أنيس منصور.. أيقونة الكلمات

منوعات

أنيس منصور.. أيقونة الكلمات

عبد العزيز بدر القطان

10 تشرين الثاني 2020 23:31

إلى روح الأديب العظيم "أنيس منصور"

جمع بين الصحافة والأدب والفكر، والفلسفة والترجمة، إن كنت تقرأ الأهرام حتماً ستعرّج على مقاله اليومي "مواقف"، من جيل الصحفيين المخضرمين، والكتاب والأدباء الذين طبعوا الحياة الثقافية في مصر لعقود، عن عملاق الأدب والصحافة والسياسة أتحدث، عن القامة الكبيرة، أنيس منصور.

يقول ما لديه دون أن يوضح صراحةً كما في كتاباته عن الليبرالية الوطنية، وكان من المعجبين بالقامة عباس محمود العقاد، وعن ذلك إنبثق كتاب "في صالون العقاد كانت لنا أيام"، ما أجمله من عنوان، يشدك لتعلم ما الذي دار في تلك الحقبة وفي ذلك الصالون، هل من أسلوبٍ مشوق أكثر من ذلك؟!

أثرى أنيس منصور كأديب وفيلسوف ومفكر وصحفي ومترجم المكتبة العربية بالكثير من المؤلفات، وذلك لإلمامه بعدة لغات ومنها الإنكليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية وغيرها، حيث ترجم أعمالا وكتبا أدبية أجنبية، وكتب في أدب الرحلات كتاب "بلاد الله لخلق الله" و"أعجب الرحلات في التاريخ" و"حول العالم في 200 يوم"، 

يقول الأستاذ الكبير، الفيلسوف أنيس منصور: "هناك ثلاث أنواع من الرحلات، أن تسافر، وأن تقرأ الكتب، وأن تقرأ كتب الرحلات".


روحانيات

إن أدب الرحلات، ادب جميل جداً، ومن أرقى أنواع الكتب الأدبية، وله إهتمام واسع على إمتداد العالم، والغرب بصورة عامة يهتم بهذا النوع من الأدب، لقد كتب أنيس منصور في هذا الخصوص كتل جميل بعنوان "حول العالم في 200 يوم"، وللأمانة وبصدق، هذا الكتاب من أروع ما قرأت، ففيه تصوير جميل جداً، إذ أن ما يميز الكاتب منصور عن بقية الكتّاب بأنه يحاورك في كتاباته ويتنقل بك في فضاءات رحبة من خلال التصوير الجميل للأفكار التي يسطرها، من مواقف شخصية وأدبية وسياسية وحتى إجتماعية، فيصور لك هذه الأمور وكأنك ثالث الحاضرين وشريك في أطراف الحديث، وهذه براعة وحرفية قل نظيرها.

وهنا لابد من الإشارة إلى علاقة الكاتب بمسقط رأسه خاصة إذا كان من الأرياف، والذي يعزز في روحه مسألة التأمل، ويعطيه مساحة واسعة من خلال الهدوء المحيط به للخروج بلوحات إبداعية في شتى المجالات وبالطبع الأدب في المقدمة، ولابد من ذكر مثال حي شاهدته لأم العين، عن قرّاء التجويد في مصر التي تمتاز بقرّاء من أجمل ما طربت له أذني، ويتشاركون في أن غالبيتهم ينحدرون من الأرياف، وصعيد مصر، فتراهم يملكون إبداع رائع، من نفسٍ طويل وتأمل، وتصوير رائع، فقرّاء القرآن الكريم من أمثال الشيخ عبد الباسط عبد الصمد، رحمه الله، أو الشيخ الحصري، أو الشيخ محمد عمران أو السيد سعيد، يأخذونك إلى الروحانية الإلهية التي لا تجدها في أي مكان.

إن بداية أنيس منصور، كانت مرتبطة بالطبيعة، ولا ننسى أنه تلقى علمه في حلقات الكتاتيب بين قرّاء القرآن وحفظته، الأمر الذي وسع أفق التأمل لديه وإنعكس على أسلوب الكتابة الذي إمتاز فيه.

