز العصبي المركزي، مما يؤدي إلى إتلاف الدماغ (التهاب الدماغ بالهربس).
وأظهرت الأبحاث أن الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، مثل الأطفال حديثي الولادة، أو الذين يقومون بعملية زراعة الأعضاء، أو الأشخاص المصابين بالإيدز، معرضون لمضاعفات خطيرة إذا ما أصيبوا بعدوى فيروس الهربس البسيط.
بالإضافة إلى الأعراض المذكورة أعلاه، فقد ارتبطت العدوى أيضاً بالعجز الإدراكي للاضطراب ثنائي القطب ومرض الزهايمر، على الرغم من أن هذه الحالات تعتمد في معظم الأحيان على الشخص المصاب.
• أمور يجب الانتباه لها
في حين أنه من الشائع في معظم الأوقات عدم رؤية أعراض الهربس لدى الأشخاص المصابين به، الأمر الذي يجعل الأشخاص غير مدركين أنهم مصابين بالفيروس، إلا أنه يجب أن تكون حريصا على صحتك.
حيث أن أفضل طريقة لتجنب الإصابة بالهربس التناسلي والأمراض المنقولة جنسيا الأخرى هي استخدام الواقي الذكري. ومع ذلك، لا يوفر الواقي الذكري الحماية الكاملة لأن الفيروس يمكن أن ينتشر عن طريق ملامسة الجلد للجلد في المناطق التي لا يغطيها.
• العلاج والوقاية:
في الوقت الحاضر، لا يوجد علاج معروف لهذا المرض، وفي حين أن الامتناع عن ممارسة الجنس العشوائي قد يساعد على الوقاية من الأمر، فإن استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس قد يكون حماية جيدة أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، تجنب ملامسة الجسم ومشاركة الملابس التي يمكن أن تحتفظ بسهولة بالسوائل الجسدية للشخص المصاب. كما ويجب على الأمهات الحوامل المصابات الإبلاغ عن أنفسهن إلى الطبيب الذي سيرشدهن إلى ما يجب القيام به في حالات أخرى لولادة طفل غير مصاب.
ومع ذلك، تتم إدارة اصابة مرض الهربس التناسلي طبيا باستخدام الأدوية المضادة للفيروسات التي يمكن أن تساعد في الحد من شدة ومدة تفشي المرض، فإذا تم تناوله مباشرة بمجرد أن يكون هناك وخز أو إحساس غير عادي بالجلد ودون ظهور بثور، أي في غضون 24 ساعة من تفشي المرض، فإن فرص إيقاف التفشي تكون أعلى من المتوسط.
النهضة نيوز