ترامب وبايدن يتنافسان على استمالة أصوات الولايات المتأرجحة

تقارير وحوارات

المعركة الانتخابية تحتدم.. بايدن وترامب يدخلان حلبة الولايات المتأرجحة

3 تشرين الثاني 2020 19:22

رغم زحمة الأحداث على المسرح الدولي وتداخلها وتنوعها بين أزمات اقتصادية أو دبلوماسية أو نزاعات على المقدرات الطبيعية أو معارك اقتصادية وعسكرية بين هنا وهناك، إلا أن أنظار العالم أجمع تتجه اليوم إلى الولايات المتحدة لمتابعة مجريات الانتخابات الرئاسية وترقبًّا لنتائجها العصية على النتبّؤ نظراً لضبابية المشهد وتقارب الأرقام في استطلاعات الرأي.

في العادة، تساهم المناظرات الرئاسية بين المرشحين في توجيه الناخبين الأمريكيين وخاصة المترددين منهم، بحيث تنعكس نتائجها في استطلاعات الرأي صعوداً لصالح أحدهما في مقابل تراجع حظوظ منافسه.

لكن في الاستحقاق الراهن، خبر الأمريكيون نوعاً من الكيدية والصبيانية السياسية بين الرئيس الحالي دونالد ترامب المرشح لولاية ثانية عن الحزب الجمهوري، ونائب الرئيس السابق جو بايدن المرشح عن الحزب الديمقراطي. الأمر الذي انعكس ضياعاً لدى الناخبين المترددين، وأضفى غموضاً إضافياً على النتائج المرتقبة.

إلا أن هناك عاملان أساسيان يحدّدان التوقّع الأقرب إلى التحقق بخصوص نتائج الرئاسيات الأمريكية، وهما: الولايات المحسومة مسبقاً تبعًا لنتائجها التقليدية المبنية على انتماءٍ ثابتٍ إما للحزب الجمهوري أو للحزب الديمقراطي. وولايات الحسم المعروفة بالولايات المتأرجحة نظراً لصعوبة توقع تفضيلات الناخبين فيها، خاصة غير المنتسبين إلى أيٍّ من الحزبين الكبيرين في البلاد.

فما هي الولايات المحسومة وما هي الولايات المتأرجحة؟

يبلغ عدد الولايات المحسومة تاريخياً 40 ولاية ينقسم ولاؤها بين الحزبين، بحيث يدخل المرشحان إلى حلبة الصراع الرئاسي وفي جعبة كلٍّ منهما عددٌ من الولايات المضمونة.

الجدير بالذكر أن الخارطة السياسية الأميركية شهدت حالة تغيّر واسعة خلال العقود الماضية. فقوننة تشريعات الحقوق المدنية التي أدّت إلى إنهاء أوجه الفصل العنصري كافةً فيما بين الأميركيين وخاصة بحق من هم من أصولٍ إفريقية، ورئاسيات العام 1968 التي أعقبتها، شكلت المنعطف الأبرز لتحديد ملامح الولايات وتقسيمها بين جمهورية وديمقراطية.

ومنذ ذلك الوقت انحازت العديد من الولايات الجنوبية وولايات الشمال الأوسط والشمال الغربي إلى الحزب الجمهوري، في حين بقيت الولايات الساحلية الغربية قريبة من الديمقراطيين، وأضيفت إليها ولايات الشمال الشرقي.

أما الولايات العشر المتبقية فتتسم بالتأرجح بسبب تذبذب ولاء الناخبين فيها، بحيث تكون لها الكلمة الفصل لحجز بطاقة العبور إلى البيت الأبيض. فهذه الكتل الانتخابية الوازنة تبقى خارج دائرة الإيديولوجيا التقليدية، لا هي ديمقراطية ولا هي جمهورية، ما يدفع بالمتنافسين إلى التسابق لاستمالة الناخبين فيها أملاً في حصد أصواتها ورفع حظوظهم في الفوز.

وأبرز الولايات المتأرجحة: فلوريدا، أريزونا، ميشيغان، بنسلفانيا، ويسكونسن، نيوهامشير، ونورث كارولينا..

ولا يتم انتخاب الرئيس الأمريكي عبر الاقتراع المباشر من قبل المواطنين، بل من خلال أعضاء المجمع الانتخابي بناءً على توجّه غالبيةِ الناخبين، إذ يحتاج المرشَّح الأمريكيّ للفوز بمقعد الرئاسة إلى 270 صوتًا من مجموع أصوات المجمع الانتخابيّ الذي يعتمد عدد أعضائه عن كل ولاية على عدد السكان.

فعلى سبيل المثال، تمتلك كلٌّ من ولايتي فلوريدا ونيويورك نحو 29 صوتًا انتخابيًّا، والحزب الذي يفوز بأصواتها ترتفع حظوظه بالفوز بالرئاسة الأمريكيّة.

الأرقام التقريبيّة التي توصّل إليها المختصون للانتخابات الحالية أوضحت أنّ الحزب الجمهوريّ ضمن قبيل فتح أبواب الاقتراع نحو 170 صوتًا من 22 ولاية حمراء، فيما استحوذ الحزب الديمقراطيّ على أصوات 233 مندوبًا من 21 ولاية زرقاء. ما يعني انحسار الصراع مبدئياً على 135 مندوبًا موزَّعِين على 8 ولايات متأرجحة بيدها القول الفصل.

وعلى صعيد التقسيمات الإحصائيّة في فلوريدا مثلاً، نلاحظ أنّ 37% من الناخبين ديمقراطيّون، و35% جمهوريّون، فيما 27% لا ينتمون إلى أيٍّ من الحزبين، وهؤلاء المستقلون يشكلون العنصر الذي يرجّح كفة الولاية لصالح أحد الحزبين دون الآخر.

النهضة نيوز- ياقوت دندشي