تميّز قلّ نظيره

هناك أمر ميّز أنيس منصور أيضاً، وهو أنه في كتابة مقالاته تراه مختلف كليّاً عن مؤلفاته من الكتب، فترى مقالاته مركزة في مقدمتها ومتنها وخاتمتها بأسلوب متهكم جداً، خاصة في الأمور السياسية، فتراه يصول رسائله بخفة وبراعة وبنقد لاذع حيث يلّمح دون أن يصرّح فلا يعرف المقصود منها إلا الحاذق والذكي.

ليس هذا فقط، يمتلك أنيس منصور الكلمة الجميلة المصحوبة بتلك النكتة المصرية الجميلة.

إن ما دفعني للكتابة عن هذه الشخصية المميزة، هي حالة الأدب والرواية العربية عموماً، والخليجية بشكلٍ خاص، اليوم هناك جيل كامل تراه يكتب على وسائل التواصل الإجتماعي وبعضهم ينجز ما بين ثلاثة إلى أربعة كتب في العام الواحد، دون أن يعلم أن تأليف أي كتاب هو مسؤولية، فأنا أعرف الكثير من القامات الكبيرة من مفكرين وإعلاميين وفلاسفة يشرحون كتاب أو يحققون في آخر، لكن لديهم رهبة من التأليف لأن الكلمة مسؤولية تحتاج عمق ونضج، وتحتاج بصيرة وأدوات وما هي الرسالة المراد إيصالها من هذا المؤَلف، فالمسألة ليست القيام بتأليف الكتاب، بل يجب أن يكون الكاتب ملم بقواعد الرواية والأدب أو أياً كان نوع الكتاب، فهذه مشكلة كبيرة.

إخترت أنيس منصور ومؤلفاته، لمقارنة بسيطة عن ذاك الزمان، ومستوى الرواية والأدب في وقتنا هذا، خاصة عندما تقرآ تلك المؤلفات الجديدة التي في غالبيتها تمتاز بالسطحية، وهذا خلاف لروح الأدب الذي إعتدنا عليه.


الزمن الجميل

أذكر قبل 20 أو 25 سنة مضت، أن قرأت كتاب "النقد الأدبي .. أصوله ومناهجه" لسيد قطب، الذي تكلم فيه عن أدب الرواية موضوعها ومناهجها، وأدب المسرح وأدب القصة، والنقد والمقال، كلها رأيت فيها علوم كبيرة، فعندما يريد أي شخص ان يكون روائياً عليه قراءة هذه الكتب والدراسات التأصيلية، وبعدها عندما يكتب يبدع، وهنا أذكر مثال عن كتب "علي الوردي" فتراها في عالم آخر من التأصيل العلمي العميق.

وعندما تقرأ على سبيل المثال لا الحصر لإحسان عبد القدوس وأسلوبه الكلاسيكي الجميل خاصة وأنه كان يهتم بنفسية المراهقين ويعالج قضاياهم في ذاك الزمان، وعندما تقرأ لسارتر تراه يتكلم بثقافة بيئته لكن تجد فيها عمق فلسفي، ما دفعني إلى ذكر هذه الأمثلة، على كثرة كتّاب اليوم لا خلفية لهم ولا ثقافة تذكر ويؤلفون مؤلفات أقرب إلى سياسة النسخ واللصق، وحشو الروابط لمؤلفات وأبحاث آخرين، فأين التأليف هنا؟!

لتتحول العملية من أدب وفن راقي إلى عمليات تجارية بين الكاتب ودور النشر والطباعة، وهذا لا يقتصر على الأدب، بل أقصد في مختلف أنواع الكتب، التي في غالبيتها معلومات تم سحبها من محركات البحث الإلكترونية، ترتّب وفق طريقتهم، لا يوجد فيها أي نوع من أنواع التحقيق، وهذه هي الطامة الكبرى، فأي فرع من فروع العلوم تريد الخوض فيه، تحتاج إلى سنوات من العمق الثقافي لتخرج بمؤلف يتميز وينتشر ويعيش كما كتب القدماء أو على أقل تقدير يعيش بين الأسماء اللامعة في العصر الحديث.

