الرئيس السوري بشار الأسد

تقارير وحوارات

محلل سياسي لـ "النهضة نيوز": زيارة الأسد للخليج تكهنات وبايدن أخطر على لبنان وسوريا من ترامب

6 تشرين الثاني 2020 10:25

شهدت الفترة الأخيرة مؤشرات للتقارب بين سوريا ودول الخليج، وفي مقدمتها سلطنة عمان التي أعلنت عودة فتح سفارتها في دمشق، إلى جانب البضائع السورية التي فتحت لها السعودية أبوابها، المؤشرات لم تتوقف عند مشاهدات بل جاءت حتى بتسريبات وأحاديث عن نية السعودية ورغبتها المشاركة في إعادة إعمار سوريا، وعن زيارة مرتقبة للرئيس السوري إلى دولة خليجية دون أي تفاصيل أخرى.

النهضة نيوز، ناقشت مؤشرات التقارب هذه التي تتزامن مع ترقب العالم لنتائج الانتخابات الأمريكية، مع المحلل السياسي عبد الله أحمد الذي أكد أن "الحديث عن تقارب سوري مع دول الخليج هو مجرد تكهنات، لا ننكر أن هناك تحسن في علاقات سوريا مع الإمارات وأنها أفضل اليوم مما مضى، كما أن هناك علاقات بين سوريا وسلطنة عمان والتي لم تنقطع أبدا؛ فسلطنة عمان تلعب دور الوسيط في الأزمات التي تحدث في المنطقة؛ بالتالي أعتقد أن الحديث عن زيارة للرئيس السوري هو حديث مبكر الآن ولا يوجد أي تصريحات رسمية بهذا الخصوص".

وأشار أحمد إلى أنه "لا تغير في الموقف الخليجي بشكل جذري، هناك محاولات أو هناك إشارات كما نسميها بعالم السياسة، إشارات تأتي من الجانب السعودي عندما سمحوا للشاحنات السورية والبرادات السورية بالوصول إلى السعودية ومنه نستنتج ان حدة العداء قد خفت وهذا يعود لفشل المشروع الأمريكي في سوريا وفي المنطقة بشكل عام".

ونوه المحلل السياسي السوري أن الحديث عن تقارب سوري سعودي هو مرتبط بشكل عام بالولايات المتحدة التي ستتغير أساليبها بعد الانتخابات الحالية.

وأضاف أن "الدخول في تحليلات والبناء على ما يحدث هو في غيرمكانه الآن هناك بعض الزيارات غير المعلنة إلى سوريا، كما ان هناك بعض الرسائل لكن حتى الآن لم نرى انفراجاً كبيرا، فالموضوع متعلق بالحل السياسي بشكل عام وهذا الحل لم يأت بعد وأعتقد أن الحل يحتاج لتوافق أمريكي روسي لايكون إلا بعد الانتخابات الامريكية".

أما عن توقعات نتائج الانتخابات الأمريكية كشف الباحث السياسي أنه "من المرجح فوز ترامب ولكن قد يحدث مفاجئات، ولا يمكن وصف هذه الانتخابات أنها ديمقراطية فالرئيس الذي سيصل إلى السلطة معروف مسبقاً من قبل سلطة الظل سلطة مالكي المال العالمي هم من يقرر من هو الفائز الحقيقي بالتالي لعبة الانتخابات الأمريكية موجهة للداخل والخارج بشكل عام وفي جوهر الأمر أعتقد أنه اذا حصل اتفاق بين ترامب وهذه السلطة سيكون هو الرئيس الفائز".

وقال: "هناك رسائل ضغط على ترامب هو يريد دولة أمريكية قوية لكنه يراهن على اللوبي اليهودي ويعقد تحالفات معهم ويراهن على الانجيليين بالتالي وبنفس الوقت هناك متطلبات من مالكي المال الذين يسيطرون على قرارات الولايات المتحدة الأمريكية والماسونية هي الجزء الأساسي وهي السلطة الاساسية في الولايات المتحدة، بالتالي المؤشرات تدل أن هناك اتفاق حصل لكن لايخلو الأمر من المفاجئات وقد يحصل انقلاب في القرار بين الأطراف المتفقة".

