سعر الليرة السورية مقابل الدولار بين مقصلة الحرب والعقوبات الاقتصادية

تقارير وحوارات

سعر الليرة السورية مقابل الدولار بين مقصلة الحرب والعقوبات الاقتصادية

17 تشرين الثاني 2020 12:17

يخضع سعر الليرة السورية مقابل الدولار والعملات الأجنبية لتحولات كبيرة في ظل الوضع الاقتصادي الخانق الذي تعيشه سوريا، وتؤثر العقوبات الاقتصادية، والمضاربات على سعر الدولار في سوريا وعلى وضع الليرة السورية، ما يجعل الكثير من السوريين يكافحون لتلبية احتياجاتهم بعد انخفاض قيمة العملة المحلية وما تسبب فيه ذلك من ارتفاع هائل للأسعار.

تحولات على سعر الليرة السورية

عضو جمعية العلوم الاقتصادية الدكتور سنان ديب أوضح في حديث خاص لـ موقع النهضة نيوز، "أن موضوع الليرة السورية إشكالي وكبير ويخضع لتحولات كبيرة نتيجة ضغوطات مركبة، وغالبا لم تكن منطقية، ولم يكن التعاطي معها ضمن المنطق والمنظور الاقتصادي، ودائما ما كان توقيت ارتفاع سعر الدولار في سوريا يدل على ذلك، ويعري الأسباب والسياسات؛ فأغلب المضاربات والتي كانت تعمل على اتجاهين، تحطيم نفسي مترافق بأبياع وهمية ورفع سعر غالبا خارج الحدود يترافق مع تجفيف داخلي عبر شبكات منظمة، تعمل بهدف أكبر وهو منع الحكومة من التحكم بسعر الصرف وفق ردات فعل ضبابية من السياسة النقدية".

وأضاف ديب: " أن ما هو متعارف عليه في سورية قبل الحرب المعقدة حول السعر الحقيقي للدولار أمام الليرة السورية، بلغ وسطيا حوالي ٢٥ مليار دولار وكان ذلك من عدم البوح بالأرقام الصحيحة للأمن الوطني، و في عز الضغط على الليرة السورية وقت الهروب من الأماكن التي وقعت تحت الإرهاب وصل سعر الدولار في سوريا إلى حوالي ١٣٠ ثم انخفض إلى ٨٠ ومن ثم ارتفع لحوالي ٣٣٠ وعاد وقتها إلى١٢٠ ليرة سورية".

اقرأ ايضا: إليك سعر الدولار في سوريا اليوم الثلاثاء 17-11-2020 سعر الليرة السورية مقابل الدولار في السوق السوداء

الحرب في سوريا

وتابع الخبير الاقتصادي السوري حديثه قائلاً: "في تلك الفترة رفع حاكم مصرف سورية،سعر دولار التصدير ليغير المسيرة، ورغم تحرير المناطق من تدمر للغوطة لحلب، وما جلبه ذلك من أمان واستقرار و دخول طاقات إنتاجية، ارتفع سعر الدولار إلى حوالي ٦٠٠ ليرة وبعد الضغوطات هبط إلى٣٣٠ ليرة" .

واعتبر ديب، أن المركزي كان المنقذ في تلك الفترات إذ: "لم ينقطع التبذير عبر عدم ترشيد الاستهلاك و وسط قرارات أهدرت مليارات ومنها التدخل للبعض للفائدة و صرف مبالغ لمن يريد شهريا، حتى تغير الحاكم والدولار وسط سعر ٣٧٠ ليرة ليثبته الحاكم الجديد بسعر ٤٤٠ ليرة سورية ومن ثم رفعه لحوالي ٤٧٠ ليرة سورية".

ووفقا للدكتور ديب، وفي ذلك الوقت لم يكن الحصار بأوجه، وسجلت البلاد تحويلات مالية تتجاوز ملياري دولار كل سنة على الرغم من المضاربات ووقتها صرح الحاكم تصريحات خلقت بلبلة ومنها "سنحمي من خزن الدولار ويمكننا جعله ب ٢٠٠ ليرة متى ما شئنا".

يشرح مستذكراً: " انتقل الموضوع آنذاك لمضاربات علنية و ليواكب بتصريحات لخلخلة الليرة ومنها التحجج بأن الفرق بين الوهمي و الحقيقي سبب لقلة التحويلات وسط خلق انظمة تحويل شخصية لمنع الحكومة من الحصول على الدولار".

عقوبات اقتصادية

وأضاف أنه: "وسط مضاربات كبيرة في الحدود وخاصة عندما حصلت مشكلة المصارف بلبنان، في تلك الفترة رفع المركزي السعر إلى حوالي ٧٦٠ ليرة وخلال الإغلاق الشامل سجل سعر الدولار في سوريا في المصرف المركزي  1256 ليرة سورية، وسط ذهولنا مشيراً إلى أنه "في الإغلاق لا يوجد أي استخدام للدولار ".

أيضا في تلك الفترة ، بدأت ما وصفها ديب" بالحرب الإرهابية على الاقتصاد وسط حصار مطبق وعقوبات إرهابية أمريكية لا شرعية لفرض الاجندات السياسية ووسط كشف المصارف اللبنانية مبالغ بين ٢٥ و٤٠ مليار دولار لسوريين امتنعت مصارفهم عن الدفع للمودعين".

اقرا ايضا: ارتفاع سعر الدولار في سوريا في السوق السوداء اليوم الاثنين 16-11-2020 تراجع سعر الليرة السورية مقابل الدولار

ارتفاع أسعار السلع الأساسية

وحول انعكاس سعر صرف الليرة السورية مقابل الدولار على الأسعار قال ديب: "إن كل تغير بسعر الصرف كان يتبع برفع الاسعار ولو كانت البضائع مخزنة وسط ضعف تدخل الحكومة ووسط ترك السوق، حيث لا تنخفض الأسعار ولو عادت الليرة قيمة الليرة السورية ، وهذا ما جعل التضخم يحلق ويطير وسط محدودية القدرة الشرائية للمواطن".

وأضاف، " أن سعر الدولار ارتفع ٢٧ مرة أي حوالي ٢٧٠٠ % وسط ارتفاع الحاجة للأسرة المكونة من ٥ أشخاص أي ما يعادل ٦٠٠ الف ليرة كمصروف شهري، بعد أن كانت الحاجة ٣٠ ألف ليرة فقط أول الأزمة".

النهضة نيوز