كذلك الأمر يما يتعلق بالرواية ونوعها سواء كانت تاريخية أو بوليسية أو إجتماعية وعاطفية أو الإسلامية (مع التحفظ عليها) يجب أن تعرف الكثير عنها لتكون كاتب بحق، وبالتالي يجب نقد الوضع الحالي، لتحسين أداء الجميع وحالة الكتاب العربي، وليس لمجرد النقد، وبصراحة مطلقة ومجردة، الحل لا يبشّر بخير، والوضع من تدهور إلى تدهور، ولتلافي مثل هذا الوضع، لابد لنا من أن نعرف هذا الجيل بالأساتذة الكبار من أمثال الأستاذ الأديب الراحل نجيب محفوظ والدكتور طه حسين، وغيرهم من الكتّاب الكبير، تجدهم في مؤلفاتهم متسلحين بالعلم، ومثقفين وقامات كبيرة ومؤلفاتهم أثرت الحركة الأدبية، ورغم وفاتهم إلا أن تراثهم حاضر بينهم، وإلى الآن تراهم محل جدل عند النقاد الكبار، ويستفيد من مؤلفاتهم المستشرقون والجامعات الغربية وغيرهم من طلبة العلم في هذا المجال.

زيارة خالدة في الذاكرة

شخصياً، لكل من أقرأ أتعلم منه ومن أسلوبه وأثري نفسي وروحي بما سطروه، ولا زلت طالب علم يبحث عن الإستفادة، وشخصياً أيضاً قرأت كل مؤلفات المبدع أنيس منصور، وكان لي شرف لقائه ولله الحمد دوماً، في مصر وحرصت على هذا اللقاء رغم أنه حينها كان متعباً جداً، ورغم ذلك حدث اللقاء رغم قصر مدته لكني إستفدت كثيراً من الأجوبة على أسئلتي له، خاصة إستراتيجيته في الكتابة، فلقد إستمتعت في تلك المدة القصيرة التي إلتقيت فيها هذه القامة الكبيرة، فلقد تأثرت بأخلاقه وترحيبه الحار رغم تعبه الشديد لكني إستفدت الكثير من منهجيته وتواضع الأديب والكاتب والفيلسوف، وكأني زرت هرماً من أهرام مصر الشامخة، فعلى الرغم كما أشرت من قصر مدة اللقاء لكن الفائدة تختزل بحر عطاء على قدر المستطاع، فمن يكون قارئ لكل أعمال هذا الأديب، يتلمس مباشرةً المهارة والإستراتيجية في الكتابة، وحذاقته ونباهته أيضاً، فلقد ذكر لي كيف كان منكباً على قراءة الأدب الفرنسي والإنكليزي والإيطالي بكثرة وهو المتعلم للغاتهم، فعلى الرغم من تعبه كان حاضر البديهة قل نظيرها، فكان يقدم لي شلالاً من المعلومات وأرشدني إلى مفاتيح كثيرة كمسألة كيف أقرأ للفلاسفة الغربيين الكبار دون أن أتأثر بهم، أو أتبنى آرائهم، وتناقشنا في رواية وليم شكسبير "تاجر البندقية".


لم يقتصر الأمر على ذلك، بل حدثني أيضاً عن علاقته بعميد الأدب العربي طه حسين، وكيف كان ترتيب اللقاء معه في التلفزيون المصري، وكيف كان دمث الحلق، وحدثني عن معاركه الأدبية والفكرية والتاريخية، وبالتالي إستمتعت كثيراً لكوني حلقة وصل بين الجيل الحالي والجيل القديم، خاصة وأني جلست مع شخص كان له تواصل مع جيل العمالقة والكبار ورواد الحركة الأدبية في مصر والعالم العربي والإسلامي، الذي لن يتكرر.


إن كتابه "حول العالم في 200 يوم"، صور فيه العواصم والأماكن، وهنا أكرر النقطة الهامة التي أشرت إليها أعلاه، لأن الروائي والكاتب الحقيقي يجب أن يتسلح بالقراءة ويقرأ للكثير من الكتّاب، ولكل أنواع الأدب، الإنكليزي والفرنسي والروسي، والعالمي.