وعن اتفاقات السلام وعن الوضع السوري أوضح أحمد من "المعتاد أن تصل الأطراف الكبرى لاتفاق بالتالي تحديد صفة الرئيس الفائز هو من يحدد طبيعة الوضع القادم واذا حصلت تسوية سياسية في سوريا ستكون هناك انفراجات مع الدول الخليجية ومع دول أخرى لكن هذا يحتاج لوقت طويل لن يتم بالقريب العاجل".

وتابع: "امام كل هذه المعطيات الحديث عن زيارة للرئيس الأسد مجرد تكهنات او معلومات مسربة لغرض قد يكون سلبي وان كان وحصلت هذه الزيارة مؤكد سيكون هناك تغير جذري فالرئيس الأسد لن يزور دولة خليجية أو غير خليجية عن عبث".

وفي الحديث عن لبنان وعن التشكيل الحكومي قال أحمد :"نحن نعلم جيداً ان لبنان وصل إلى هذه المرحلة نتيجة عوامل داخلية مختلفة تعود إلى المحاصصة الطائفية التي سبقتها في العراق لكنها في لبنان بدت أوضح وهي محاصصة مدعومة من الدول الفاعلة في العالم".

متابعاً: "الغرب يسعى لتجويع المنطقة وفرض الوصاية عليها ومن هنا نرى الحصار الاقتصادي على سوريا وقانون قيصر وغيرها والضغوط الهائلة على لبنان".

وبين أنه بعد زيارة ماكرون الأخيرة لسوريا وبعد الأحداث الدراماتيكية في تلكيف أكثر من رئيس أظهرت أن ماكرون مدفوع ومفوض من الولايات المتحدة المشغولة حاليا بانتخاباتها وتريد كسب الوقت.

أما عن علاقة الوضع في لبنان بالرئيس الفائز هو يتعلق بسياسة الرئيس الفائز، إذ أن فوز بايدن سيعقد الأمور أكثر، لأن لبنان يعاني عدة أزمات سياسية واقتصادية وفوز ترامب سيسهل الأمور في لبنان.

وكشف انه اذا نجح بايدن ستكون الأمور أعقد لأنه يؤمن بالتدخل العسكري المباشر وبعد أن أدت سياسات اوباما والديمقراطيين إلى غزو المنطقة بدءا من العراق وتونس وصولا إلى لبنان من خلال ما يسمى الربيع العربي وهناك نية لبايدن بتوسيع التدخل العسكري في المنطقة، بالتالي اذا فاز سنكون اما تفجير في المنطقة وقد تتأجل التسويات بشكل عام، أما لبنان الوضع الأصعب فهو يعاني من ضغوط من النقد الدولي لوضعه تحت الوصاية واذا سار هذا المسار في لبنان سيكون محفوفاً بالمخاطر وهو مسار خاطئ بالتالي على اللبنانيين اعادة ترتيب البيت اللبناني وتنفيذ ما يسمى اتفاق الطائف التخلي عن الطائفيات السياسية ومحاربة الفساد بشكل عام والقيام باصلاحات معينة هكذا يمكن حماية لبنان خاصة المقاومة المستهدف الأول في لبنان.

عن الدور "الاسرائيلي" في لبنان، أكد أحمد أنه قد يكون هناك تورط "اسرائيلي" في لبنان، فكل ذلك متعلق بالرئيس القادم، العالم كله يترقب، لاننا أمام عقد من التحولات الكبرى وهناك تغيير في الخرائط، وسنكون أمام أزمات بالاضافة إلى تغير المناخ السياسي، وعلى الدول أن تكون على أهبة الاستعداد والمواجهة.

وختم الأحمد قائلاً: "لا تكفي ردات الفعل، بل يجب ان ترسم خططها الاستراتيجية وبالأخص دول المشرق، وعلى وجه التحديد سوريا التي عليها تحرير كامل أراضيها في الشمال لتجبر الضغط الأمريكي على التراجع عن المناطق التي يسيطر عليها".

النهضة نيوز - خاص - نوار هيفا