إن أنيس منصور إطلع على كل ذلك فهو يتكلم لغات عديدة، (الإنكليزية والفرنسية والإيطالية واللاتينية والروسية)، وأشرف على مئات رسائل الماجستير والدكتوراه، وهو المتخرج من كلية الآداب – جامعة القاهرة، ودرّس في جماعة عين شمس، ومن ثم تفرغ للعمل الصحفي والكتابة، بما يعني كان يقرأ ويكتب في السابق، فتعلم اللغات هي من ضمن أدوات الكتابة، فعندما تقرأ الآداب العالمية بلغة بلادها، تكون قارئ نهم، على عكس أن تقرأها مترجمة، بأسلوب المترجم لا الكاتب.


لذلك أغلب كتب الأستاذ أنيس منصور تُرجمت، فهذا وبكل فخر وتواضع يُقال إنه أديب.


تسلّح بالقراءة

جلست مع كثير ممن يقولون عن أنفسهم كتّاب سواء في الخليج، أو في الدول العربية الأخرى، وبصراحة كتبهم لا تُقرأ، وعندما كنت أسألهم هل قرأتم لأنيس منصور، يرتبكون ما يعني لم يقرأوا له أو لأقرانه، فإذا كان الكاتب لا يعرف الأدباء العرب فكيف يدخل في هذا الحقل وفي هذا المجال، فتراهم يفتقرون إلى النضج فيما يكتبون.

فمثلاً العناوين اللامعة لكتب أنيس منصور جميعها مميزة مثلاً (عاشوا في حياتي) تأملوا هذا العنوان وجماله لأناس كانوا يعيشون معه ومروا في حياته، قمة الروعة، أو (لعنة الفراعنة) وكيف لا يتميز وهو يملك رشاقة قلم نادرة، حتى مقالاته التي كانت تنشر في أخبار اليوم المصرية وبفضل وتوفيق من الله سبحانه وتعالى حصلت على جميع الأعداد منها، وقرأتها، وكان حينها أستاذ ورئيس قسم في جامعة عين شمس، في فترة من الفترات، والأستاذ منصور، تربى على جيل الرواد، فمثلاً عبد الرحمن الشرقاوي كان زميله، وتربى على أدب طه حسين عميد الأدب العربي، وقرأ كتب مصطفى صادق الرافعي وكتب المنفلوطي، أنيس منصور من مواليد 1924 – 2011، ونتذكر قديماً كيف كان يجتمع الأدباء والكتّاب على القهاوي المصرية القديمة الحاضرة إلى يومنا هذا.

فعندما جلست معه رغم تعبه، لكنه كان يتمتع بحيوية وذاكرة حديدية خارقة، لقد حدثني عن أدباء بغداد وبعض الأسماء في دمشق، وعن تونس والجزائر، وكما ذكرت رغم تعبه الشديد لكن ذاكرته كانت حاضرة، رغم إقتصار لقائي به على هذه المرة الوحيدة والتي أفخر وأتشرف بها على بساطتها، وأذكر إني قلت له، إني تلميذك عن بُعد وتتلمذت على كتبك، لكن هذا لا يعني أن أتفق على كل ما جاء مثلاً في مقالاته، كمسألة السلام وتمجيده للرئيس المصري الراحل أنور السادات المبالغ فيه، فهنا مثلاً لا أتفق في ذلك معه.

الحرية أن تأخذ ما يناسبك من أي شخصية عامة كالكتّاب الكبار، لا أن تتبنى آرائها جميعاً، وأن أذكرها بما لها وما عليها، وهنا يكمن التوازن، فأنيس منصور رغم تكريمه في حياته بأكثر من مناسبة، كجائزة الفارس الذهبي وجائزة الأدب العالمي الأول من أكاديمية البحث العلمي، وأخذ دكتوراه فخرية من جامعة المنصورة، لكنه لم يأخذ حقه مع الأسف، كما يجب، فحقه أن يبقى ذكره حاضراً دائماً حول ما أبدع وحول إرثه الكبير ومؤلفاته الرائعة.

طلاب العلم


من يريد أن يتعلم الأدب اليوم، وأن يكون أديباً وروائياً كبيراً، عليه ان يقرأ للعظماء، خصوصاً أدباء وكتّاب مصر، بالذات الرعيل الأول، مع ملاحظة مهمة قبل أن تقرأوا كتبهم إقرأوا سيرة حياتهم، وعطائاتهم وتأثيرهم بالبيئة وتأثرهم بها، والحالة الإجتماعية والسياسية، خاصة مواقفهم من زعماء ورؤساء الحقب التي عاشوا بها وخلالها، في بلدهم وخارجه، وعلاقتهم بالمثقفين والبسطاء من الناس العاديين، كل هذه الأمور تنمّي ملكاتك الفكرية لأنك أولاً وأخيراً عن أردت خوض مجال الكتابة فأنت تكتب للجمهور الذي هو كافة شرائح المجتمع الذي أنت تعيش فيه.


فأنيس منصور تكلم عن جلساته مع محمود عباس العقاد وعن أنور السادات وقصته مع جمال عبد الناصر ومع عبد الحليم حافظ ومع الكثير من الشخصيات الأدبية والفنية، فالأديب والروائي عليه أن يحتك بالجميع لا أن ينعكف على نفسه وعليه أن يرى ببصيرته لا ببصره فقط، وإقرأوا دائماً ما بين السطور، فمعرفة الكاتب تأتي قبل الكتاب، ولتنفعل مع الطبيعة مع الحياة، هذا كله إختبره أنيس منصور وأعطاه النضج القوي لأن يكون رائداً في مجاله، فكان في كتاباته عن المرأة أبلغ من الشاعر الدمشقي نزار قباني، وهو القائل "المرأة قلعة كبيرة، إذا سقط قلبها، سقطت معه"، تأملوا هذا التشبيه الكبير وفعلاً المرأة كبيرة في عطائها كأم وزوجة وإبنة وحبيبة وصديقة، فإنظروا كيف تعمق في المرأة بما يليق بها، فهكذا يكون الغزل العفيف، وقال في المرأة أيضاً: "المرأة الأنيقة هي إمرأة عاشقة لنفسها" أي هنا يمكن النساء من تعزيز ثقتهن بأنفسهن.


أخيراً، هذه الأمور المتوافرة بين يدي الجميع، لابد للإنسان أن يتسلح فيها، خاصة من يحمل مسؤولية القلم بين يديه، أياً كان نوع التخصص الذي تريد أن تكتب فيه، إقرأ للجميع، وكن حراً عندما تكتب، وكن سلطان على الأوراق وأن تكتب، إنفعل مع كل أنواع الكتب، الأدبية والسياسية والتاريخية وغير ذلك، إقرأ لمن خدم الأدب والصحافة العربية والعالمية.


أنيس منصور واحداً من أغنى الأقلام المصرية والعربية، فقد ساهمت معاصرته لمثقفين وأعلام كبار في الفكر والثقافة مثل طه حسين والعقاد وتوفيق الحكيم وغيرهم، بالتميز والعمق والتنوع في مجالات الكتابة في السياسة والفكر والثقافة والأدب والفلسفة والاقتصاد، أثرى كأديب وفيلسوف ومفكر وصحفي ومترجم المكتبة العربية بعشرات المؤلفات.


أنيس منصور إنسان قبل أن يكون أديباً، تقرّب من الجميع، وجعل بصيرته تكتب، سطر فأبدع، هو المشاغب والجميل والرائع، والمثقف، إقرأه لتتفتح بصيرتك، فبلادنا زاخرة بالعظماء، ونحن جميعاً تلامذتهم في نهل ما نستطيع من عطاءاتهم، في وفاة أنيس منصور أغلقت آخر صفحة من صفحات أدب الزمن الجميل، رحم الله الكاتب الكبير وإنشاء الله أكون قد إستطعت إيفاءه جزءاً يسيراً من حقه في هذه الكلمات البسيطة.


كاتب ومفكر – الكويت.

النهضة نيوز